الفصل الرابع والثلاثون : بوارو يصل الى حل اللغز

129 2 0
                                    

جلسنا جميعا فى حالة من الانتباه الشديد ننصت إلى تفسير بوارو النهائي للقضية قال :
- منذ البداية كنت في حالة انشغال بالدافع الذي وراء هذه القضية وأخبرني هاستنجز منذ عدة أيام بأن القضية قد انتهت وأجبته بأن القضية متمثلة في الرجل فاللغز فيها ليس الغموض الذي يكتنف هذه الجرائم ولكنه الغموض الذى يحيط بالمجرم نفسه ما الضرورة التي دفعته لارتكاب هذه الجرائم ولماذا اختارني خصما له ولم يكن القول إن هذا الرجل مختل عقليا إجابة مقنعة لي فالقول إن مجنونا يقوم بأفعال مجنونة لأنه مجنون هو ضرب من الغباء وعدم الفطنة فالشخص المجنون يقوم بأفعاله بشكل منطقي مدروس مثل أي شخص عاقل مع الوضع فى الاعتبار تحيزه الخاص لوجهة نظره مثال ذلك إذا أصر شخص على الخروج وهو لا يرتدي شيئاً سوى ما يستر عورته سيبدو تصرفه في منتهى الغرابة ولكن بمجرد أن تعلم بأنه لديه قناعة بأنه المهاتما غاندي سيصبح سلوكه مبررا ومنطقيا المهم في هذه القضية هو تخيل عقل متزن بطريقة تجعل من المعقول والمنطقي ارتكاب أربع جرائم والإعلان عنها مسبقا عن طريق رسائل موجهة إلى هيركيول بوارو وسيخبركم صدیقي هاستنجز بأنني عندما تلقيت الرسالة الأولى شعرت بالاضطراب والانزعاج حيث بدا لي على الفور أن هناك خطأ ما بخصوص هذه الرسالة .
قال فرانكلين كلارك بجفاء :
لقد كنت على حق تماما .
- نعم ولكني في البداية وقعت في خطأ جسيم حيث تركت إحساسي القوي جدا تجاه الرسالة الأولى أن يظل مجرد انطباع وتعاملت معه وكأنه حدس ففى كل عقل متزن لا يوجد شيء يوازي هذا الحدس التخمين الملهم حيث يمكن للإنسان أن يخمن بالطبع ويمكن أن يكون هذا التخمين صحيحا أو خاطئا وإذا كان التخمين صحيحا تسميه حدسا وإذا كان خاطئا لا تتكلم عنه مرة أخرى عادة ولكن ما في الغالب حدسا يسمى هو بالفعل انطباع مبنى على استنتاج منطقي أو على خبرة سابقة فعندما يشعر خبير بأنه يوجد شيء خطأ في صورة أو قطعة من الأثاث أو توقيع على شيك يبنى هذا الإحساس على مجموعة من العلامات والتفاصيل فهو لا يحتاج إلى أن يتفحصهم بدقة فخبرته تجنبه هذا والمحصلة النهائية هو الانطباع الواضح بأن هناك شيئاً خاطئاً ولكن ذلك ليس تخمينا ولكنه انطباع يستند إلى الخبرة أعترف بأنني لم أتعامل مع الرسالة الأولى بالطريقة المطلوبة كل ما هنالك أنها جعلتني أشعر بعدم الارتياح واعتبرتها الشرطة خدعة ولكني أخذت الموضوع بجدية حيث كان لدي قناعة بأن عملية قتل ستقع في أندوفر كما جاء في الرسالة وكما تعلمون وقع الحادث وأدركت جيدا أنه ليس هناك أي وسيلة في هذا الشأن لمعرفة من هو الشخص الذي قام بهذا العمل وكان الاتجاه المفتوح أمامي هو فقط محاولة فهم نوعية الشخص الذي قام بذلك كان لدي مؤشرات معينة الرسالة وطريقة ارتكاب الجريمة والشخص القتيل وكان الذي يجب علي اكتشافه الدافع وراء الجريمة والدافع وراء الرسالة .
قال كلارك :
- الدعاية .
أضافت ثورا جراس :
- من المؤكد أن سبب ذلك عقدة نقص .
قال بوارو :
- كان هذا بالطبع هو الاتجاه الذي سلكناه ولكن لماذا أنا لماذا هيركيول بوارو بالذات حيث كان يستطيع أن يحصل على دعاية أكبر عن طريق توجيه الرسائل إلى سكوتلانديارد ودعاية أكثر عن طريق إرسالها إلى إحدى الصحف كان من المحتمل ألا تنشر الجريدة الرسالة الأولى ولكن بعد ارتكاب الجريمة الثانية كان سيحصل مجرمنا على كل الدعاية التي يمكن أن توفرها الصحافة ولذلك لماذا هيركيول بوارو هل كان ذلك لسبب شخصي كان هناك انحياز بسيط واضح ضد الأجانب في الرسالة ولكن ذلك لم يكن يفسر الموضوع بشكل يرضيني ثم وصلت الرسالة الثانية وتبعها مقتل بيتي برنارد في بيكسهيل وأصبح من الواضح الآن مــا شككت فيه بالفعل أن عمليات القتل تسير وفق خطة أبجدية ولكن هذه الحقيقة التي بدت حتمية لمعظم الناس لم تغير السؤال الذي يدور في ذهني لماذا يريد هذا المجرم أن يرتكب هذه الجرائم ؟ .
تحرکت میجان برنارد في الكرسي الذي تجلس عليه و قالت :
- ألا يوجد هناك شيء مثل التعطش لسفك الدماء ؟ .
التفت إليها بوارو :
- أنت على حق يا آنسة يوجد شيء كهذا الرغبة في القتل ولكن هذا لا يناسب وقائع هذه القضية فالقاتل المجنون يرغب عادة في قتل أكبر عدد ممكن من الضحايا إنها رغبة متكررة والفكرة المسيطرة على هذا القاتل تكون إخفاء أي أثر لجرائمه لا أن يعلن عنها وعندما نفكر في الضحايا الأربع الذين تم اختيارهم أو على أي حال ثلاثة منهم ( لأنه لا تتوفر معلومات كافية لدي عن السيد دونز أو السيد إيرلسفيلد ) ندرك أنه إذا كان القاتل قد اختارهم كان من الممكن أن يتخلص منهم دون أن يعرض نفسه للشبهة وكانت ستحوم الشكوك حول فرانز آشر ودونالد فريزر أو میجان برنارد ومن المحتمل السيد كلارك إذا لم يتمكنوا من إيجاد دليل قوي ينفي ذلك عنهم وما كان لقاتل مجنون أن يفكر في ذلك لماذا إذا يشعر القاتل بضرورة لفت الانتباه إلى نفسه هل كان ذلك لضرورة ترك نسخة دليل القطارات الإبجدي على كل جثة هل كان ذلك رغبة قهرية أو هل كان هناك عقدة ما متعلقة بدليل القطارات ؟ وجدت أنه من غير المعقول أن يدخل هذا في ذهن القاتل ومن المؤكد أن ذلك لم يكن نُبلاً منه والشعور المرعب بأن يلقي بمسئولية هذه الجريمة على شخص بريء وعلى الرغم من أنني لم أستطع أن أجيب عن السؤال الأساسي لكنني شعرت بأنني كنت أتعلم أشياء معينة عن القاتل .
سأل فریزر :
- مثل ماذا ؟ .
- في البداية إن تفكيره مرتب فقد كانت جرائمه مرتبة حسب التسلسل الأبجدي وكان ذلك مهما له بكل وضوح ومن ناحية أخرى ليس لديه أي ذوق معين في اختيار ضحاياه فالسيدة آشر وبيتي برنارد والسيد كارمايكل كلارك يختلفون عن بعضهم البعض بشكل كبير ولم تكن هناك عقدة جنس ولا عقدة عمر معين وبدا لي ذلك كحقيقة غريبة جدا فإذا كان شخص يقتل دون تمييز يكون ذلك عادة لإزاحة كل من يقف في طريقه أو يضايقه ولكن التسلسل الأبجدي أوضح أن ذلك لا ينطبق على الحالة التي بين أيدينا والنوع الثاني من القتلة يختار عادة نوعا معينا من الضحايا من الجنس الآخر تقريبا على الدوام وكان هناك شيء عشوائي في طريقة مجرمنا والذي بدا لي أنه يتعارض مع الاختيار الأبجدي وسمحت لنفسي بتدخل واحد بسيط حيـث أوحى لي اختيار دليل القطارات الأبجدي ما يمكن أن أطلق عليه أنه رجل له علاقة بالقطارات أو لديه ميل تجاهها وهذا أمر شائع بين الرجال أكثر من النساء فالأولاد الصغار يحبون القطارات أكثر من الفتيات في مثل سنهم وربما يكون ذلك أيضا علامة على عقل غير ناضج حيث يكون الدافع الطفولي هو المسيطر ولكن مقتل بيتي برنارد والطريقة التي تمت بها أعطاني مؤشرات معينة حيث كانت طريقة القتل موحية بشكل خاص ( معذرة يا سيد فريزر ) لأنه تم خنقها بحزامها الشخصي ولذلك فمن المؤكد أنها قتلت بيد شخص كانت على علاقة حميمة وودودة معه وعندما علمت المزيد عن شخصيتها زادت الصورة وضوحا في ذهني كانت بيتي برنارد فتاة لعوبا كانت تحب أن تحظى باهتمام رجل جذاب وحتى يتمكن مجرمنا من إقناعها بالخروج معه فمن المؤكد انه كان يتمتع بقدر معين من الجاذبية الشديدة ولابد أن يكون قادرا كما تقولون معشر الإنجليز على مجاراتها وتصورت المشهد الذي دار على الشاطئ هكذا تغزل الرجل في حزامها فقامت بخلعه فمرره بمزاح حول رقبتها وربما قال لها سأشنقك مداعبا إياها كان كل ذلك مزاحا ثم بدأت تضحك وهو يضغط .
قفز دونالد فريزر من مكانه وكان غاضبا :
- من فضلك سيد بوارو .
أوماً بوارو وقال :
- لقد انتهى الأمر ليس لدي المزيد انتهى الموضوع ولننتقل إلى الحادثة الأخرى مقتل السيد كارمايكل كلارك وفي هذه الجريمة عاد القاتل إلى طريقته الأولى ضربة على الرأس ونفس العقدة الأبجدية ولكن كانت هناك حقيقة واحدة أقلقتني قليلاً لكي يكون هناك نوع من التوافق كان ينبغي علـى القاتل أن يختار المدن بتسلسل محدد اذا كانت أندوفر هي الاسم رقم 155 تحت حرف اي فمن المنطقي أن تكون جريمة بي هي رقم 155 أيضا أو 156 وتكون جريمة سي رقم 157 ومن هنا بدا أن عملية اختيار المدن تمت بطريقة عشوائية أيضا .
اقترحت قائلاً :
- أليس ذلك لأنك متحيز في هذا الموضوع یا بوارو فأنت بطبعك تحب أن تعمل وفقا لطريقة منظمة ومنهج محدد وهذا مرض فيك تقريبا .
- لا ليس مرضا يا لها من فكرة سخيفة ولكني أعترف بأنه من المحتمل أني أركز على هذه النقطة بشكل خاص .
ثم أردف :
- وأمدتني جريمة تشرستون بمساعدة إضافية قليلة ولم نكن محظوظين فيها حيث إن الرسالة ضاعت ومن ثم لم يتم عمل أي ترتيبات وبحلول إعلان توقيت الجريمة الرابعة  كان قد تم عمل نظام دفاعي قوى جدا وبالتأكيد كان من الواضح أن مجرمنا لن يستطيع أن يفلت بجرائمه علاوة على ذلك في هذه المرحلة كان دليل الجريمة الخاص بالجوارب قد وقع في يدي وكان من الواضح تماما أن وجود شخص يبيع الجوارب في أو حول مكان الجرائم لا يمكن أن يكون مصادفة وعليه فإن
بائع الجوارب هو القاتل ويمكنني القول بأن وصفه كما أوضحته الآنسة جراي لم يلائم الصورة التي رسمتها للرجل الذي خنق بيتي برنارد ، سأمر على المراحل التالية بسرعة وقعت حادثة قتل رابعة قتل رجل يدعى جورج أيرلسفيلد تم الافتراض بأنه قتل عن طريق الخطأ بدلا من رجل يدعى السيد دونز والذي كان له نفس البنيان وكان جالسا بجواره في السينما والآن أخيرا تحولت دفة الأمور وعاندت الأحداث المجرم الأبجدي بدلاً من أن تكون في صفه فتمت محاصرته واصطياده وفي النهاية القبض عليه والقضية كما قال هاستنجز قد انتهت وهذا كاف تماما بقدر ما يهم فالرجل في السجن وسوف يودع سجن برودمور في النهاية بلا شك ولن تكون هناك عمليات قتل أخرى واسدل الستار انتهى ليستريح الجميع ، ولكن بالنسبة لي مازلت لا أعلم شيئاً لا أعلم شيئاً على الإطلاق فلم أعلم السبب ولا الدافع وهناك حقيقة واحدة بسيطة ومحيرة وهي أن الرجل الذي يدعى كاست لديه دليل ينفي وجوده في مكان الجريمة ليلة ارتكاب جريمة بيكسهيل .
قال فرانكلين :
- وهذا ما كان يقلقني دائما .
- نعم لقد أقلقني ذلك فبالنسبة لإنكار التواجد في مكان الجريمة أنا أظن أن هذه الحجة حقيقية ولكنها لا يمكن أن تكون صحيحة إلا إذا وصلنا إلى افتراضين شيقين جدا لنفترض يا أصدقائي أنه على الرغم من ارتكاب كاست لجرائم اي و سي و دي إلا أنه لم يرتكب الجريمة بي .
- سید بوارو هذا ليس ..
أوقف بوارو بنظرة منه ميجان برنارد عن الكلام :
- إهدئي يا آنسة فأنا مع الحقيقة نعم كفاني أكاذيب أقول لنفترض بأن مجرمنا لم يرتكب الجريمة الثانية لأنه كما تذكرون قد وقعت في ساعة مبكرة من صباح يوم الخامس والعشرين وهو يوم وصوله لتنفيذ الجريمة ماذا لو افترضنا أن شخصا آخر سبقه إلى ذلك ماذا كان سيفعل فى هذه الظروف هل يرتكب جريمة أخرى أو يختفي ويقبل الجريمة التي نفذت أولا كهدية مروعة ؟ .
قالت ميجان :
- هذه فكرة خيالية يا سيد بوارو من المؤكد أن كل الجرائم قد ارتكبها شخص واحد .
