الفصل_الأول

131 19 28
                                    


"نواه فتح باب غرفته المظلمة، مستعدًا للاسترخاء بعد يوم شاق و ممل مليء بالروتين الاعتيادي صفاقات، قرارات، اجتماعات و مشاكل يحمل عبئها بعد أن قرر والده فجأة أن يرفع يده عن شركته و يرمي بثقلها على ظهر شاب بعمر السادسة و العشرين، لا يمتلك من الخبرة ما يخول له للتعامل مع شركاء و موظفين بأصناف عدة فشهادة ماجيستار بدرجة امتياز بجامعة شيكاغو لإدارة الأعمال لا تكفي حتى و لو كانت تعتبر أفضل الجامعات عالميا، فكم من مرة يقف عاجزا أمام كثير من المصائب يشكر الله أنّ مجلس الإدارة كان كالجدار يستند عليه عندما يتعرض للإرهاق فوالده اختارهم بعناية...

توجهت عيونه نحو سريره الضخم اقترب بخطوات هادئة لكن ما رأته عيناه جعل قلبه يتوقف لثانية. على سريره، كانت فتاة نائمة بسلام، تغطى بالبطانية. كان شعرها الأسود المجعد منسدل على وجهها، و جسدها الممشوق يبرز تحت الملابس التي ارتدتها. من هذه الفتاة؟ كيف دخلت إلى قصره؟ و ماذا تريد منه؟

قطع المسافة التي بينهما بخطوات حذرة، وحاول أن يقيظها بلطف. "مرحبًا، اسمعي، عليك أن تستيقظي"، لكن الفتاة لم تبدي أي رد فعل. بدت وكأنها في نوم عميق. "مرحبًا، هل تسمعينني؟"، قال مرة أخرى، وهزها قليلًا. لكنها لم تتحرك.

شعر بالغضب والإحباط. ماذا يفعل مع هذه الغريبة التي اقتحمت غرفته؟ هل تعرف من هو؟ هل تحمل له خطرًا ؟ هل تخفي سرًا ما؟

أخذ نفسًا عميقًا وقرر أن يستدعي الحراس. ربما هم يستطيعون التعامل مع هذه المشكلة. أو ربما يعرفون من هي وكيف وصلت إلى هناك.

ولكن قبل أن يمسك الهاتف، انتبه إلى صوت رقيق يهمس " من أنت ؟"
التفت ليرى عيونها البنية تبدو متعبة و منتفخة "من أنت ؟" ،معيدة سؤالها

يا للغرابة تنام في سريره و تسأله عن من يكون؟

"أظن أنه يجب أن أكون أنا من يطرح هذا السؤال لأنك في الأخير في منزلي و غرفتي !"

أخذت تستدير هنا و هناك تتحقق من كلامه إنها ليست غرفتها! يكتسح جو هذه الغرفة الظلام و البرود .. جوّها يبعث عدم الراحة جدرانها تعتمد على لون أبيض موحد يتوسطها السرير الذي هي جالسة عليه ، لوحات بالية علقت بعشوائية على جدرانها  كأنها لطفل لم يتجاوز السادسة  و مكتب ضخم تناثرت عليه بعض الكتب و حاسوب ، تسللت أحاسيس الخوف و الرعب لقلبها أما هو فما يحمله سوى الغضب

"أين أنا ؟ "

"أين أنت ؟" ليضيف " هذا معناه أنك فتاة مسكينة تم وضعها في غرفة شخص لا تعرفه ، أتمزحين !"
اقترب منها و أمسك معصمها بقوة، لا يملك وقتا لسماع تلفيقاتها الغبية فلا يمكن لها أن تكون بريئة، عليه معرفة من أين أتت "من أرسلك؟"

صدمت من كلامه هي الآن في غرفة و منزل شخص غريب كيف وصلت إلى هنا؟ و من يكون؟ أمسكت بتلك البطانية بقوة عاكسة الخوف و الرعب الذي تسلط عليها الآن، ستبكي فهذا الرجل يبدو و كأنه سيقتلها لا تظنه سيفهم أنها تجهل كيفية وصولها لهاته الغرفة و أنها ليست خطرة ، يجب أن لا تبكي عليها أن تتحلى بالشجاعة و القوة امتثالا بأمها و أختها روزانا لكن سرعان ما تغلب الرعب عليها لتنهمر باكية

بعيدا عن الظلام _AWAY FROM DARKNESS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن