الفصل الثاني: (رُبما لم يكُن خطأي.)

112 16 2
                                    

(الفصل الثاني)
(رواية: عندما ألتقينا)

- شرط؟ شرط إيه!
- تتجوزيني..

عارف لما تحس إن فيه حاجة كبيرة وقعت على راسك؟ صخرة مثلًا! أو قُصي.. أيوه هو قُصي، تحس قُصي وقع على راسي.

- أنتَ حد ضربك قلمين على دماغك ولا إيه!
بَصلي بِغرور وحط إيده في جيبه بِثقة، ورفَع حاجبه:
- عرَضت عليكِ عرض، حقك تقبليه أو ترفضيه، هتشتمي.. هضرب، والباديء أظلم.
بصيت لُه بصدمة وربعت إيدي:
- أنتَ شكل المسلسلات التُركي والروايات لحست عقلك يا باشمهندس، من أمتى والجواز عرض وطلب، ولا شرط لِشيء.. الجواز هدوء وراحة وسكينة، شخص بنسكُن معاها وبنسكُن جواه كمان، فوق يا قُصي مش كل حاجة بتمشي زي دماغكم، عايشين بس علشان تعملوا صفقات.
رفع حاجبه بِبساطة:
- بطلي هري كتير.. أنا قُلتلك وأنتِ حقك تقولي آه، أو لأ.
بصيت لُه بنفس النظرة ورفعت حاجبي:
- لأ.

سيبته واقف مكانه، وأتحركت مِن قدامه، وقفت تاكسي وطلعت على الشقة بتاعتي، اللي عايشة فيها لوحدي، رنيت على أُمنية صحبتي.

- أُمينة وراكي حاجة؟
وصلني صوتها من الجهة التانية:
- لأ.. ورايا إيه أنا بالله عليكِ وأنا اصلًا واخدة أجازة من المكتب؟
- تعالي أقعدي معايا النهارده، نجيب حاجات حلوة وبيبسي وقهوة، ونسهر نتفرج على فيلم.. زهقت من القعدة لوحدي ومن الشغل، هاخد بكره بريك كامل علشان جبت أخري.
- يا عسل! هجيلك.. ماما عامله كيكة، هجيبلنا منها وأجي.
ضحِكت بخفة:
- خلاص أوكيه، مستنياكي في البيت.

عديت على السوبر ماركت، جبت حبة شيبسيهات، وفشار ونسكافية، وكل أنواع التسالي، أخدت شوكولاتين علشان أمنية بتحب الشوكولاتة فهتاخد بتاعتي وبتاعتها، عديت على عم محمد وأنا طالعة.
- مساء الخير يا عم محمد.
قام وقف أول ما شافني وابتسَـم:
- أهلًا بيكِ يا ست هانم، هاتي عنك هاتي عنك..
ابتسَـمت بهدوء:
- سيب يا عم سيب، هطلعها أنا هو أنا هطلع على رجلي، الاسانسير أهو.. أُمنية جاية كمان شوية ابقى طلعها في الاسانسير.
ابتسَـم بِهدوء:
- عنينا يا ست البنات.

أخدت حاجتي وطلعت على البيت، كان فيه حاجات مكركبة روقتها بسرعة ودخلت أخدت شاور وبدأت اعملنا غدا خفيف، شوية مكرونة وبانية ومعاهم ملوخية علشان أُمنية بتحبها، في وسط ما كنت بعمل الأكل لقيت الباب بيخبط.

- جايةة..
خرجت بسرعة فتحت الباب فكانت هي، حضنتها جامد:
- وحشتيني أوي.
ابتسَـمت:
- وحشتيني أكتر بكتير، هدخُل أغير هدومي وأجي اكمل معاكي الأكل، وهحط الكيكة دي جوا.
ابتسَـمت بهدوء:
- طيب يلا روحي.
***
تقبُلك لِوضع أو رفضك ليه دايمًا ناتج عن أفكارك، الأفكار اللي اتربيت عليها، حفظتها صَم، عايشتها، قرأتها، أو شربتها من واقع المجتمع اللي عايشين فيه، في النهاية أيًا كان فمش شرط تكون الأفكار دي صح، جايز تكون صح.. جايز غلط، جايز غلط جدًا خصوصًا بالنسبة لكونك رجُل شرقي جدًا.

أجنحة الأحلامWhere stories live. Discover now