٠١: رسالتي الأولى.

23 1 29
                                    

هيونغوون الأعزُّ للقلب؛ كيف احتَال عليكَ الحال؛ وآل بك المآل؟
كيف تُواسيك الليالي، وأنت من الزاد خالِ؟
كيف ترجو الصعود لقمة المُثلث الهرمي، وقد خرّ فوقك بضلعٍ ناقصٍ بالِ؟

أشعر بضِلعك قد كُسر، أكان ذلك ضلع مُثلّثك المتين، أم ضِلع صدرك الحزين؟
أشتمّ رِيح رَيب تتسلل لقلبك، تُضيّق الخِناق على صدرك بأفكار يائسة.. تملؤك بالوساوس، تُخبرك بأن ذاك الفراغ لن يُملأ يومًا، وتُذكرك بقُبح مثلّثك بعد أن فقد ضِلعً ثمينًا، وبات مُعوجًا ضعيفًا،
تُرك المُثلث بضلعين ينكمش أحدهما على الآخر، وكأنما يُواري بعضمها بعضًا؛ فكيف يكون طفلٌ لطفلٍ حاميًا؟

أعتذِر لخسارتك، لمشاعرك التّي تم تهميشها.
لذكرياتك التّي اكفهرّت، وحصنك الذي انقضّ.
للنُقصان الذي يلتهمك، ولدفء عائلتِك الذي انفضّ.

إنّها ليلةٌ مَكسوَّةٌ بالأنين، وتملؤُها الرَجفة.
مساءٌ تلوّن بوعود كاذبةٍ تتمنّى لو تعُود.
الكثير من الخيبات، ولكن لا بأس.
لا تبتأس؛ فتلك الكذبات الجميلة تبقى مُقدسة، حتى مع تحطيمها لنا.

نُصبِح غرباءً في السُبل، ضيّعنا بَعضنا، وضَللنا دَربنا.

تعالَ نبكِ علينا لأنّنا لم نَنل شيئًا، وكُلُّ شيء نال منّا.

عزائي لك، أرجو أن تجِد الطريق.

ـــــــ

السلام عليكم.
الفصل الاول من الرواية رغم صغره، وإنه يعتبر بس البداية، إلّا إنه بيبُث فيّا كمية مشاعر سيئة للغاية.
لحد دلوقتي انا تقريبا قريت الفصل فوق الخمس او الست مرات، وكل مرة، بحس بالبغض الشديد تجاه ام هيونغوون
ومشاعرها وافعالها الل مش قادرة افهمها، ومش عايزة افهمها جديًا.
مضحك جدا بس الفصل دا غائم جدا بالنسبالي.
والتعبير عنّه كان صعب.

إزاي أكتب رسالة أواسي فيها شخص بيحبّ والدته، وبيحبّ وجودها حواليه، وحاسس إن رحيلها هو بسببه.
في حين إني شايفة إنّها شخص ميستاهلش كُل الحُب ده، وإني ببغضها.
فكان التفكير في الجمل المناسبة متعب.

عيلة هيون، شبّهتها هنا بالمثلث، أو بالهرم.
لما ضلعين المثلث يكونو مُتزنين، الضلع التالت تلقائيًا هيستقيم، ويتزن معاهم.
لكن مش ده اللّ حصل.
أحد أضلاع المثلث، غادر بالكُلية.
فإيه اللّ تبقى؟
ضلعين وحيدين، بيشكّلوا زاوية حادّة.

شيء غريب قد لا تلحظوه غير بعد كام فصل، ولكن تعبير 'القُبح' أصبح مرتبط عندي بهيون بشكل وثيق جدًا جدًا.
تلقائيًا بفتكر هيونغوون كل ما أسمع الكلمة.
في العادة أنا مش بحب الكلمة ديه أساسًا، وبحسها تقيلة حتى في نطقها، ولكن قراءتها من خلال سرد يسرى أصبح بالنسبالي مميز ومعبر.
فـ استخدامها في أول رسالة هنا، أحس إن له معنى.

'تُرك المُثلث بضلعين ينكمش أحدهما على الآخر، وكأنما يُواري بعضمها بعضًا؛ فكيف يكون طفلٌ لطفلٍ حاميًا؟'
متسألونيش ليه، بس أنا فعلًا بحب السطرين دول!
واي؟ -وده هيبقا أوضح قدام-
ولكن ببساطة، لإنه جدًا حقيقي!
الضلعين هنا مقصود بيهم هيون وأبوه، وألفاظ زي 'ينكمش' 'يواري' 'طفل' بتوووصصففف جدددددااااا حالة الحزن المشتركة بينهم.

وادٍ غيرِ ذي زرعٍ | رسائل إلى هيونغوون. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن