تستيقظ بهدوء تام من وسادتها من بعدِ مداهمة الكوابيس لها كلُ ليلةٍ
تنهض ببطء وتسير نحو نافذتها لتقف وتنظر للخارج ب اعيُن فارغة مليئة بعتمة الليال وقلة نوم
غارقة بمتاهةٍ بداخلها لايوجد سوى العتمة والفراغ
تنتظر بقرب النافذة أملاً بأن يتغلب عليها الأرهاق وتغفو لتستيقظ صباحاً شاحبة الوجه هزيلة الجسد لا طاقة لها للأستمرار تمشي وتتأرجح كأن جسدها معدوم الجاذبية
تستقلي على السرير وتأخذ تتأمل السقف لعدة ساعات إلى أن تغفو مرة أخرى لتستيقظ بالليل على طرق باب شقتها فأخذت تحمل نفسها بثقل وتأفف لفتح الباب فتجد وألدتها واقفة مبتسمة تحمل بيدها عدة أشياء ومن بينها طعام أعدته لها
إيلا :"لما اتيتي؟
الام:"الآ يسعني أن أطمئن عليك فأنتِ لم تجيبي على الهاتف ولم يراك احد بالجوار منذ عدة ايام ! إذن لايوجد خيار لدي ؟
إيلا:"الا يستطيع المرء أن يبتعد قليلاً
الام:"كفاك هراء تناولي طعامك وأنا سأقوم بترتيب وتنظيف الشقة
إيلا:"أياك لا أريد أن يتحرك شئ
ترد الام وهي غاضبة: لان أقف أراك تتعايشين مع القذورات ؟
تبتسم {إيلا }بسخرية وغضب:"شخصاً مثلي يستطيع أن يتعايش مع من هو أشد دناءة من القذورات
تقف ألوالدة متعبة من أحاديث{ إيلا }:"حقاً أمركِ ميؤس منه لا أعلم ماذا أفعل لك
تقف{ إيلا }وتتجه لباب غرفتها لتدخل وقبل أغلاقة :"لاشئ ميؤس منه أكثر من إنجابك لي
ألام وهي حزينة:"نعم أنتِ محقه
تدخل {إيلا} وتقفل الباب تستلقي على السرير وأعيونها مليئة بالدموع تتهامر على وسادتها
تتوقف عن البكاء وتنظر للأرفف لتأخذ من فوقها علبة دوائها تناولت منها ،ثم أستقلت مرة أخرى ولم يكن لها سوى أن تنتظر لتغفو بأرهاق نفسها فابغير ذلك لاتستطيع النوم
أستيقضت صباحاً ،أخذت عدة دقائق على فراشها لم تسمع ضوضاء وألدتها فظنت انها رحلت
نهضت عن السرير متجهة للباب لتخرج من غرفتها وحال فتحها للباب وخروجها بعدة خطوات من الباب
تتوقف بعد شعورها أنها وطئت أرضية مبللة فانتظر للاسفل إذا بالدماء تغطي الإرض فأخذت بإلارتجاف والخوف،تسير لتتبع أثر الدماء لترى وألدتها منحورة العنق أمامها لم
تكن {إيلا }تعي ماترى أخذت تصرخ بأعلى صوتها وتقترب من وألدتها لتعانقها وتصرخ بمنادتها تحاول إيقاضهاو تضع يدها على عنقها أملاً بأن يقف النزيف ترى وألدتها شاحبة اللون باردة الأطراف فاقدة النفس تصرخ بكل ما اؤتيت من قوة ولكن لا أمل من ذالكتصل الشرطة والإسعاف بعد نصف ساعة، يقومون بلف الأشرطة وجمع الأدلة ونقل الجثة بينما {إيلا} فاقدة الوعي لتستيقظ بالمستشفى لترى نفسها بغرفة بارده وبيدها أبر مغذيه لتستجمع ذأكرتها بعد ماحدث فاتقف مسرعة متجهة نحو الباب لتخرج في الأسياب وهي تبكي تبحث عن وألدتها ليمسك بها الممرضون والأطباء ويقومون بتهدئتها بالأبر
تستيقض بعد مدة تنظر إذا بها بنفس المكان وصوت جهاز معدل ضربات القلب فوق رأسها والمغذي بيدها تميل برأسها نحو النافذة لترى سطوع الشمس وتأخذ بالبكاء، فجأة يطرق الباب ويدخل ثلاث رجال يقتربون ليتحدث احد منهم
أهلاً أنسة {إيلا} نحن فريق من المحققين أتينا لنأخذ إفادتك
{إيلا }وهي منهكة:"هل ترون أنه الوقت المناسب؟
فريق المحققين:"مر بالفعل يومان يجب علينا أخذ الإفادة
إيلا:"فلننهي ذالك
فريق المحققين:"أستكشفنا كُل شئ وننتظر التقرير التشريحي إلا أننا لم نجد أداة الجريمة فهي لم تكن بمسرح الجريمة ولا بقرب الجثة
إيلا؛"مما يعني ذلك ؟
فريق المحققين:"المشتبه الرئيسي لدينا هو أنتِ فلم يكن هناك أحد سواكِ
أخذت {إيلا }تنظر أليهم وتلتفت للنافذة منهارة بالبكاء
إيلا:"لم أعلم بما حدث كنتُ بغرفة نومي مغلقه الباب
فريق المحققيق :" مالذي دفعك لاغلاق الباب ؟
إيلا:"كنا قد خضنا شجار قبلها بوقت وأنتهاء بي الأمر بأقفال الغرفة
فريق المحققين :"ألم تسمعي الضوضاء أو ايّ شئ؟
إيلا:"لا أستطيع أن أستمع أو أشعر بشئ لأنني أتناول مهدئات
فريق المحققين:"حسنا سنعود إليك بوقتٍ أخر يتعين عليك البحث عن محامي
خرجو الفريق وطلبو تعزيز حماية حول الغرفة تحسباً لأي محاولات هرب وتوجهو نحو الطبيب المسؤول عنها
أخذو يستعلمون عن حالتها ونتائج الفحوصات ليخبرهم الطبيب أنهم وجدو نسبةً من المهُدئات ألتي تتعاطها {إيلا} بوصفة طبيه لمعالجة الأكتئاب والإضطرابات ألتي لديها مما يجعلها تغوص بنوم عميق لساعاتٍ طويلة
بعد عدة أيام أخذت {إيلا} للقضاء وتمت تبرأتها بتقاريرها وعدم وجود أدلة كافية تثبت أنها من قامت بالجريمة
تخرج {إيلا} من القضاء وتمشي بطرقات عشوائية دون وجهة محددة لاتعلم أين تذهب أو ماتفعل بالنسبة لها كانت وألدتها الشخص الوحيد الذي كان قد تبقى لها لاتعلم ماتفعل فاحياتها ألان لاتعني شئ ضلت تسير لساعات ثم استأجرت سيارة أُجرة لتذهب بها إلى قرية قريبة من المدينة طلبت من السائق آن يقف أمام الشاطئ فأخذت تسير إليه ببطء تتوقف لتنظر إليه وأعيونها مليئةٌ بالدموع تفكر وتردد أنهُ لامعنى لبقائها على قيد الحياة فلا معنى للعيش بعد ألان
أخذت تغرق نفسها دون أن تقاوم منقطعة أنفاسها يمر شريط حياتها أمامها لينتهي بعائلتها وأبتسامة وألدتها الأخيرة لها أمام فتحها لباب شقتها
لينتهي كل شي لتنتهي {إيلا} ومعاناتها لتنتهي قصة مليئة بالأحزان والألم
أنت تقرأ
وجوه متعددة
Mystère / Thrillerالأمر أحياناً لايكون كالظاهر لنا ،يتعدد البشر بأساليبهم وصفاتهم وكذلك وجوههم ، في حال إنك تتيقن من معرفتك لشخص إلا أنك تتفاجئ بعدم صحة يقينك لاتراهن بمعرفتك لشخص فكلُ شخص تتعدد لديه شخصيات بداخله،فكل موقف وموضع وحدث يتبين فيها الشخص ومابداخله فاتجد...