لم ينتبه إليها بوارو وواصل الحديث بثبات :
- كانت ميزة هذا الافتراض أنه فسر حقيقة واحدة وهي الاختلاف بين شخصية الكساندر بونابرت كاست والذي لم يكن بمقدوره ملاطفة ومجاراة الفتاة وشخصية قاتل بیتي برنارد ومن المعروف مسبقا أن من ينوون ارتكاب جريمة قتل يستفيدون من الجرائم التي يرتكبها أناس آخرون فعلى سبيل المثال ليست كل جرائم جاك السفاح قد ارتكبها جاك نفسه كل الأمور علـى مـا يرام حتى الآن ولكن اعترضتني مشكلة محددة فحتى مقتل برنارد لم يكن قد تم نشر أي حقائق عن جرائم القتل الأبجدي حيث كان الاهتمام الذي أحدثتة حادثة أندوفر بسيطا جدا ولم يتم حتى الإشارة في الصحف إلى واقعة وجود دليل القطارات الإبجدي إلى جانب الجثة وتبعا لذلك كان من المؤكد أن الشخص الذي قتل بيتي برنارد أيا كان قد حصل على حقائق لم يكن يعرفها غير اشخاص بعينهم أنا والشرطة وبعض الأقارب وجيران السيدة آشر ، ووصل بي التحقيق في هذا إلى طريق مسدود .
كانت الوجوه التي تنظر إلى بوارو خالية من التعبير أيضا كانت مشدوهة ومتحيرة قال دونالد فریزر باهتمام :
- ورجال الشرطة هم بشر أيضا وهم رجال يتميزون بحسن المظهر .
توقف دونالد عن الكلام وأخذ ينظر إلى بوارو مستفسرا هز بوارو رأسه بلطف :
- لا الأمر أبسط من ذلك كنت قد أخبرتكم بأن هناك افتراضاً آخر لنفترض أن كاست لم يكن مسئولاً عن قتل بيتي برنارد ولنفترض أن شخصا آخر هو الذي قتلها هل يمكن أن يكون هذا الشخص الآخر هو الذي قام بعمليات القتل الأخرى أيضا .
صاح كلارك قائلاً :
- هذا كلام غير معقول .
قال بوارو :
- أليس كذلك وهنا قمت بما كان يجب على القيام به منذ البداية تفحصت الرسائل التي تلقيتها من وجهة نظر مختلفة تماما لأنني شعرت منذ البداية بأن هناك خطأ ما في هذه الرسائل تماما كما يعرف خبير اللوحات الفنية أن لوحة ما ليست سليمة افترضت دون التخلي عن التفكير أن الخطأ فيها هو حقيقة أن رجلا مجنونا هو الذي كتبها والآن قمت بدراسة الرسائل مرة أخرى وهذه المرة وصلت إلى نتيجة مغايرة تماما كان الخطأ هو ان الرسالة كتبها شخص عاقل .
قلت بصوت عال :
- ماذا ؟ .
- نعم هذا ما حدث بالضبط كانت هذه الرسائل بها شيء غير سليم لأنها كانت زائفة كان ظاهرها أنها رسائل كتبها رجل مجنون قاتل مجنون ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك تماما .
تماما کرر فرانكلين كلارك كلامه :
- هذا ليس معقولا ! .
- بلی لابد على الإنسان أن يفكر ويتدبر ما الهدف من كتابة هذه الرسالة تسليط الضوء على الكاتب جذب الانتباه إلى الجرائم في الحقيقة لم يكن لذلك معنى للوهلة الأولى ثم ظهر أمامي بصيص من الضوء كان الهدف تركيز الانتباه على عدة جرائم على مجموعة من الجرائم أليس شكسبير هو القائل يعجز المرء عن تكوين فكرة واضحة عن كامل الشيء بسبب كثرة التفاصيل .
لم أصحح ذكريات الماضي الأدبية لـ بوارو كنت أحاول الوصول لما يقصد وخطرت لي فكرة ، واصل بوارو الحديث :
- ما أقل وقت يلحظ فيه الفرد وجود دبوس عندما يكون في علبة الدبابيس وما أقل وقت يلحظ فيـه المرء جريمة مفردة عندما تكون واحدة من سلسلة جرائم متصلة ومن ثم كان لزاما علي أن أتعامل مع قاتل شدید الذكاء طائش جريء واسع الحيلة ومقامر بكل معنى الكلمة ليس السيد كاست لا يمكن أن يكون هو الذي ارتكب هذه الجرائم لا ومن ثم كان علي أن أتعامل مع طراز مختلف من الرجال رجل ذي سلوك صبياني ( لاحظوا الرسائل الصبيانية ودليل القطارات الأبجدي ) ، رجل يحظى بجاذبية لدى النساء رجل يستخف بحياة الإنسان بشكل لا يعرف الرحمة رجل كان شخصا بارزا في إحدى الجرائم تأملوا معي عندما يُقتل رجل أو امرأة ما الأسئلة التي تطرحها الشرطة توقيت الجريمة أين كان الجميع أثناء ارتكاب الجريمة والدافع لارتكاب الجريمة من المستفيد من موت القتيل وإذا كان الدافع والتوقيت واضحين تماماً ماذا يجب على القاتل المزعوم أن يفعل يختلق عذرا بمعنى أن يتحكم في التوقيت بطريقة ما ولكن ذلك عملية محفوفة بالمخاطر دائما ولذلك فكر المجرم الذي بين أيدينا في طريقة دفاع أكثر روعة وهي خلق قاتل مجنون كان علي أن أراجع الجرائم المختلفة وأن أصل إلى الشخص المحتمل تورطه في ذلك في جريمة أندوفر كان أكثر شخص يمكن أن تحوم حوله الشكوك هو فرانز آشر ولكن لم أكن لأتخيل قدرة فرانز على حبك وتنفيذ هذه الخطة المحكمة ولا يمكن تصور أنه هو الذي خطط لعملية قتل متعمدة وبالنسبة لجريمة بيكسهيل كان دونالد فريزر هو الجاني المحتمل فلديه الفكر والمقدرة على ذلك وكذلك طريقة تفكيره المنهجية ولكن دافعه لقتل حبيبة قلبه هو الغيرة فقط والغيرة لا تؤدي إلى الإصرار والترصد وعلمت أيضا أن إجازته كانت في بداية شهر أغسطس وهذا ما يجعل أنه من غير المحتمل أن تكون له علاقة بجريمة تشرستون والآن جاء دور الحديث عن حادثة تشرستون وهنا نصل على الفور إلى دافع واعد جدا كان السيد كارمايكل رجلا على درجة كبيرة من الثراء من سيرث هذا المال زوجته التي تحتضر لها نصيب فيه ثم يئول كل ذلك إلى أخيه فرانكلين .
استدار بوارو ببطء حتى التقت عيناه بعيني فرانكلين كلارك
- وكنت متيقنا تماما ساعتها أن الرجل الذي عرفته لفترة طويلة في عقلي الباطن كان هو نفس الشخص الذي عرفته شخصيا أي . بي . سي وفرانكلين كلارك هما نفس الشخص الشخصية المغامرة الجريئة والحياة المليئة بالسفريات والتحيز لإنجلترا الذي ظهر بشكل بسيط في السخرية من الأجانب والسلوك السهل الجذاب المتحرر فليس عنده شيء أسهل من إقامة علاقة مع فتاة في مقهى وطريقة التفكير المنهجية المرتبة وقد قام هنا يوما ما بعمل قائمة وقام بترتيب موضوعاتها أبجديا وفي الختام طريقة التفكير الصبيانية وهي التي ذكرتها السيدة كلارك وكذلك بين ذلك ذوقه في اختيار القصص الخيالية ولقد تأكدت من وجود كتاب في المكتبة يسمى اطفال القطارات للمؤلف اي . نسبيت ولم تعد لدي أي شكوك في ذهني أن الشخص الذى كتب الرسائل وارتكب الجرائم هو فرانكلين كلارك .
علا صوت فرانكلين بالضحك فجأة :
- ذكاء بارع ولكن ماذا عن صديقنا كاست والذي تم القبض عليه متلبسا وماذا عن الدم الذي وجد على معطفه والسكين التي عثر عليها في مسكنه ربما ينكر أنه ارتكب هذه الجرائم .
قاطعه بوارو في الكلام :
- أنت مخطئ تماما فلقد اعترف بهذه الحقيقة .
ظهر الارتباك الواضح على كلارك وقال :
- ماذا ؟ .
قال بوارو بلطف :
- نعم لم أكد أتحدث معه حتى أدركت أن كاست يعتقد أنه هو الذي ارتكب هذه الجرائم .
قال كلارك :
- ألا يرضيك هذا أيضا يا سيد بوارو ؟ .
- نعم لأنني بمجرد رؤيتي له علمت أيضا أنه لا يمكن أن يكون المسئول عن ذلك فهو لا يتمتع بالشجاعة ولا الجرأة ولا إن أمكن قول ذلك العقلية التي تمكنه من التخطيط كنت منذ البداية مدركاً للشخصية المزدوجة للقاتل والآن فهمت من أين تتألف هذه الشخصية كان هناك شخصان مشتركان في الأمر القاتل الداهية الماكر الجريء والقاتل المزعوم المتردد والذي من السهل التأثير عليه الغبي سهل التأثر في هذه الكلمة يكمن سر السيد کاست فلم يكن يكفيك يا سيد كلارك بأن تبتكر خطة متسلسلة حتى يمكنك تشتيت الانتباه عن جريمة بمفردها ولكن كان يجب أيضا أن تكون لديك ذريعة تحتمي وراءها وأعتقد أن هذه الفكرة طرأت في فكرك نتيجة لمقابلة عن طريق الصدفة في أحد مقاهي المدينة مع هذه الشخصية الغريبة الاسم الغريب الرنان الذي يحمله وكنت ساعتها تقلب في ذهنك خططا عديدة لقتل أخيك .
- أحقا ولكن لماذا ؟ .
- لأنك كنت خائفا جدا من المستقبل ولا أعرف إن كنت تدرك ذلك أم لا يا سيد كلارك ولكنك خدمتني وآذيت نفسك عندما عرضت علي خطابا معينا أرسله إليك أخوك وفيه أوضح بجلاء حبه وانشغاله بالآنسة ثورا جراي وربما كان هذا الحب أبويا أو ربما فضل أن يراه بهذه الطريقة ومع ذلك كان هناك خطر حقیقي بعد وفاة زوجة أخيك ربما ينجذب إلى هذه الفتاة الجميلة ليجد معها الراحة والسلوان وربما ينتهي الأمر كما يحدث عادة مع معظم كبار السن بالزواج منها وزاد خوفك لمعرفتك بالآنسة جراي فأنت كما أعرف شخص رائع في الحكم على الأشخاص فقد قادك تقديرك سواء كان ذلك صحيحا أم لا إلى أن الآنسة جراي كانت من نوع النساء الذي يسعى لإقامة علاقة مع أي شخص ولم يكن يساورك شك في أنها ستنتهز فرصة أن تصبح السيدة كلارك وكان أخوك رجلا يتمتع بالصحة والقوة ومن ثم كانت هناك فرصة أن ينجب أطفالاً وبهذا تنعدم فرصتك في أن ترث ثروة أخيك وأتخيل أنك كنت رجلاً محبطا من داخلك طوال حياتك فلم تستقر في مكان ولم تجمع الا قدرا ضئيلا من المال ولذلك كنت شديد الغيرة من ثروة أخيك اقول مرة اخرى انك كنت تفكر في عدة خطط واوحى لك لقائك بالسيد كاست بفكرة فأسمه الرنان وحكايته مع نوبات الصرع التي تنتابه والصداع وشخصيته التافهة جعلك تفكر فيه كأداة مناسبة لما تريد ووردت فكرة الأبجدية إلى ذهنك الحروف الأولى من اسم كاست وكان لب هذه الخطة حقيقة أن اسم أخيك يبدأ بحرف سي وأنه يعيش في تشرستون تبدأ بحرف سي وتماديت في حديثك مع كاست فيما يتعلق بنهايته المحتملة ولم تكن تتوقع أن يأتي هذا الاقتراح بثماره كما حدث كانت ترتيباتك ممتازة حيث قمت بالكتابة باسم کاست بطلب شحنة كبيرة من الجوارب وأن ترسل إليه وقمت بنفسك بإرسال خطاب مطبوع إليه يوهمه بأنه من نفس الشركة التي عرضت عليه مرتبا جيدا وعمولة وقد وضعت خططك بدقة مقدما بأنك طبعت كل الرسائل التي أرسلت بعد ذلك ثم أهديته الآلة الكاتبة التي كتبت عليها هذه الرسائل وفي ذلك الوقت كان عليك البحث عن ضحيتين يبدأ اسمهما بحرفي اي و بي بالترتيب وأن تكون إقامتهما في أماكن تبدأ بهذين الحرفين ثم فكرت في أندوفر كمكان محتمل تماما وقادك استكشافك للمكان هناك بأن تختار متجر السيدة آشر كمسرح لتنفيذ الجريمة الأولى فقد كان اسمها مكتوبـاً بوضوح على الباب ووجدت بخبرتك أنها كانت بمفردها عادة في المتجر وكان قتلها يتطلب قدرا من الشجاعة والجرأة وقدرا معقولا من الحظ أما بالنسبة لحرف بي كان عليك أن تغير أساليبك فمن المحتمل أنه تم تحذير كل النساء اللواتي يقفن بمفردهن في المتاجر وخيل إلي أنك كنت ترتاد عددا قليلاً من المقاهي حيث تضحك وتمزح مع الفتيات هناك وتكتشف من يبدأ اسمها بالحرف الصحيح ومن ستناسب غرضك هذا ووجدت في بيتي النوعية التي كنت تبحث عنها بالتمام ثم دعوتها للخروج مرة أو مرتين وأوضحت لها أنك رجل متزوج ولابد أن تكون مقابلاتكمـا فـي مكـان سري وعندما اكتملت الترتيبات التمهيدية شرعت في العمل وقمت بإرسال قائمة أندوفر إلى كاست وأمرته بالتوجه إلى هناك في تاريخ معين ثم أرسلت إلي الرسالة الأولى في اليوم المحدد ذهبت إلى أندوفر وقتلت السيدة آشر دون أن يحدث شيء يؤثر على خطتك وبهذا تم تنفيذ الجريمة رقم 1 بنجاح ولكن بالنسبة للجريمة الثانية توخيت الحذر عن طريق تنفيذك لها في اليوم السابق وأنا على يقين تقريبا بأن بيتي قتلت قبل منتصف ليل يوم الرابع والعشرين من يوليو والآن جاء دور الجريمة رقم 3 وهي الأهم في الواقع وهي الجريمة الحقيقية من وجهة نظرك وهنا يرجع الفضل والمديح الكامل لـ هاستنجز الذي أبدى ملحوظة بسيطة وواضحة لم يلتفت إليهـا أحد فقد اقترح بأن الرسالة الثالثة ضلت طريقها في الوصول بطريقة مقصودة وكان على صواب ففي هذه الحقيقة البسيطة تكمن الإجابة عن السؤال الذي حيرني طويلا لماذا تم إرسال هذه الرسائل في المقام الأول إلى هيركيول بوارو المخبر الخاص وليس إلى الشرطة من المضحك أنني تخيلت أن هناك مبرراً شخصيا لذلك ولكن هذا ليس صحيحا على الإطلاق فلقد تم إرسالها إلي لأن جوهر الخطة كان يتطلب أن يتم توجيه الرسالة إلى العنوان الخطأ ومن ثم لا يصل ولكنك لا تستطيع أن ترتب أن يضيع خطاب مرسل إلى قسم تحقيق الجريمة في سكوتلانديارد فمن الضروري أن يكون لدينا عنوان سري ولقد اخترتني أنا لأنني شخص مشهور وشخص من المؤكد أنه سيحمل الرسالة إلى الشرطة وكذلك كنت تستمتع في تفكيرك المتعصب بالاستهزاء بشخص أجنبي وكتبت العنوان على المظروف بكل مهارة وايتهيفن وايتهورس تبدو زلة طبيعية تماما وكان هاستنجز هو الوحيد ذو الذهن الثاقب بدرجة كافية لأنه لم يهتم بالعناوين الفرعية واتجه مباشرة إلى الشيء  الواضح وبالفعل كان الهدف المقصود ألا تصل الرسالة وتبدأ الشرطة في تعقب الجريمة بعد أن تكون قد تمت بأمان ولقد هيأت لك نزهة أخيك كل مساء الفرصة للقيام بعمليتك وبهذا تمكن الذعر الذي أثاره المجرم من تفكير الجميع ولم يخطر لأي أحد إمكانية أنك أنت الذي ارتكبت الجريمة وبعد موت أخيك أنجزت ما تريد بالفعل ولم يكن لديك أي رغبة في ارتكاب أي جرائم أخرى ولكن إذا توقفت الجرائم دون مبرر لذلك ستحوم الشكوك حول شخص ما ولكن الذريعة السيد كاست قد أدى دور الشخص الخفي بكل نجاح لأنه شخص غير مهم وحتى الآن لم يُلاحظ أن نفس الشخص قد تمت رؤيته بالقرب من منطقة الجرائم الثلاث وما يثير ضيقك أنه حتى زيارته لـ كومسايد لم يتم ذكرها حيث كان قد تلاشى الموضوع تماما من ذاكرة الآنسة جراي وبسبب جرأتك الدائمة قررت أنه لابد من تنفيذ عملية قتل أخرى ولكن هذه المرة لابد أن يكون الأثر الذي يمكن تعقبه واضحا جدا واخترت دونكاستر كمسرح لعملياتك كانت خطتك بسيطة جدا أنت نفسك ستكون حتما متواجدا في مسرح العمليات سيتم إبلاغ السيد كاست من قبل شركته بالتوجه إلى دونكاستر وكانت خطتك أن تتبعه ثم تتحين الفرصة المناسبة وسار كل شيء على ما يرام ودخل السيد كاست السينما وقمت بالجلوس على بعد مقاعد قليلة منه وعندما نهض وهم بالخروج قمت بعمل نفس الشيء وتظاهرت بأنك تتعثر ثم انحنيت للأمام وطعنت رجلاً غلبه النعاس في الصف الذي أمامك ثم سحبت دليل القطارات خلسة ووضعته عند قدمي القتيل واستطعت أن تصطدم بشدة بالسيد كاست في الممر المظلم ومسحت السكين في كم معطفه ثم قما بإسقاطها في جيبه تماما لم تواجه أي مشكلة في اختيار ضحية يبدأ اسمها بحرف دي حيث إن بمقدور أي شخص أن يفعل ذلك وافترضت أن ذلك سينظر إليه باعتباره خطأ حيث إنه من المؤكد وجـود شخص يبدأ اسمه بحرف دي على مقربة بين الجماهير وسيتم الافتراض بأنه كان الضحية المقصودة والآن يا أصدقائي تعالوا بنا ندرس الأمر من وجهة نظر القاتل المزيف من وجهة نظر السيد کاست بشكل صحيح ، لم تعني جريمة أندوفر أي شيء بالنسبة له فقد سببت له حادثة بيكسهيل صدمة وذهولا والسبب أنه نفسه كان موجودا هناك في وقت ارتكاب الجريمة ثم وقعت جريمة تشرستون والعناوين التي نشرتها الصحف وقعت جريمة أبجدية في أندوفر عندما كان هناك ثم وقعت جريمة بيكسهيل ثم أخرى بعدها بوقت قصير وقعت ثلاث جرائم وكان موجودا في مسرح جريمة كل منها فالأشخاص الذين يعانون من الصرع غالبا ما يمرون بحالات نسيان عندما لا يستطيعون تذكر ماذا فعلوا ولنضع في اعتبارنا أن السيد كاست كان شخصا قلقا وعصبيا جدا وكذلك عرضة لأن يتأثر بأفكار الآخرين بسهولة ثم جاءه الأمر بالتوجه إلى دونكاستر والجريمة التي تم تحديد مكانها في دونكاستر من المؤكد أنه شعر بأن ذلك هو القدر ومن ثم فقد أعصابه وتخيل أن صاحبة العقار الذي يسكن فيه تنظر إليه بنوع من الريبة ولذلك قال لها إنه ذاهب إلى تشيلتنام ثم توجه إلى دونكاستر لأن ذلك كان واجبه وبعد الظهر دخل السينما من المحتمل أنه غفا لدقيقة أو دقيقتين تخيلوا شعوره في طريق عودته إلى الفندق الذي يقيم فيه عندما اكتشف أن هناك دما على كم معطفه وأن سكينا ملطخة بالدماء موجودة في جيبه تحولت كل هواجسه إلى حقيقة هو