(الفصل الرابع)
(حيث ابدأ في تحقيق أحلامي)- قُصي، عمار!
كانوا واقفين بيتخانقوا وماسكين في بعض، رميت الحاجة على الأرض وجريت ناحيتهم.. زقيت قُصي بعيد عن عمار وزعقت:
- أنتَ إيه اللي جايبك هنا! أنتَ مجنون!
- صوتك يوطى وأنتِ بتكلميني علشان مندمكيش على علو صوتك، زي ما هندمك على ايدك اللي أتمدت عليا يا بنت عمي..
عمار قام علشان يمسك فيه تاني فمسكته بخوف:
- عمار علشان خاطري أهدى، بالله عليك.
كان هيزُقني بعدين لما شاف في عيوني الخوف حاول يسيطر على نفسه، شدني وراه وبصله بقرف:
- لما تيجي تتكلم معاها صوتك يوطى يالا، تتكلم من أقل طبقة عندك، أسلوبك يتعدل.. وتوجهلي أنا كلامك، علشان أنا اللي هندمك على اليوم اللي جربت تتعرضلها فيه.
- أوعى تنسى مين اللي كان سبب في موت رفيدة! وأوعى تفكر إني هسيب أختك تعيش يوم واحد عدل.
كمِل بعصبية وهو بيزقه بايده:
- متدخلش رُفيدة في كلامك، رُفيدة كانت أنضف من إنها تدخل في نقاش زي ده سوائًا هي أو أختي، واللي كان سبب في موت رُفيدة اللي لما روحتله وقلتله ما نسيبهم المرة دي قالي دول بنات وهيضيعوا، ووقف قصادهم أكتر مني.. فوق بقى يا قُصي، فوق.
وقف قصاده وعيونه كانت مليانة شر، بصلي بعصبية وبصله:
- مش هخليها تعمل اللي هي عاوزاه، وأنتَ.. ملمحكش في الشركة.
عمار بادله نفس نظرة العصبية وكمل بصوت حازم:
- متعيشش وتنسى إن ليا في الشركة دي أنا وهي 50%.. فالشركة دي بتاعتي، وبتاعتها زي ما هيَ بتاعتك..
غمزله وكمل وهو بيبعد خطوتين وبيمسك ايدي:
- شرفتنا يا استاذ قُصي، متعتبش باب البيت تاني بقى.
خرج بعصبية كعادته، بصيت لِعمار بقلق فخدني في حضنه وابتسَـم:
- متقلقيش أهدي أنا كويس.
حضنته جامد وكملت:
- هو هيفضل يتعرضلنا دايمًا؟
- ده قُصي يا سِيا، مش متعود حد يقوله لأ فده طبيعي، اللي مش طبيعي إننا نتهز من مجرد فعل، هو محروق بس علشان خدت صفك ورجعنا نتكلم..
اتنهِـد وكمل بهدوء:
- كمان قلبه محروق يا سِيا على رُفيدة، بس قُصي متعودش يبين ضعفه فبيخرج في هيئة غضب.
خرجت من حضنه وكملت:
- طيب تعالى أعملك الجروح اللي عملهالك دي.. كانت مصارعة تيران ولا إيه!
رفع حاجبه وخبطني في كتفي بالراحة:
- يعني أنا تور يا تورة.
ضحكت وكملت:
- ما أصل بصراحة يا عمار صعب يعني، لو كانت حاجة اتكسرت كنت دفعتك تمنها.
- يا ستي فداكي..
سمعت صوت خطوات سريعة على السلم، بصيت لقيته مروان بص بخضة للحاجة المرمية في الأرض ولشكل عمار وكمل:
- هو انتوا كويسين؟
حركت راسي بِهدوء وروحت ناحيته:
- ده الأكل؟ مطلعه أنت ليه محدش تاني طلعه؟
- قلقت لما لقيت ابن عمكم نازل متشلفت كده، فقلت أطلع بنفسي.. محتاجين حاجة طيب؟
شيلت الشنط اللي وقعت مني على الأرض وشاورتله:
- ادخل طيب ادخل.
عمار ابتسَـم وشاورله:
- تعالى يا مروان اقعد، أنتَ شكلك بتشرفنا في المصايب بس انت كمان.
- والله يا عمار أنا من ساعة ما عرفتكم مشوفتش منكم غير مصايب، فهل دي عادة حياتكم ولا ده نتيجة تواجُدي!
ضحكنا بصوت عالي فعمار كمل:
- دي ضريبة الشهرة ياخويا والله.
لميت الحاجة دخلتها المطبخ، والأكل اللي جابه مروان وكل حاجة، بعدين خرجت بعلبة الاسعافات لعمار:
- تعالى أعملك وشك ده..
شاورلي بهدوء:
- هاتي أعمله، أو اديه لمروان وادخلي جهزي الأكل اللي مروان طلعه وتعالي علشان ناكل سوا كلنا.
بصيت لِمروان فكمل بنفي:
- أعملك اللي عاوزه، بس أكل لأ مش قادر.
بصله بِأصرار:
- عيب تطلع ومتاكلش، وبعدين كفاية إنك تعبت نفسك وطلعت لهنا.
بصيت لُه برجاء فابتسَـم وكمل:
- خلاص ماشي.
YOU ARE READING
أجنحة الأحلام
Historia Cortaالعالم كالقَبوِ الصغير، يبحثُ كُل مِنَّا عن مأوى لهُ، ظروفنا تبدوا متشابهة، وآرائنا واحدة.. ولكِن لِكُلِّ منَّا طريقة وأسلوب للتعبير عن رأيه، يجعلنا مختلفين رُغم أنَّ السبيل واحد، والهدف واحد. تتحدَث الرواية عن فتاة حالِمة، تبحث دومًا عن افكار مُختل...