الفصل الأول: (سأكون يومًا ما أُريد)

160 20 0
                                    

الفصل الأول.
(رواية: عِندما ألتقينا.)

أن تكون يومًا ما تُريد،
شخصٌ ناجح مُختلف ومُميز، ولكَ بريقٌ خاص.. حينما تحضَر تُحضِر البهجة، وحينما تختفي يظل أثركَ باقٍ، شخص مُؤثِر ناجح خير مِن شخص يسعى هباءً ويبكي كثيرًا، أن تحلُم وسط الظلام، وأن تبقى دومًا مُتأمِل الخير رُغم صعوبة الأيام.. هكذا فقط تستطيع أن تعيش.

- يا عم محمد بقى أنا تعبت، كُل يوم أجي ألاقي باب العُمارة مفتوح.. ولو أتسرقنا طيب!
بَصلي بِهدوء وكمل:
- حقك عليا يا ست الكُل واللهِ، بس أصل نمت وأنا قاعد.
أتنهِـدت بهدوء وابتسَـمت وأنا بمدله علبة الساندوتشات وإزازة المية والعصير:
- فداك يا عم محمد، أفطر وأقعد.. هاتلك قهوة كده وفوَق يا عم الناس.
ضحِك بخفة وخد مني الحاجة:
- أنا عارف إني بتقل عليكِ من يوم موت حليمة يا ست سِيا، بس والله ما ليا حد.. تسلم إيدك يا ست البنات، ويدوم حسك في البيت وفي الدنيا وتفضلي دايمًا بتساعدي غيرك، ربنا يجبر بخاطرك ويجبر في مطلبك يا بنتي.
ابتسَـمت بِهدوء وكملت:
- أنا زي بنتك، ودادة حليمة كانت حبيبتي.. عن إذنك.

أتحرَكت من قُدامه، ابتسَـمت بِهدوء وأنا بخرج برا شارعنا، وقفت تاكسي وركبت وأنا قاصدة شركة الأُستاذ قُصي وعمار أخويا، يارب أفلح المرة دي.. يارب يفهموني.

- مساء الخير، عايزة أستاذ عمار.
قالت وهيَ باصة في الكمبيوتر:
- أقوله مين يا فندم!
- سِيا الزُهَري.
رفَعت عينها بسُرعة وكملت بهدوء:
- أنسة سِيا! أهلًا بيكِ.. فورًا هبلغ أستاذ عمار وأستاذ قُصي إنك هنا.
اتنهِـدت بهدوء وابتسمتلها بتكلُف:
- على ما تاخدي إذنهم هقعُد هنا.

قعَدت على كُرسي بعيد، وسندت راسي لِورا شوية، رجعت بالزمن لورا.. وأفتكرت أول مرة عرَضت عليهم إختياراتي!

- بس يا عمار أنا مش عاوزة أدخُل بيطري لِمُجرد إن مجموعي جايبها، أنا عايزة حقوق.. وشايفة نفسي في حقوق، ده حلمي ومن حقي إني أحققه يا عمار!
كمِل بصوت عالي:
- مكُنتيش دخلتِ علوم، وصرفت عليكِ دم قلبي يا سِيا، مكنتيش بهدلتي نفسك وبهدلتينا علشان علوم طلاما في النهاية هتدخلي حقوق!
رديت عليه بِعصبية:
- مالها حقوق! هو حد قالك متدخُلش هندسة يا باشمهندس عمار! وفي النهاية بقى أسمك الأُستاذ عادي.. وبعدين دي فلوس بابا يا عمار! بتصرف عليا من فلوس بابا.
- مش هتدخُلي حقوق يا سِيا.
كمِلت بِعند:
- هدخلها يا عمار.

فوقت مِن شرودي على صوتها:
- أنسة سِيا.. أُستاذ قُصي جوا، بس أُستاذ عمار عنده ميتينج دلوقتي؛ قالي أقول لحضرتك تدخلي.
حركت راسي بِهدوء وقُمت من مكاني، أتحركت ناحية المكتب وقبل ما أدخل رجعت ليها:
- لما تكلمي العُملاء، أرفعيلهم راسك.. ده حُسن ضيافة.
سيبتها واقفة ودخلت، خبطت خبطتين على الباب فابتسَـم بِهدوء:
- أتفضلي يا سِيا.
ابتسَـمت بهدوء وقعدت قُدامه:
- أهلًا يا قُصي، عامل إيه!
- أنا بخير يا أستاذتنا.. أخبارك إيه أنتِ؟
ضحكت بِخفة:
- زي الفل.. بس عايزة أتكلم معاك في حاجة وعايزاك تقنع عمار بيها يا قُصي أرجوك.
بصلي بِأهتمام:
- أكيد يا سِيا.. أتفضلي أنا سامعك.
أخَدت نفس وكملت:
- أنا عايزة أفتح ملجأ لِلمُسنين والأطفال والمتشردين،
ده حلمي يا قُصي، عايزة أدور عن حقوقهم، وأبحث في حياتهم وفي دُنيتهم، الناس دي محتاجة بعض، محتاجة تحس إن ليها أحفاد وأهل، الأطفال محتاجين حنان الكُبار.. والكُبار لازم يحكوا ويبرروا، كلمته كتير في الموضوع ده وكل مرة كان بيرفُض حتى يسمع، ورافض إن عمو يتدخل في الموضوع، وأنتَ أقرب حد ليه يا قُصي.
أتنهِـدت بهدوء وقام وقف:
- ملهاش لازمة، أحلامك دايمًا مختلفة يا سِيا، تفكيرك محدود في مساعدة الناس! طيب ومساعدة نفسك! وحياتك ودُنيتك يا سِيا.. دخلتِ حقوق غصب عنه وبدون علمه ومعرفتيهوش غير وأنتِ رايحة، وعايزة تعملي كل حاجة على مزاجك، أنتِ أخـ..
قاطعته بعصبية بسيطة:
- أنتَ شبهه، دماغكم واحدة، أفعالكم وتصرفاتكم وحياتكم، مش بتهتموا غير لِنفسكم وبس يا قُصي.. عمركم ما خوفتوا أو فكرتوا فيا مثلًا! أحلامي فين!
كمِل بِسُخرية بسيطة:
- متحسسنيش إنك بتسمعي كلام حد يا سِيا، ما أنتِ ماشية وبتمشي وهتمشي بدماغك!
قُمت وقفت بعصبية وكملت:
- علشان دي عادتكم كلكم، كل واحد عايز يمشي بمزاجه ويمشي العالم على مزاجه.. أنا غلطانة إنِّي فكرت إن منك رجا، كده كده هوصل وهحقق لوحدي، بس وقتها مش عايزة ألمحكم حتى!

أجنحة الأحلامWhere stories live. Discover now