هو القاتل بعينه ثم تذكر نوبات الصداع التي يعاني منها وفقدانه للذاكرة كان متأكدا تماما من الحقيقة إنه هو الكساندر بونابرت كاست هو القاتل المجنون كان سلوكه فى هذه اللحظة سلوك حيوان وقع في الأسر عاد إلى مسكنه في لندن حيث كان في مأمن فهم يظنون أنه كان في تشيلتنام وكانت السكين مازالت في جيبه وكان ذلك شيئا في منتهى الحماقة بالطبع ثم قام بإخفائها وراء الحامل الموجود في الردهة هناك وبعد ذلك تم تحذيره يوما مـا بأن الشرطة في الطريق إليه وشعر بأنها النهاية لقد عرفوا وقام الحيوان الأسير بآخر محاولة للهرب لا أعلم لماذا اتجه إلى أندوفر رغبة كئيبة أعتقد لكي يذهب ويلقي نظرة على المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة التي ارتكبها على الرغم من أنه لا يستطيع أن يتذكر عنها أي شيء لم يتبق معه أي نقود وكان منهكا وقادته قدماه إلى أن يذهب إلى قسم الشرطة من تلقاء نفسه ولكن حتى الحيوان الذي لم يعد لديه فرصة للهروب يقاتل أما السيد كاست كان يعتقد تماما أنه ارتكب الجرائم ولكنه يتمسك بشدة ببراءته وكان يتعلق باستماتة بحجة غيابه عن مكان الحادثة الثانية فعلى الأقل لا يمكن اتهامه بها أقول إنني عندما رأيته علمت على الفور بأنه ليس القاتل وأن اسمي لا يعنى أي شيء بالنسبة له وعلمت أيضا بأنه يظن أنه هو القاتل بعينه وبعد أن اعترف بجريمته لي علمت أكثر من ذي قبل بأن نظريتي كانت صحيحة .
قال فرانكلين كلارك :
- نظريتك ! هذه كــلام فارغ .
هز بوارو رأسه :
- كلا يا سيد كلارك لقد كنت بأمان تام طالما لم يشك فيك أحد ولكن بمجرد أن حامت حولك الشكوك كان من السهل الحصول على الأدلة .
- أدلة ؟ .
- نعم لقد وجدت العصا التي استخدمتها في جريمتي أندوفر وتشرستون في دولاب في كومسايد عصا عادية ولها مقبض سميك وتمت إزالة جزء من الخشب وصب مكانه الرصاص المنصهر وتم التعرف على صورتك من بين ست صور بواسطة شخصين رأياك عند مغادرتك للسينما في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون فيه على مضمار السباق في دونكاستر وتم التعرف عليك في بيكسهيل منذ عدة أيام بواسطة میلي هیجلي وفتاة أخرى فى فندق سکارلت رنر روودهاوس وهو المكان الذي أخذت بيتي برنارد إليه لتناول العشاء في هذه الليلة المشئومة وفي النهاية والأسوأ من ذلك كله أنك تغافلت عن أحد أكثر الاحتياطات بساطة فلقد تركت بصمات أصابعك على الآلة الكاتبة الخاصة بكاست التي إن كنت بريئا كان من الممكن الا تلمسها أبدا .
جلس كلارك ثابتا تمامًا لمدة دقيقة ثم بعد ذلك قال :
- أحمق ضعيف فاشل لقد فزت ياسيد بوارو ولكن الأمر كان جديرا بالمحاولة .
وبحركة سريعة بدرجة مذهلة أخرج مسدسا أوتوماتيكيا من جيبه ووضعه على رأسه صدرت مني صرخة ورجعت للخلف بشكل عفوي وأنا أنتظر سماع الانفجار ولكن لم يحدث اي انفجار وسمعت قرقعة الزناد دون حدوث أي ضرر نظر إليه كلارك باستغراب وأقسم يمينا قال بوارو :
- لا يا سيد كلارك ربما لاحظت أني أحضرت خادما جديدا اليوم صديق لي لص خبير قام بنزع مسدسك من جيبك ثم أفرغه من الطلقات وأعاده إليك كل ذلك وأنت غير مدرك لما يدور .
صاح كلارك وقد احمر وجهه من الغضب :
- انت أيها القرد الأجنبي الصغير العجيب .
- نعم هذا هو شعورك الحقيقي کلا یا سید كلارك لن يكون موتك سهلا لقد أخبرت كاست بأنك قد نجوت مرتين من الغرق وأنت تعلم ما يعني ذلك بأنك ولدت لمصير آخر .
- أنت ...
لم تسعفه الكلمات وكان وجهه شاحباً وقد أطبق قبضتي يديه مهددا ، خرج مخبران من سكوتلانديارد من الحجرة المجاورة كان أحدهما هو كروم الذي تقدم ونطق عبارته الشهيرة :
- أحذرك بأن أي شيء يقال ربما يستخدم كدليل ضدك .
قال بوارو :
- لقد قال الكثير .
ثم قال لـ كلارك :
- أنت ممتلئ بكبرياء متعصب ولكنني أعتبر جرائمك ليست إنجليزية على الإطلاق جريمة ليست صريحة وغير منصفة .

ابجدية القتلى " أجاثا غريستي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن