عالم موازي!

20 5 10
                                    

-من أنتم؟ وأين انا؟
=نحن صديقتيكِ سوزي وكريستين وهؤلاء الفتية هم من تبقوا من تلك المجزرة،  أما سؤالك عن أين نحن ؛  فعلمي علمك عزيزتي، ويبدو اننا في عالم موازي!..

أستيقظ البقية من ذاك الموت المؤقت الذي لا يعرفون تفسيرًا منطقيًا له فهم رأوا ضوءًا ينبعث بقوة من ثغب لعين ومن ثم أخذتهم دوامة عنيفة وفقدوا الوعي وها هم هنا في غابة ملعونة، كانت  هنالك   أشجار ضخمة حولهم  وملفوفة بالضباب..

بدأوا بالسير في ممرٍ مظلم وواسع يتوسط تلك الأشجار الضخمة، كان المكان ذو طابع مرعب، فكان يتردد على آذانهم صوت تشنجات أشجار الخشب الخالي من الحياة بينما تصطف الأشجار الخلفية بشكلٍ ذو طراز قديم ومخيف في نفس الوقت ، وتموجات  الرياح وفحيح الأشجار  تبدوا أقرب لأصوات الأشباح، كانت هنالك مخلوقات لديها أجنحة ضخمة  تطير بين الأشجار هي ليست بنسور ولا صقور فشكلها يبدوا غريبًا!! وتُطلق أصواتًا تُفجع الآذان..
صاحت كريستينا بصوت يمتلأ خوفًا : 
- توقفوا !!
ردت عليها نتالي وهي تنظر لها بهلع :
- سُحقاً ماذا هناك كريستين ؟ أفجعتينا !"

= لقد لمحت  شبحًا يمر بسرعة هناك عبر الأشجار 
أنتابهم شعور بالخوف والقلق الشديد وصاروا يتصببون عرقاً رغم برودة المكان ، وبدأوا بالتحرك بحذرٍ شديد ، ويراقبون كل شيء حولهم ، حيث يتم إتخاذ أصوات الرياح  وهمس  الأشجار كعلامات لإغلاق الأذنين وتبدأ القلوب في الرجّفة  .

لم تكن كريستينا تتوهم لأنه بالفعل بدأت مخلوقات مرعبة بالظهور لهم ، إنها  تبدو مثل الشياطيين التي في افلام الرعب  ، كانت مغطاة بجلد أسود مظلم ومتعرج، و عيون حمراء متلألأة تلمع في الظلام ولها  أجسام دقيقة وأنحف من البشر ، ولكنها تمتلك قوة مدهشة ومرونة فائقة تمكنهم من التحرك بين الأشجار بسرعة هائلة  ودقة مذهلة  ،  وتساعدهم مخالبهم الحادة على التشبث بالأشجار وبينما يتنقلون  فوق الأشجار الضخمة ، يُمكن رؤية أطرافهم الطويلة والمعقدة تتداخل مع فروع الأشجار ،  يستخدمونها كوسائل للتنقل بسلاسة دون إصابة ، حيث يظهرون ويختفون في غضون لحظات مما يجعلهم شبحيين وغير قابلين للتصديق ، و ينبعث منهم توهجًا أحمر مخيف ، كانت كل حركة يقومون بها تفجِّر  صوت ضجيجٍ مرعب ، كأنه همس شياطين يتجول في الليل ..

دبّ الرعب والفزع في قلوب الفتية وراحوا يبحثون عن أماكن آمنة للإختباء من تلك المخلوقات المرعبة، حيث تعتبر أي شجرة أو صخرة يمكن أن يوفر الملجأ المثالي لهم ، يبدون شديدي الحذر والترقّب، إذ يفحصون الأرض بعناية خوفًا من أن يصدروا صوتًا قد يجعلهم يثيرون إنتباه تلك  المخلوقات.
فجأة..!!   ظهرت تلك الحلقة السوداء الواسعة التي أتت بهم إلى هنا سابقًا وأنبعث منها ذاك الضوء القوي وسحبتهم للداخل وفقدوا الوعي.
- من أنتم؟ وأين انا؟
رد أحد الفتيان لنتالي بحنق :
- ما خطب ذاكرتك يا فتاة ؟ نحن حمقى عالقون في غابة سوداء لعينة والآن أصبحنا داخل هذا القصر ولا أعرف كيف ومتى جئنا لهنا !

راحت نتالي تتأمل جمال هذا القصر العتيق ثم قالت بصوت يشوبه الحماسة :
- هيا يا شباب لنستكشف هذا القصر العجيب
=............
- ما بكم تحملقون بي هكذا!!  
رد عليها ذات الشاب بنبرة ساخرة :  
- فقط ربع حماستك هذه يا فتاة  وأقسم أني سأجول  العالم سِتُ مرات      
ردت عليه نتالي وهي تنظر له بغيظ :
- هه.!! متعجرف فقط قل أنك خائف ولا تود المجيئ
- هيا هيا لنأخذ جولة في القصر علّنا نجد طريقاً للخروج من هنا.. "قال الطيار لينهي هذا الجدال" 
بدأ الفتية يتجولون في أروقة القصر وعلامات الدهشة تعلو وجوههم وهم يحاولون جاهدين فهم طبيعته الغامضة، لا تستطيع أن تحدد الغرف المخفية والأسرار العميقة التي قد تكون مخبأة في هذا المكان الخرافي، يعكس القصر الماضي الغامض والاحتفاظ بأسرار لا تزال تنتظر الكشف عنها.

- يا للروعة !! يبدو وكأنه قطعة من العصر الفكتوري « هذا ما قالته كريستينا وهي تناظر لتلك التحف والزخارف الجميلة التي تغطيها حبات الغبار»

تتسم الجدران الخارجية للقصر بالتجاعيد والتصدعات القديمة ويبدو أن الزمن قد خلف آثاره عليها بشدة، و ترتفع أبراجه  الضخمة وكأنها تعانق سماء الليل، تتغلغل الأعشاب والنباتات البرية بين البلاط الذي يغطي الفناء الخارجي وتجعل القصر يبدو نائماً في عبور الزمن.

تتزين نوافذ القصر بزجاج ملون مزخرف  فوقها مع إضاءة شموع تنبعث منها، وتتدلى الثريات القديمة من الأسقف والتي تشع  بنورٍ شحيح على الممرات وتتصاعد الأوراق الملونة والزخرفية على جدران القصر، مع لمسات من الذهب اللامع يضفي عليها رونقًا خاصًا،  وكان  الغبار القديم يغلف كل شيء بالداخل ، مما يخلق جواً من الغموض .
كانت الممرات الكثيرة والطويلة مظلمة وتعطي شعوراً بالضياع ، قد تشعر بالإنطواء داخل هذا القصر العتيق، وكأنك وحدك في عالم من الأرواح المهجورة والأشباح المخيفة...

وبعد سيرهم في إحدى الممرات الطويلة وجدوا أن هذا الممر  ينتهي بغرفة واسعة ذات سقف عالي وأساس باهت، وعند دخولهم للغرفة لاحظوا شيئًا غريبًا تحت البساط ،  عندما قامت نتالي برفعه، كان صندوقًا خشبيًا صغيرًا ذو نقوش غريبة ويحوي على مفتاح ذو شكل مميز ، حملته نتالي في جيبها وواصلوا المسير علّه يساعدهم في شئ..

عند خروجهم من الغرفة، وبعد  عدة محاولات يائسة منهم لفتح أحد النوافذ والخروج منها قرروا أن يواصلوا سيرهم  لبقية أنحاء القصر علّهم يجدون مخرجًا، فجأة!.. تحولت مشاعر الفتية من الدهشة والإعجاب إلى الخوف والتوتر !! لأنهم بدأوا  يسمعون  همسات غريبة تعلو الأروقة و الأماكن المظلمة بالقصر..!!
بدأوا يبحثون عن مصدر تلك الهمسات والأصوات..
قال أحد الفتية وهو يشاور على آخر الرواق  :
- أنظروا لتلك الغرفة بآخر الرواق تنبعث منها اضواءًا غريبة وقوية
أجاب له الطيار كاسيو :
- هيا يا رفاق لنتقدم ونرى ما بتلك الغرفة علّنا نجد ما يطفئ فضولنا
مع كل تقدم يحرزونه ناحية تلك الغرفة تعلو أصوات تلك الهمسات لتصبح أصواتًا واضحة تتحدث بلغة غريبة عنهم، فجأة عند إقترابهم من باب الغرفة الضخم فُتح لهم الباب على مصراعيه ولم يتحملوا حدة الضوء المنبعث من داخل الغرفة لذلك وضعوا أيديهم على وجوههم، شيئًا فشيئًا تضائلت حدة الضوء لمستوى مقبول،وفتح الفتية  أعينهم ليصدموا من هول ما رأوا!!...

الحلقة الغامضة 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن