٠٥: رسالتي الخامسة.

10 1 7
                                    

هيونغوون الأعزُّ للقلب؛ كيف احتَال عليكَ الحال؛ وآل بك المآل؟

سأسرد عليكَ قصة ما قبل النوم، آمل ألّا تقضي الليل تدرسُ على إثرها.

أما بعد، فاعلم، أن وِسع السماء الشاسعة هو ما ترك الطيور بلا حماية.
ولكنّ البعضُ رآها، ووصفها بالشجاعة.
رآها كالسّفن، تُواسق البحَر، النِد بالند؛ ولو أنّها ظلّت في مرَاسيها، لما تلطخت بمياهه.
يدعونك للتفكُّر، وفي القصة تتدبر، فركود سفينة في مرساها، أفقدها هويّتها ومعناها.

وسُؤالهم الوحيد، أبُنيت السفن لتركد؟
أخلُقت الطيور لترقد؟
لكنّهم لا يرون ما أرى.

اليوم، لقد مات الطّائرُ.
مَات لأنّه خشي العودة إلى الديار.
مَات لأنّه ظلّ يلوذ بالفرار.
مات خوفًا، قبل أن يموت جوعًا.
ومات جانيًا قبل أن يُجنى عليه.
اليوم، مات الطّائر، لإنه كرِه العودة للشمس. 

قبل أن يتطاير الكرى من أجفانك، دعنا نختلق نهايةً أقلّ بُؤسّا لتلك القصة.
تُرى إن أعادت الطيور الكرّة، وطارت صَوب الشمس ذات مرّة، بعتاد أعتى وأقوى، فهل ستصير حُرة؟

ـــ

س

لام عليكم!
قصّة الطائر ديه كنت عاجزة عن فهمها لما قريتها، عجزت عن تفسيرها بشكل كامل -ولازلت-
ولكن بعد القليل من العصف الذهني للأفكار، توصلت لبعض النقاط.
زيّ ما ذكر موهيون، بيت الطيور، ف الشرق، يعني بشكل ما ناحية الشمس.
فـ الطير الل بيهرب من الشمس، بيهرب من بيته بشكل ما(؟)
والسبب انو فقد صحابه بسبب الذهاب لهناك، فهو أصبح خايف من المكان، من مكانه.

أنا مدركة إن موهيون حكى القصة ديه، عشان شايف نفسه ويونهي فيها، ولكن 'حتى الذين يقرأون نفس الرواية، لا يقرأون نفس الرواية'
فكل شخص بيشوف أي قصة بمشاعره، وبإسقاطاته الخاصة.

فـ هل هيون عنده خوف من ' مكانه' برضو، لانو حاسس بالذنب لرحيل والدته بسببه؟
أيًا كان بقا كلمة مكانه دي بترمز لإيه، لأنها قد تعني بيته، حياته، مدرسته، وهكذا('

وعشان متحسّوش بالتناقض، فخلينا أشرح الموضوع من وجهة نظري.

فيه جانبين للقصة، الجانب الأول فيه الطيور بتطير ناحية الشمس، ولكن مَع الأسف، هلكت هناك.
فأصبح الطير الناجي الوحيد عايش بمشاعر كتير مثقلاه، أولهم الشعور بالذنب لأنه تسبب ف هلاك أصحابه، وثانيا الشعور بالخوف من انو يرجع للمكان ده مرة تانية، ويفقد حد تاني.
إيه إسقاط ده على قصتنا؟
زي مقولنا إن هيونغوون أصبح حاسس بالثقل من منزله، لإن والدته رحلت بسببه، فعايش بشعور من الذنب إن ده بسبب، وبعض من الخوف من الفقد.

فكان الحل لده إيه؟ إن الطير ده يتجه بعيد عن الشمس، وميرجعش لهناك تاني، يهرب.
ولكن، بعيدًا عن الشمس، الدنيا مش أمان('
السما واسعه، جدًا، وتحس لوهلة إنك قد تضيع فيها.
قد يكون ده اللّ سبب الحزن للطير، الوحيد.

'ولكنّ البعضُ رآها، ووصفها بالشجاعة.'
عشان نغطي على فكرة ان الطير ده هرب لبعيد، وانو حزين، كان الحل إننا نقول إنه كدا شجاع، لانو رمى كل شيء ورا ضهره، واتجه بعيد، يجرب ويحاول
اوكي، ده مش غلط، ولكن كل الل مضايقني هنا انو الطير ف الاول والاخر 'هرب'
هرب من مشاعره، هرب من بيته، هرب من خوفه.
دي مش شجاعة حقيقة.

نفس الل حصل مع هيون، بس بشكل معنوي أكتر.
هيون آه مهربش من بيته، ولكن هرب من مشاعره والاعتراف بيها هنا، هرب من انو يحكي لوالده على اغلب الحاجات.
ف هو بيهرب بالشكل ده. لانو والده هنا يعتبر منزله.

'اليوم، لقد مات الطّائرُ.'
الطائر وهيونغوون هنا على حد سواء، صابهم التعب، من الابتعاد عن مأمنهم.
الطائر مات مش بسبب ان فيه حد من الجوارح اتلهمه، وانما لأن الطائر كان مُعبأ بالشعور بالذنب ومعتقد ان هو اللّ جنى على اصحابه.
مات عشان فضل يهرب، ويخاف، منغير م يواجه كل ده بشكل صريح.

ولذلك كانت النهاية المأمولة، والل كان نفسي تحصل.
ان الطيور ترجع تجري ناحية الشمس تاني، بس بعتاد أقوى.
ترجع بشجاعة ناحيتها، مش بعيد عنها.
((("

حاولوا ترجعوا تقرأوا النص تاني بعد م قريتو الدردشة ديه . هتحسوا بجد انكم فاهمينه وشايفينه بالشكل الل فدماغي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 27, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وادٍ غيرِ ذي زرعٍ | رسائل إلى هيونغوون. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن