أنت الحياة التي أتنفس، أنت الأمل الذي أنشد
أنت الروح التي أرتعش، وسامتك مثل الغيم النقي
شعرك كالليل الأسود الداكن، عينيك كاللؤلؤ المتألق
وابتسامتك كالفجر الساطع، أحبك جاسري أكثر من الوجود، أرتمي في أحضانك السعيدة
أبحر في بحر عيونك الودود، واصنع من دمعك عقيدة، أنت وحدك من تملك قلبي
أنت من تحركه وتسكنه، أنت من ترسم فيه حبي
أنت من تصنع فيه جنتي
منار الشريف 🌺❤️
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلفت تولين إلى غرفة المكتب بهدوء وخفه كنسمة صيف رقيقة تمر بين أغصان الزهور، جميلة كفراشة ربيع خجلة فوجدته يجلس على مقعده خلف مكتبة الخشبي الكلاسيكي الفخم يمسك بيده قلمه الذهبي وبعض الأوراق ويعمل بتركيز شديد فانتبه هو لها وجذبه بشدة ومن أول وهلة من دخولها إليه رائحة عطرها الخلاب الساحر الذي يأثره والذي ملئ الأجواء بسحرها الفتان، فنظر لها جاسر مبتسم وهو يترك ما بيده ويعتدل في جلسته ويأشر لها بدون حديث فابتسمت تولين له وذهبت إليه بالفعل وتجلس على قدمه القوية حيث أشار فجذبها إليه برقة كأنها قطعة بلور يخشى عليها من أقل لمسه يحتويها بداخل حضنه الدافئ يقُرب وجه إلى وجهها بحميميه شديدة يقبل ثغرها بعمق وبعشق ويستنشق عبق أنفاسها العطر ويقول لها بصوت هامس مُحشرج تملئة المشاعر الجياشة:
_"في طيات الليل نتناغم
على رمش القمر نتعانق
بين زفير الهوى نتشابك
وفي أحضان الحب نتشابه
أوهام العشق تُراودني
كنسيم الورد تراقصني
وأنا في حضنِك أختنق
وفي حبكِ أنا أسر الأيام
فأصبح العشق ينبض بنا
روحي ترقص بين جنباتِك
جمعنا القدر صدفة
فنحن نكمل بعضنا البعض
في عشقنا نحيا الأحلام
وعلى شفتيك تذوب الألحان
فلنعانق تلك الدقائق ونمضي
فنحن العشاق في القدر ضياع
أحبِك في لحظة ويتضاعف
عشقي ويغمرنا ويزيد
فنحن في عالمنا الخاص
نغوص في بحر الحب دومًا
أنتِ قدري وأنتِ ملاذي
في حبكِ أجد السعادة
أنتِ ضيائي وأنتِ عطائي
دمعة الفرح في حياتي
فلنعش العشق بكل جوانبه
ولنحتضن بالحب نسماته
فقلبي لكِ مفتون ومغرم
فنحن في هذا العالم عاشقان".
(بقلم منار الشريف)
كانت تحاول تولين بجدية أن تخفي انبهارها العميق بتلك الكلمات الرائعة، وبوسامة شريك حياتها وعشق عمرها وهي تظهر ابتسامة خجولة على شفتيها، تنظر نحو عينيه بعينيها اللوزية الناعسة، وتشعر بخفقان قلبها وهي تضع يدها برفق على وجنته تلمس بأصابعها الناعمة بشرته بشغف عارم يشعر به قلبها فتشعر بخشونة ذقنه النابتة قليلًا، وقوة تقاسيم وجهه أكثر فتطلق ضحكة خفيفة وتداعب إطراف أنفها برفق بأنفه، كانت تشعر تولين بخجل متوهج في عينيها وهي مازالت تلمس وجهه ووجنته برفق بيدها الناعمة، كأنها ترغب في حفظ ذكرى هذا اللحظة الحميمية في قلبها للأبد، تداعب بأصابعها الصغيرة إطراف أنفه ووجهه برقة كما لو أنها ترقص على لحن المحبة والغرام الذي يتردد في الجو من حولهم.
توقفت للحظة وهمست بكلماتها العذبة إلى حبيبها:
_"أنت حياتي، وعشقي، وغرامي أتوق لقربك دائمًا وأبدا. أنت لا تدرك حبيبي كم أنت رجل مميز بالنسبة لي في كل شيء، وأنك غيرت حياتي بشكل كبير ورائع لقد عشت معك جمال الحياة وروعتها".
ابتسم جاسر وهو ينظر إليها بعيون مفعمة بالحب والرغبة وقبل أن يتمكن من الرد أقترب منها وقبلها بعشق أكبر وشغف ورغبة يعمق قبلته ويده تتلمس كل جزء من جسدها الغض الناعم؛ ثم قام بمسح دموع السعادة التي ملئت عينيها فارتسمت ابتسامة على شفتيهما بشكل واضح، وبدأت تولين تعبر عن مشاعرها بكلمات لا تخفى وجهها العاشق:
_"حبيبي سطرت بعذبات قلبك بيننا قصة عشق وغرام تملؤها أمواج الحب والعاطفة ستكون يدي في يدك، وقلبي ينبض بجانب قلبك معًا إلى الأبد".
تبادلوا النظرات المشتعلة بالغرام، ودمجت أحضانهما لتشكل صورة تعبيرية عن الحب العميق الذي يوحد قلبيهما وتخللت أنفاسهما القصيرة تلك اللحظة الرومانسية الحميمة وسط حضن معبر عن الأمان والعشق الروحي وكأنهما في عالم خاص بهما هما الأثنين فقط وغمرته مشاعر العاطفة الحارقة التي انصهرت في مكان واحد ولم يعد هناك أي شيء يهم سوى حاضرهما العاشق ومستقبلهما المشرق. وبهدوء طغى على اللحظة ثمة شعور عميق انبعث من قلبيهما المتشابكين كما لو أنهما قد أدركا أن هذا الحظة ستبقى محفورة في أرواحهما للأبد، فقرروا أن يبقوا معًا بغض النظر عن ما ستحمله لهما الأيام المقبلة في مشهد رومانسي حميمي فاق جمال الخيال فتمايلت تولين بين أحضان جاسر وهي تشعر بأنها في مكانها الآمن ومحاطة بحبها الحقيقي، فلم يكن هناك غيره ولم يكن هناك أي شيء يهم سوى اللحظة الساحرة التي بينها هو وهي.
لامست أشعة الشمس الدافئة وجه ذلك العاشق المتيم الذي كان يستمتع بلحظات من حلاوة الأحلام في غفوته عميقة، وكانت الغرفة مظلمة وهادئة لا شيء في العالم كان يمكن أن يخترق حاجز هذا العالم الخاص به والذي اقتحمه جاسر مع حبيبته الصغيرة في عالم أحلامه، آنسته حبيبته الرقيقة وظهرت أمامه بجمالها اللامتناهي، وعيونها الزمردي تلمع بالحب والشوق، واحتضانه لها بقوة يستريح في حضنها الدافئ، ولكن فجأة انتفض جاسر من فراشه بعنف شديد فصوت خبطات متواصلة هزت باب غرفتة الخشبي القوي والضخم مثل صاحبه وتداعى صداها في كل زوايا الغرفة لم يكن يدرك حتى الآن ما يحدث فارتبك ونهض عن فراشه مسرعًا وهو يترقب الصوت الذي أصابه بالدهشة والقلق في أن واحد، وتوجه إلى الباب وعيناه المنتظرة لمن خلفة فتفاجأ عندما رأى وجه شقيقته الحزين والباكي لحظة الصدمة التي لا تُنسى! حينما تذكر حبيبته والذي كان يحادث كل من يعرفه في فرنسا ويوصي عليها، ونسيان عشقه المحرم بشرب المُسكرات طوال الليل إلى أن غفى في مكانه بتعب شديد وقلب مرهق متخم بعشقها وهواها.
فاق من شروده اللحظي على صوت النحيب والبكاء الذي يغزوا المكان بسبب شقيقته فدمعت عيناه كلما تذكر سفر تولين، فدارين لم تهون عليه وجع قلبه بل تزيده ببكائها هي الأخرى على فراق صديقتها المقربة فقال لها وهو يمسح بيده على وجه ويزفر بعصبيه وتوتر ويحاول جاهدًا تمالك نفسه:
_"صباح الخير دارين، كيف حالك اليوم؟".
قالت دارين بصوت حزين باكي:
_"لا صباح الخير جاسر، أنا لست بخير اليوم، فأنا حزينة حقًا".
رسم بحرفية على ملامحه اللامبالاة وتحدث بصوت تمثيلي غير مهتم:
_"مممم. هيا أخبريني، ما الذي يحزنك؟".
كانت صوت شهقات شقيقته عالية وهي تجيب:
_"أنت تعلم جاسر بالفعل فتولين سافرت إلى فرنسا اليوم لمواصلة دراستها، وأنا حقًا حزينة بسبب فراقها".
تمالك نفسه حتى لا يظهر على صوته حزنه ويأسه: _"أعلم كم تعني لكِ تولين، فهي ليست فقط صديقتك المقربة بل بمثابة شقيقتك، ولكن السفر والدراسة في الخارج هي فرصة رائعة بالنسبة لها يا دارين".
دارين بحزن:
_"أُدرك ذلك، ولكن لا يمكنني أن أقوم بإيقاف شعور الحزن الذي بداخلي، ستفتقدني وستفتقدنا جميعًا هنا ونحن أيضًا كذلك".
اجابها بحزن:
_"أنا متأكد من ذلك أيضًا، ولكن هذا فرصة لها للاستفادة من تجربة قيمة وتطوير قدراتها الشخصية والأكاديمية".
قالت مبتسمه:
_" أنا أعرف ذلك وسعيدة من أجلها، ولكن ماذا سأفعل دونها؟ لقد تشاركنا الكثير من اللحظات السعيدة والأيام ولدينا العديد من الذكريات المشتركة".
لاحت أمام عيناه ذكرى تلك الصغيرة الشقية التي يعشقها وذلك الحلم الرائع الذي تمنى بداخلة أن يصبح يومًا حقيقة أمام عينيه:
_"ستظل هذه الذكريات معكِ إلى الأبد، وستصبحين قادرة على إنشاء ذكريات جديدة أيضًا معها عندما تأتي هي في العطلات أو اجعلك تقومي أنتِ بزيارتها فليس عليكِ أن تكوني حزينة بذلك الشكل بل عليكِ أن تدعمي تولين في هذه الرحلة الجديدة لها".
دارين بحزن:
_"أنا نادمة على أنني لم أستطيع السفر معها، أتمنى لو كنت أستطيع ذلك حقًا".
قال بجديه:
_"لا تجعلي الندم يسيطر عليكِ، فكل واحد منا لديه طريقته الخاصة حتى يحقق أحلامه ربما يكون لديكِ فرصة للسفر في المستقبل أنتِ أيضًا".
دارين:
_"أنا أعلم أنه يجب أن أكون سعيدة لها و أنا كذلك بالفعل، ولكن الحزن لا يزال يكمن بداخلي".
احتضنها بحب فهي ابنته قبل أن تكون شقيقته الصغرى:
_" أتفهم مشاعرك تمامًا، وأنا هنا لكي أواسيكِ وأدعمك في هذا الوقت الصعب".
اجابته بحب أخوي خالص:
_"شكرًا لك جاسر أنا أعرف أنني يجب أن أحاول التغلب على هذا الحزن وأن أكون متفائلة لها بمستقبل رائع فتولين طيبه حقًا وتستحق السعادة".
_"أعتقد أنكِ ستستطيعين ذلك فقط ابقي إيجابية وانظري إلى الأمام، وأنا هنا لدعمك في أي وقت".
ضحكت بحب تحتضن شقيقها:
_"شكرًا لك أخي أنا حقًا أقدر دعمك ورغبتك في مساعدتي".
أبتسم يداعب شعرها بيده:
_"لا تذكري ذلك أنا هنا دائمًا لكِ ستكون كل الأمور على ما يرام".
دارين:
_" أتمنى ذلك".
جاسر:
_"على الرحب والسعة دارين أنا دائمًا هنا إذا احتجتِ إلى أي شيء".
《 في الجانب الأخر 》
على متن الطائرة المتجهة إلى فرنسا، كانت تولين تجلس في مقعدها وهي تشعر بمزيج من الخوف والقلق يعتريها؛ فقد كانت هذه المرة الأولى لها التي تسافر فيها بمفردها، وكونها تتحدث الفرنسية جعلها تشعر بالقليل من الهدوء إزاء التواصل مع الآخرين،
قامت تولين بأخذ نفس عميق وتوجهت بنظرها إلى نافذتها؛ حيث كان منظر المدرج والطائرات المتحركة يتضاءل تدريجيًا رغم محاولتها الابتسامة إلا أنها لم تتمكن من اخفاء التوتر الذي كان يغمرها. أخذت يدها تعبث بجواز السفر وبينما كانت تتأمل الصورة الشخصية المثبتة على الصفحة تذكرت جميع الجهود التي بذلتها للتحضير لهذه الرحلة ولكي تتغلب على خوفها ومما هي مقدمة عليه لدراستها للفنون فقد جعلها جاسر تقابل المدربين المختصين في مجال دراستها وأيضًا قامت بمشاهدة الفيديوهات التعليمية، ولكن لا تزال الشكوك تلح على عقلها من قدرتها على المكوث بمفردها، وفي لحظة من التأمل العميق لاحظت تولين ابتسامة مشرقة تتوجه إليها من جانب المضيفة فاستجابت بالقليل من الابتسامة أثناء اتجاهها نحوها و التي ابتسمت بدورها وهي تقول بهدوء وتفهم:
_"مرحبًا سيدتي هل تحتاجين إلى أي مساعدة؟".
استعادت تولين هدوئها وردت قائلة:
_"أنا بخير الأن شكرًا لكِ".
كان حديث المضيفة القليل معها دافعًا لها للتغلب على القلق الذي كان يتوغل في داخلها، برغم أنها في بادئ الأمر كانت تعلم أنها قادرة على القيام بهذه الرحلة بنجاح ورغم كل التحديات التي تواجهها.
استقرت تولين في مقعدها وعازمة على الاستمتاع بكل لحظة في هذه الجولة المثيرة كانت فرنسا وجهتها الأولى، ومع أنها تشعر بالخوف والقلق، إلا أنها كانت متحمسة أيضًا للتعرف على ثقافة جديدة وتجربة تحدٍ جديد، وبينما ارتفعت الطائرة وتألقت أشعة الشمس خلف السحاب شعرت تولين بقوة وثقة تملأ روحها، وكانت هذه الرحلة هي البداية لمغامراتها الشخصية ومحطة في نموها وتقدمها.
مع كل دقيقة تمضي، بدأت تولين تشعر بالراحة والاطمئنان، ولم يعد القلق الذي رافقها وحدها يشكل عبئًا على نفسيتها فهي الآن مستعدة لاستكشاف فرنسا واكتشاف كل ما جعلها تعشق بلد النور والتجارب الجديدة التي تنتظرها هناك، ولكن في حقيقة الأمر بداخلها لم يكن هذا ما طمئنها حقًا ولكن ذلك الرجل الضخم المتواجد معها على نفس الطائرة وبالقرب من مقعدها فهي تعرفه جيدًا فهو أحد رجال جاسر الشاذلي المخلصين الذي رأته معه مرات تعد على أصابع اليد فعلمت أن جاسر لم يتركها ولن يتركها بمفردها مهما حدث.
#يتبع
أنت تقرأ
عندما يتكلم الحب
ChickLitتعشقة منذ نعومة اظافرها لا تريد أحد سواه فهو مالك أحلامها ولياليها ولكن هو قلبه لا يبالي ينتقل من زهره إلي زهره يمتص رحيقها ثم يتركها تهيم في محراب هواه أما الأخر فهي سارقة فؤاده صغيرته التي تهابه وتخشاه بشده لقوته وجبروته فماذا يحدث عندما تضع الأقد...