بطاقة دعوة

1K 140 237
                                    

"Devo farmi le ossa."
‏هذه الجملة بالإيطالية تقال لإستعادة القوّة ومعناها الحرفي:  "عليّ أن أبني عظامي"

توقف فيليكس بثيابه السوداء بمحطة الحافلة، وجه شاحب، شفتان ممزقة، يدان مرتجفة، القبعة الصيفية تغطي عيناه وشعره الذي قام بالتخلص منه..

كان واقفاً، ينتظر، لا يعلم ما الذي ينتظره تحديداً ولكنه أراد أن يأتي أحد لتوديعه قبل أن يرحل،
اليوم هو سيذهب للجيش، لقد اختار ان يهرب بهذه الطريقة، في الواقع هو لطالما اراد الهرب، كان جباناً جداً لمواجهة مخاوفه، ولكن لا بأس جميعنا جبناء بطريقة ما..

تنهد بثقل

" لم يأتي أحد "

توقفت الحافلة في جواره فحمل حقيبته والتفت يراقب الطريق لأخر مرة

" وداعاً "

ركب في الحافلة ورحل..

بعد مرور عامان..


دلفت تركض بسرعة بكاميرتها التي كانت تحملها بحرص كي لا تنكسر

" Bonjour "

صاحت تلقي تحية الصباح على إحدى الموظفات وتابعت طريقها..

باريس، عاصمة الموضة، وبين اكبر الشركات العالمية للازياء، دلفت الغرفة بسرعة وتنهدت براحة تتفحص كاميرتها التي لم تنكسر، تذمر إحدى طاقم التصوير بلغته الفرنسية العريقة

" سونا اين كنتِ؟ لماذا تأخرتِ؟! "

انحنت تعتذر بفرنسيتها الركيكة

" آسف سيد جيلر، كان الطريق مزدحم "

" حسناً هيا بسرعة ساعدي الطاقم على تجهيز الإضاءة "

تذمرت بالكورية

" تباً لك ايها العجوز "

" ماذا قلتِ؟! "

ابتسمت تتحدث بالفرنسية

" قلت إنك رجل لطيف "

" حسناً هيا باشري بسرعة "

ساعدتهم بتجهيز الكاميرات والإضاءة ووقفت في الأخير تنتظر العارض الذي ينتظره الجميع..

دلف بثيابه الفخمة وعيناه الحادتين التي ربما لم تبتسم منذ مدة طويلة، توقف في مكانه المخصص للتصوير وركضت الموظفات يعدلون له شعره والمكياج، وبين كل هذا، التقت عيناهما..
صمت.. صدمة..
انتهت جلسة التصوير التي لم يكن اي احد منهما مركزاً بها وباشر الطاقم بتوضيب الأدوات مرة أخرى ولكن سونا توجهت نحوه بإبتسامة

" تاي؟! "

ابتسم بخفة

" سونا "

جلس الاثنان بإحدى المقاهي الفرنسية البسيطة فتحدثت سونا بعد ان وضع النادل القهوة

BAD SCHOOL حيث تعيش القصص. اكتشف الآن