||مَشاعِر صَادِقَة||

263 18 39
                                    


نطق الفتى القابع وأخيرًا- والذي لم أتعرف عليه بعد، شكله حتى ليس مألوفًا لي! كيف له بمعرفتي؟- :
"أعتذر إن كنتُ أزعجتكِ بسبب الوجبات الخفيفة تلك"
لألاحظ بأن أحد الفتية ذهب خلفي، فالتفتُ له ليدّعي بالانشغال بمسح السبورة.
لماذا أشعرُ بالتوتر؟
اقترب الفتى القابع أمامي أكثر ليصرف انتباهي عن الفتى الآخر خلفي.
بدأتُ أخطو للخلف بقدر الخطوات التي يخطوها الذي أمامي.
ماذا يريد بحق الجحيم؟!
لأقول أحاول تغيير الجو:
"أنت بأيّ شُعبة؟ لا أظنُ بأنني رأيتك من قبل"
فابتسم الآخر جانبًا وأجاب:
"شُعبة ثلاثة"
ثم قال يمسك بمعصمي بقوة:
"كيف لكِ عدم ملاحظتي بينما أنا أكون أمامك طيلة الوقت؟؟!"
أحاول إبعاد يده عن معصمي وقلبي يكاد ينفجر خوفًا:
"ما خطبك بحق السماء؟؟!"
عدتُ للخلف لأشعر بجسد أحدهم خلفي يحاصرني.
أمسك الفتى القابع أمامي خصري ببطء يُنزل يديه إلى فخذيّ العاري -بما أنني أرتدي تنورتي القصيرة وهو الزي الرسميّ للمدرسة- وأنا أحاول جاهدة الافلات منه، بينما الفتى الثالث يقوم بتصوير ما يحدث وهو يضحك.
"اللعنة هل تجد ذلك مضحكًا؟!"، صرختُ بها أركلُ الفتى الذي خلفي ليسقط أرضًا.
وها أنا ذا وسّعتُ للقابع أمامي المجال ليعتصر وجهي بيده ثم يحاول الاقتراب من شفتي وأنا أدفعه بكامل قوايّ ولكن لا جدوى.
فهو ضخم وصُلب كالصخرة!
ولزيادة الطين بله، الفتى الذي سقط أرضًا يُمسك بقدمايّ كي لا أحاول الهروب أو الدفاع عن نفسي.
*صوت ارتطام الباب بقوة!!*
توقف الفتية عمَّا كانوا يفعلونه
سقطتُ أرضًا أثر دفع الفتى لي بقوة!
وإذا بصوتٍ غاضب يخرج من الشخص الذي دخل المكان وبتهديد:
"أياكم ومحاولة الهرب! لقد حفظتُ وجوهكم بالفعل!"
لم أستطع تمييز صاحب الصوت بسبب ما حدث معي قبل قليل، ولكن توسعت بؤبؤتي بصدمة عندما رأيته سنقتشول يتجه الى الفتى صاحب تلك الوجبات الخفيفة وقدّم له لكمة قوية أستطيع سماع صوت ارتطام أسنان الفتى منها!
ووه كم هذا مؤلم!
ثم أمسك بقميص الفتى الذي حاول الهروب وخطف الهاتف من يده ليشاهد ما كان يصوره من مشهد.
اااهخ كم هذا محرج!
أريدُ البكاء بشدة!
فقام تشول بمسح مقطع الفيديو ثم كسر الهاتف بدعسه تحت قدمه.
وبالطبع لن ينسى إبراحهم ضربًا.
جميع أطرافي ترجف بجنون.
لا أظن بأنني سأقف على قدميّ وأنا بهذه الحالة. قميصي وشعري مبعثر للغاية وعيناني متورمة من الدموع التي لم أشعرُ بها وهي تسقط على خدي.
وقف الثلاثة أمامي وأنا لا أزال جالسة على الأرض فأنا لا أستطيع النهوض وهم أمامي بينما أُطْرق بنظري للأرض، سأتبول في أي لحظة بسبب الخوف.
ليصرخ سنقتشول غاضبًا وأنا أقفز بفزع:
"اعتذروا منهاا الآن؟؟!!"
انحنى الثلاثة يبكون.
يبكون؟ بحقهم؟ ما هذا الضعف؟؟
إنهم حثالة بحق!!
"نحنُ آسفون سومين! نعدكِ بألا نقترب منكِ مجددًا!"
هذا ما قالوه بين شهقاتهم بينما صاحب الوجبات الخفيفة يدّعي بالقوة-فهو الوحيد الذي أسمعه يتذمر بين كلماته-، ليطلب منهم تشول المغادرة بنبرته الغاضبة.
ثمّ التفت إليّ لأُشيح بنظري بعيدًا.
فأنا بحق منحرجة.
اقترب مني ليجلس على ركبتيه بقربي يُربت على كتفي:
"كل شيء على ما يُرام الآن، لا تقلقي"
هذا ما قاله بهدوء ولطف وكأنه ليس ذلك الشخص الذي كان منفجرًا بغضبه قبل قليل.
هذا ما جعلني أبكي بشدة أدفن رأسي في صدره بشكلٍ تلقائي.
لابد أن هذا فاجئه تمامًا- لانني متفاجئة من نفسي ولكني أردتُ احتضانه كامتنان على تدخله قبل أن يحدث شيء-
فرفع يداه يلفهم حولي ويستمر بالتربيت والمسح على ظهري كي أهدأ- لا يعلم أن التعاطف يزيد من بكائي-أخذتُ ألُفّ ذراعيّ حوله بشدة.

|| what is life? ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن