بعيدا عن الظلام _AWAY FROM DARKNESS

الفصل_السادس

_ رنّ منبه الهاتف على الساعة الثامنة صباحا، مد يده دون التفاف كي يوقف صوته المزعج الذي انتشر في أرجاء تلك الغرفة، لم يستطع فتح عينيه لينظر نحو السقف لأنّهما قد وصلا الساعة الثانية ليلا و لم يدخلا لغرفهما في هذا الفندق إلّا بعد الثالثة، عاد هاتفه ليصدر ضجيجا، لكن هذه المرة كان إشعارا وصل لبريده الالكتروني، انتفض من مكانه فور أن علم أنّ مرسله هو سكرتيره نيكولاس، أمسك الهاتف بين يده ليقرأ ما أرسل له، لقد كان نيكولاس يخبره أنّه جمع بعضا من المعلومات حول روزانا، فرِح بما وصله و قال بسعادة غامرة " أنت رائع نيكولاس، رائع "

انتقل مباشرة ليرى المعلومات التي جمعت من طرف نيكولاس بدأ يسترسل في القراءة، في البداية لم تكن المعلومات مهمة اسمها الأول و اسمها العائلي و غيرها من المعلومات السطحية،إلى أن وصل للقفرة التي سيبدأ فيها سرده عن حياتها ليرفع صوته نسبيا

" لم تكن تظهر في الإعلام و حتى أنّ حمل السيدة إيميليا لم يتم التصريح به إلا بعد ولادة الفتاة ممّا طرح كثير من الشائعات حينها حولها و هذا ما جعلها مخفية عن الإعلام ، لم أجد معلومات تصرح أين درست فعلى ما يبدو أن أوريون كان حرصا على أن لا تكون معروفة، ظهورها بدأ عند انتقالها للثانوية لكن بشكل طفيف في الصور الرمزية للعائلة التي تُنشر في المقالات و الصحف.

بعد نجاحها في الانتقال للجامعة برزت كعارضة أزياء لماركة والدتها و شاركت في عديد المسابقات لتنال عدة جوائز جعل منها الوجه الإعلامي الأول، و نقلها من فتاة مجهولة إلى شخصية مشهورة و معروفة في الساحة الإعلامية، تفاصيلها ليست ظاهرة كثيرا للعلن ، لكن يشوبها كثير من التساؤلات فهاته الفتاة قد اختفت لمدة ما يقارب ستة أشهر قيل أنّه حتى والداها لم يملكا معلومة عن أين كانت ؟ لكنها ظهرت يوم وفاة أخيها ، لقد وجدت غموض و فراغات في تسلسل مراحل حياتها و أظن أنّه سيأخذ مني وقتا لكي أجد تفسيرا له و أحبذ أن تسمعها مني لتكون أوضح "

وضع هاتفه في مكانه و أسند رأسه على الوسادة مغلقا جفنيه بقوة و أخرج من شفتيه زفيرا ، أخذ يفكر بما حدث له في أقل من شهر، وجد ابنة أوريون في سريره ثمّ يعلم أنّ عمه هو سبب فيحتج هذا الأخير و يرمي بقنبلة جديدة يخبره أنّ شريكه قاتل و له علاقة بموت ميا فيكتشف أنّ يوم وفاة ابن أوريون نفسه يوم وفاة ابنة عمه ، ضحك بصوت عالٍ و قال ساخرا " ما هاته العائلة الغامضة، أشعر بأنني سأقع في مصيبة إذا تعمقت أكثر "
ضيق عيونه الخضراء فور أن تذكر عمّه و شعر بضيق و كره إلى أنّ هذا الصراع الذي يقوم به لم يدم طويلا فصوت روزانا الذي يناديه من خلف الباب كان فاصلا للمحادثة،رد عليها بصوت خشن منزعج " ماذا هنالك؟ "
ردّت عليه بصوت حاد " هل تظن أننا أتينا للنوم، هيا استيقظ بسرعة "

كشّر ملامحه ولم يعقب على كلامها، نهض من مكانه مغيّرا هندامه ليكون أكثر رتابة ممّا هو عليه وفتح الباب على مصرعيه ليقابله وجهها العابس الممزوج بنوع من الحزن، وجّه عيونه نحو خاصتها مخاطبا إيّاها بهدوء
" صباح الخير "
تنهدت بقوة لتخرج أنفاسها المضطربة " دعنا ننزل الآن، ليس وقت الدردشة الصباحية "
رفع بؤبؤ عينيه عاليا " حسنا، هل نذهب الآن؟ "
"ارتدي ملابس مناسبة للاصطياف لأننا لن نعود إلا بعد أن نتأكد من نشر صور أو فيديوهات لنا"