في تمام اللّيل وحيدًا يجتاحني آلم الماضي
وروحً راحلة تركت قلبي بلا رحمة
وامرأة خائنة لم تكن إلا دمية تباع بالعطاء
كيف تلك الدموع تنساب من عيني
وكيف قلبي ينزف في دمعات لا على امرأة خائنة
ولكن على حبيبة بعيدة
منار الشريف 🥀💔♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صباح اليوم التالي...
في مكتبة بشركة العائلة يجلس جاسر ووجهه معبأ بالغضب المتراكم، يتأمل ما حولة بعيون مظلمة مشحونة بالاستياء، كأنها تعكس العواصف الداخلية التي تعصف بروحه، تتراقص ظلال الماضي والحزن والغضب على جدران قلبه كنغمات مأساوية في سيمفونية اليأس. ينبعث منه غضب لا يُطاق، ترددت خطوات الموظفين بعيدًا عن غرفة مكتبة فهو لا يحتمل الحديث مع أحد في هذه اللحظة. حوت الغرفة جدرانها على انفجار الغضب المحتجز داخله، ما كان يجعل الجو يمتلئ بالتوتر والضغط بينما يتحرك الزمن ببطء شديد يذكره بالماضي، يعبر عن شخصية جاسر الشاذلي الغاضبة خطوة. بخطوة ويجسد كل حركة بكلمة صارمة. يجلس على كرسيه بقوة معبرًا بتوتر شديد عن ما يجول بفكره، فلا يستطيع التخلص من الشعور بالغضب الذي يسكن قلبه.
بينما يستمع إلى صوت تأنيب ضميره الصامت، وفي تلك اللحظة الفاصلة يسمع طرقات خفيضة على باب الغرفة؛ ثم يفتح الباب بدون سماع أذن من ذلك المتواجد بالداخل نظر جاسر بحنق فوجد وراءه تقف رحاب سكرتيرته الخاصة بابتسامة خجولة وعينين تنم عن القلق. تتجمع الكلمات في فمها وتتحول إلى جمل متعثرة من الاعتذارات، فيما كان هو ينظر إليها بعينين متجمدتين بالغضب، لا يفهم كيف يمكن لأحدهم أن يُخرجه من هذه الحالة المزاجية الغير جيده نهائيًا
شعرت رحاب بالرعب من صمته القاتل والذي كان يسيطر على الغرفة، هي حقًا شعرت بالخوف والندم على دخولها هكذا فهي تعرف أن هذا الغضب ليس بالأمر العابر لمديرها بل هو مؤشر على شيء قوي بداخلة فاقت من شرودها اللحظي على صوته القوي الغاضب وهو يقوم بطردها من مكتبة لم يقل سوى جملة واحدة قصيرة فقط جعلت الدماء تنشف بعروقها
_"أذهبي إلى الخارج الأن حتى لا يطولك غضبي رحاب".
انحنت برأس منحنية تنظر إلى أسفل قدميها تنتفض بداخلها من صوته المرعب، تبتعد خارج الغرفة وتغلق الباب خلفها تاركة ذلك المجروح وحده مع همومه وغضبه المُطلق أمره الجميع اليوم بتجنب حتى المرور بطابق مكتبة كعادته في حالات غضبه والتي أصبح من النادر ما تتكرر منذ ثلاثة أعوام.
اما هو فكان مازال في عالم آخر في الحقيقة، فكان يستحضر ذهنه ما مضى. كيف تعرض للخيانة والغدر بتلك الدناءة! شعر وقتها بأنها تحبه، ولكن هل كانت تلك المشاعر حقيقية في وقت ما، أم أنها ماهرة في الكذب والخداع؟ أم أن قلبه هو من خانه عندما قرر أن يختار غير حبيبته الصغيرة ويتجاوز عشقة لها بامرأة آخرى؟ يا الله! فقد كاد عقلة أن يفلت من قبضة تلك الأحداث المؤلمة.
"عودة إلى الماضي"
كان جاسر يجتمع مع أمجد الحسيني صديقه وحارسه الشخصي الذي وكله لمراقبة تلك المدعوة زوجته
تنفس جاسر بعمق في محاولة لإخماد غضبه المتصاعد. كان يشعر بغيرة شديدة وخيبة أمل لما سمعه عن زوجته كاميليا.
قال بصوت هادئ، لكن واضح أنه يكافح كي يسيطر على انفعالاته:
_"أخبرني بالتفاصيل يا أمجد. ما هي الظروف التي رأيت فيها كاميليا مع هذا الرجل في ذلك المقهى؟ أنا بحاجة لمعرفة الحقيقة كاملة قبل أن أحكم".
ارتبك أمجد قليلاً أمام غضب صديقه، لكنه حاول أن يستجمع أفكاره ليُجيب بهدوء:
_"لقد رأيتها تدخل إلى ذلك المقهى مع الرجل في وقت من مساء أمس، لكن لا أعلم ما حدث بينهما بعد ذلك. أنا آسف يا جاسر أنني لم أتمكن من الحصول على معلومات أكثر تفصيلاً".
جاسر أومأ برأسه بتفهم، ثم قال بصوت حازم:
_"شكرًا لك على تقريرك ومجهودك معي يا صديقي، ولكني لا أمن لأحد غيرك بتلك المهمة وعليك أن تجعل رجال بالاستمرار في مراقبتها، وأبلغني بأي تطورات. أنا بحاجة للتأكد بنفسي من صحة ما سمعت".
تنحنح أمجد قليلًا ثم أجاب بما جعل الدماء تغلي في عروق جاسر
_"أحم. جاسر هناك شيء آخر لابد أن تعلم عنه الآن فقد أخبرني رجالي به لقد علمت منهم قبل دخولي لك مباشرة أنها على علاقة موثوقة به وهي معه الآن في منزله".
صدم جاسر من ما سمعه واشتعلت نار الغضب في عروقه فأخذ مسدسه القابع بداخل درج مكتبة وتوجه كالمجنون خارج الشركة بأكملها إلى حيث تلك الفاسقة فهو لم يصدق ما قاله له أمجد صديقة والمكلف بحمايتها ومتابعتها دون علمها، خوفًا شديدًا تملكه لما هو أتي، ذهب وخلفه أمجد إلى المكان الذي توجهت إليه تلك الكاميليا.
بعد مرور ساعة...
وقف جاسر بسيارته يراقب المكان ويفكر، زوجته الأن بداخل شقة مع راجل أخر غيره ماذا يحدث بينهم الآن؟ لم يحتمل الفكرة أكثر من ذلك فتح باب السيارة بعنف مترجلًا منها يأكل المسافات بينها وبين تلك البناية التي بها زوجته فذهب بخطوات غاضبة مسرعًا إلى حارس البناية الجالس على مقعدة الخشبي يتمتم بكلام غير مسموع فسأله جاسر بصوت يبدوا عليه التحفز الشديد ويخرج من جيب بنطاله مبلغ من المال زاغت على أثرة عينان ذلك الحارس واكمل جاسر وهو يريه صورة لها على هاتفه المحمول:
_" أريد سؤالك عن تلك السيدة هل رأيتها من قبل؟".
أنت تقرأ
عندما يتكلم الحب ( قيد التعديل)
ChickLitتعشقة منذ نعومة اظافرها لا تريد أحد سواه فهو مالك أحلامها ولياليها ولكن هو قلبه لا يبالي ينتقل من زهره إلي زهره يمتص رحيقها ثم يتركها تهيم في محراب هواه أما الأخر فهي سارقة فؤاده صغيرته التي تهابه وتخشاه بشده لقوته وجبروته فماذا يحدث عندما تضع الأقد...