الفصل الثاني

2K 38 4
                                    

أنتِ الورد في ربيع الحياة، وأنتِ الراحة للنفس البريئة.
أنتِ الحنان الذي يبلسم الجراح، وأنتِ الأمل الذي ينير الطريق.
أحبك من كل قلبي، فأنتِ ملكة قلبي وروحي.
وأنتِ سر سعادتي وفرحي، أدعو الله أن يحفظك
وأن يجعلك دائمًا في قلبي ونفسي.
فأنتِ أغلى ما أملك في هذه الدنيا، وأنتِ سر سكينتي وأمان روحي
منار الشريف 🌺❤️

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

كانت الحفلة مستمرة في قصر الشاذلي بينما بداخل الملحق المتواجد بجانبه، كانت تولين ومهيرة يُكملا جمع الأغراض المتبقية وكانتا على وشك الانتهاء بينما دموع مهيرة تنساب على وجنتيها لا تتوقف حزنً على فراق فلذة كبدها ووحيدتها أو كما تقول لها ضوء القمر، قالت مهيرة وهي تمسك يد أبنتها وتجلس معها على الفراش تنظر إلى فيروزتيها التي تترقبان حديث أمها:
_"تولين حبيبة أمك وضي أيامها لقد قضيتي الكثير من سنوات عمرك تترقبين حدوث ما تتمني وتراقبين من بعيد في صمت وفي خفاء حب مستحيل، ولكن هل تعلمين كم أنتِ محظوظة بكل ما يحدث لكِ في حياتك فأنتِ تعيشين في منزل رائع وهادئ، وتدرُسين في أحسن المدارس والأن مَن الله عليكِ مع اجتهادك كل تلك السنوات بتلك البعثة وذلك العمل في خارج البلاد وسوف تحصُلين على خبرات حياتية كثيرة وتتعرفين على أشخاص جدد وستنسين كل مشاعر المراهقة تلك التي تمري بها".

نظرت تولين إلى أسفل قدميها تتحدث:
_"نعم أمي أعلم كل ذلك، بالفعل وأعتقد أن السفر في ذلك التوقيت بالنسبة لي أمر جيد جدًا، ولكن ماذا لو حمزة نسى وجودي، ونسى كل شيء عني وما عاد يتذكرني".

حزنت مهيرة على أبنتها، ولكن كانت تحدثت معها بعقل ومنطق:
_"وكيف ينسى شخص أحد لا يهتم به وبوجودة من الأساس ابنتي، أنتِ تحبي من طرف واحد فقط والطرف الأخر لا يشعر بكِ ولا حتى يبالي بوجودك".

بكت تولين فأخذتها مهيرة بين احضانها الدافئة تربط على ظهرها بحنان تكمل حديثها لعل فتاتها الصغيرة تفوق من وهم قناص القلوب حمزة الشاذلي زير النساء:
_"حبيبتي لم أقصد ايلامك ولا اتعمد جرحك فأنتِ ابنتي الوحيدة وأهم عندي من أي أحد أخر ولا تسوى لي عائلة الشاذلي جميعها ظُفر أصبع صغير منكِ وأنما قصدت بحديثي معكِ أن تستيقظي من وهم الحب وتنتبهي إلى نفسك. هناك أشياء رائعة كثيرة في انتظارك غير ذلك الهوس والعشق الذي لا يوجد منه رجاء أتمنى أن تستوعبي ذلك قبل فوات الأوان، حبيبتي لقد خوضنا سويًا أنا وأنتِ في حياتنا الكثير أيام رائعة وأخرى صعبة والأن أنتِ سبب فخر لي والجميع يحبك ويحترمك وهذا ما أريده لا أريدك أن تخسري حياتك لا تحاولي يا تولين أن تصلي إلى القمر فهو بعيد المنال يا طفلتي:
_"أعرف كل ذلك ماما شكًرا لكِ على كل شيء فعلتيه ومازلتي تفعليه من أجلي، ولكن ليس لي على قلبي سلطان ولكن وعد مني سوف أحاول".

أنهت مهيرة حديثها مع تولين داعية لها بصلاح الحال وأن يكتب الله الخير وقالت:
_"حسنًا لقد انتهينا من كل شيء لا تنسين جواز سفرك ضعيه في حقيبة يدك وسوف اوقظك في الثامنة صباحًا، سوف اتركك الأن تنامين قليلًا واذهب لأنهي بعد الأعمال بداخل القصر. بالمناسبة قبل ذهابي كان السيد جاسر يسألني عنكِ وعلى أحوالك ويريد أن يطمئن عليكِ وهل ينقصك أو تحتاجين شيء".
ابتسمت تولين بود قائلة:
_"لا ماما كل شيء على ما يرام لا أحتاج شيء".
_"إذًا تصبحين على خير حبيبتي".
نهضت مهيرة ذاهبة إلى الخارج وتسطحت تولين أعلى الفراش مسنده رأسها على وسادتها الناعمة شاردة في نقطة وهمية تفكر بعمق وهي تصل لها أصوات الموسيقى من الخارج.

عندما يتكلم الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن