فتح الفتية أعينهم ليصدموا من هول ما رأوا!!... كان كيانًا ذو طولٍ فارع وليس لديه معالم واضحة فقط ينبعث منه ضوء كافي ليضئ جميع انحاء الغرفة الواسعة وحوله مخلوقات أخرى ذات ملامح صارمة وحادة تقف تصطف حوله، خاضعة له، يبدو أنهم خدمه ... بدأ بالتكلم بصوت جهوري مهيب :
- شيبروتريت متِ تجلن دج مجسارْ... ليت غنء نتغ جهرب سنو ترجحش نوأوركان خرأمس خيبفيت برأِت منخكع كتسيؤ روكأع غريفوكسأتسعت أفواه الفتية بسبب سمعاهم لتلك الكلمات الغريبة!!
قال أحد الفتية بنبرة ساخرة ممزوجة بالدهشة:
- ماذا يخرّف هذا الشيطان بحق الجحيم!!
جاءه رد من صوت أنثوي حاد :
- أصمت..إياك أن تنعت غريفوكس بالشيطان، هل من يريد مساعدة الآخرين يقال له شيطان؟! بل أنه ملاكٌ طاهر
كانت تتحدث وهي تُحلق بخفة بالغة بجناحيها الجميلان والساحران، التي تتوسطها خطوط لامعة من بريق الشظايا الزجاجية، و تُدَّرج ألوانهما بألوان الطيف، بدءًا من الأحمر اللامع والبرتقالي الدافئ وصولًا إلى الأزرق البحري والأخضر الزمردي..
قالت لها كريستينا وهي بالكاد تغلق فوهة فمها من الدهشة :
- هل أنتِ جنية؟
ردت لها الأخرى ببسمة بلهاء :
- يمكنك قول هذا..فا انا أملك قوًى سحرية لا توجد بكل العوالم.
أردفت بنبرة خجلة بعد أن لاحظت الدهشة التي تعلو وجوههم وهم يعلّقون أعينهم عليها :
- أنا ڤيولا..من عالم الجن لكن لا تخافوا مني فأنا من الجن المسالم لن أؤذيكم ، وسأرافقكم برحلتكم حتى تعودوا إلى عالمكم، ولن أتردد في مدّ يد العون لكم كلما واجهتكم العقبات
قال لها كاسيو بنبرة هادئة وساخرة قليلًا :
- أيمكنك أن تترجمي لنا ما قاله هذا الشيطان.. أحم أقصد الملاك... ڤيولا!!
= بالطبع يمكنني، فأنا أعرف كل اللغات هنا..وحتى لغتكم أنتم، وإلا ما أستطعت التحدث إليكم الآن، أنه يقول لكم < مرحبا بكم بقصرنا.... يبدوا أنكم ضحايا لمثلث الشيطان أيضًا..لا بأس انا سأدلكم على ما تفعلون حتى تعودوا إلى عالمكم،ولكن هناك مقابل لهذا ستعرفونه بنهاية رحلتكم، وانا أسمي غريفوكس>
أستدار كاسيو لذاك المخلوق الذي يدّعى غريفوكس وتحدث إليه قائلاً :
- لقد ظلمناك بأعتقادنا أنك شيطان ، ولكن أتضح لنا أنك عكس ذلك وتنوي الخير لنا غريفوكس..أود منك أن تدلنا على ما نفعله لكي نعود إلى عالمنا، ونعدك أننا سنعطيك ما تريده بالمقابل
أخذت ڤيولا تترجم له ما قاله كاسيو ...
قال غريفوكس بصوته المهيب :
- شَلوم لَكُم! أني مفلجة يَتزوُّجاب أَني يدوِّن بشل بركوتي يعنقيَّة يحيط بخ، أني مفكَّذ كوَّاه لا يمكِّن تخسينوف توأكل تكون آرابية ال باتعة عروفة ندوِّن بسَّفيهة شلت وأشارق بالسماغةَ الصارهة للبسر، لأكاشر بختودين خلف المتروشؤة وَالدر ذات اسُم منزلوبينوف إِلى حطامي إِلَّة البشنية، أني أوارف للإلبرءقة هلالة
أخذت ڤيولا تترجم لهم ما قاله :
- لكي ترجعوا إلى عالمكم يجب عليكم أن تعبروا ثلاث بوابات وأنتم عبرتم من واحدة فقط وتلك التي توجد بقاع المحيط، فهذه الحلقة التي أخذتكم إلى هنا هي ليست إلا فجوات مكانية مرتبطة بتلك البوابة التي في المحيط والتي ستذهبون إليها بوقت لاحق وتدخلونها لكي تجلبوا مفتاح المدينة الضائعة، وبقية البوابات واحدة منهم في مملكة الحَكمة والأخرى ستكتشفونها لاحقاً بتخطيكم لكل التحديات وحل جميع الألغاز المرتبطة بالبوابتين ، وكل بوابة لديها مفتاحها الخاص ومفتاح كل واحدة يختلف عن الأخرى وأيضًا يمكن أن يكون هذا المفتاح حجر كريم ، و البوابة الثالثة هي التي بعدها ستذهبون إلى عالمكم
صدح صوت نتاليا الذي يمتلأ حماسةً :
- مرحة..يبدوا أن أمنتي تحققت وسنعيش مغامرة فاقت توقعاتي وما أتخيله،، وتبدو مثيرة للأهتمام مثل أفلام هوليوود!!
جاءها صوت ڤيولا وهي تقول بصوت خافت :
- لا أعلم ما هي هوليوود هذه لكن ما أعرفه أن المغامرة التي تنتظركم لن تجدوها لا في هوليوود ولا في أي عالم آخر..ومتشوقة لأخوضها معكم..
فجأة!! ظهرت تلك الحلقة الواسعة مرة أخرى وسحبتهم رياحٍ قوية إلى الداخل....
- اوه رأسي يألمني كثيراً..اللعنة ما هذا !! يا رفاق أستيقظوا لقد عدنا لتلك الغابة المرعبة مجدداً!!
= ما الذي تهذي به يا هذ...!! هذه الغابة مجدداً؟؟ما هذا بحق الجحيم
ردت ڤيولا عليهم لتشبع فضولهم :
- هذه الغابة التي سنبدأ بها رحلتنا... وإن إستطعنا حل لغزها سنتمكن من الوصول للطريق المؤدي إلى مملكة الحَكمة" وأردفت :
- هيا يا رفاق لنبدأ رحلتناأثناء سيرهم بممرات الغابة بدأوا يلاحظون بعض الإشارات الغامضة المرسومة على الأشجار، كانت إحدى تلك الإشارات كلمات غريبة مثل "وحش، لعنة ، المفتاح" وتحتهن نقطة محددة في الغابة، فهل تشير هذه الإشارات إلى وجود وحش في الغابة أو هل هي فقط لغز آخر ؟
وبعد توغلهم في قلب الغابة أخيرًا وجدوا ما تشير إليه إحدى تلك الإشارات والكلمات ، حيث كان الظلام يخيم على المكان و تمركزت المخلوقات المرعبة التي تراقبهم وتلتف حولهم في كل مكان ، فجأة تحولت إحدى الأشجار التي كانت أمامهم إلى كيان مهيب غير واضح المعالم ، وكان ضخمًا بطول الشجرة و ممتلئ الجسد ، قال لهم بصوت شيطانّي :
- إذا كنتم تريدون النجاة بحياتكم عليكم أن تعطونا المفتاح الذي بحوذتكم
سرت رعشة قوية بجسدهم من سماعهم ذلك الصوت..تشجّع أحدهم أخيراً وقال للكيان بعد برهة من الصمت الذي خيم على المكان :
- ولكن..كيف علمتم أننا معنا مفتاح؟
تعالت ضحكات ذاك الكيان المرعب وبعدها رد له مجيبًا :
- نحن لسنا من جنسكم الضعيف أيُّها البشر..فنحن لدينا قدرات خارقة... ونعلم بكل صغيرة وكبيرة تحدث بهذه الغابة..والآن أعطونا هذا المفتاح بسرعة ولا تماطلوا
قال له كاسيو بنبرة ثابتة ومتحدية :
- وماذا إن رفضنا أعطائكم المفتاح؟
تعالت ضحكات ذاك الكيان كثيراً ومعه بقية المخلوقات...
- تُعجبني شجاعتك يا فتى، لكنكم لن تودوا أن تروا ما سيحصل لكم إذا رفضتم، وأردف :
- غولموس أهجم على تلك الفتاة هي التي تحمل المفتاح
أنقض أحد تلك المخلوقات على نتالي وأوقعها أرضاً ولكن لحسن الحظ أنها تجيد فن الكاراتيه، ركلته ركلة قوية مكّنتها من الوقوف بقدميها مرةً أخرى ، هنا جنّ جنون تلك الوحوش وشنت هجومًا عليهم جميعًا، بالرغم من قوة الفتيان وركلاتهم الساحقة إلا أنهم لم يستطيعوا أذية تلك المخلوقات أو قتلهم بل هي التي أبرحتهم ضربًا...
قال كاسيو لنتالي :
- أختبئي خلف تلك الشجرة بسرعة
وفي أثناء تلك المعركة الدامية تسلل ذاك الكيان الضخم إلى نتالي ليأخذ منها المفتاح لكنها رفضت وصرخت بوجهه ولم يكن أمامه سوى ضربها حتى تستسلم، أخذ يضربها بأستخدام أعضاءه الطويلة تلك بعنف بالغ حتى دوت صرختها في كل أرجاء الغابة ، هنا أنتبه أصدقائها ولكن في هذه اللحظة هجمت عليهم المخلوقات مرة أخرى وقيدتهم بأيديها الطويلة حتى لا يستطيعوا الذهاب لإنقاذها ، لكنهم لم يتمكنوا من كاسيو الذي جنّ جنونه وركل الوحش الذي أمامه بكل قوته وركض لإنقاذها ، أخرج السلاح الذي بحوذته وصوب إليه رصاصة في ظهره ، أستدار له ذاك المخلوق وعيناه تحولت من اللون الرمادي القاتم إلى لونٍ أحمر قانٍ وصرخ به بصوت جلجل الغابة :
- كيف تجرؤ أيُّها الوغد
وأنقض عليه ليقتله ولكن، تفاجئ بشئ قوي يرتطم برأسه حتى أفقده توازنه وسقط في الأرض صريعًا ، ونظر كاسيو لمن كان خلفه ووجده أحد الفتية وهو يحمل صخرة ضخمة بيده، ذُعرت المخلوقات الأخرى حينما رأوا زعيهم صريعاً في الأرض ، وسرعان ما هربوا وأختفوا خلف فروع الأشجار ، هنا عزم الفتية الأستمرار في الغابة المظلمة لأكتشاف ماذا يكمن خلف هذا المفتاح الغامض...وبعد رحلة سير أستمرت أكثر من ساعتان وصلوا إلى نهاية الغابة المظلمة حيث كانت شجرة عملاقة في مفترق الطرق ، وكان في منتصفها دائرة بها ثقب مشابه للمفتاح، في هذا الوقت تأكدوا أنه لا يوجد سوى خيار واحد ، وهو أستخدام المفتاح الذي وجدوه في البداية، وأقتربت نتالي لتضعه بالموضع المخصص له في منتصف تلك الشجرة الضخمة التي تتوسط خمسة أشجار أخرى، وعند أستخدام المفتاح ، أنبعث ضوء قوي و ساطع من الستة أشجار أضاء الغابة كلها، وبعدها تفاجأوا بمشهد غير متوقع تمامًا...
أنت تقرأ
الحلقة الغامضة 🖤
Paranormalنسير على طُرقات الحياة ، نصادف ذات الوجوه ، ونُصادم نفس الأحداث ، تلطُمنا أمواج الرتابة وتُغرقنا في دوامات الضجر ، منهكين، مُثقلين ونحن نهوي نحو القاع... لكن ماذا لو وجدت نفسك في قاع أخر ؟! ماذا لو سحبك التيار إلى دهاليز برمودا ؟! ...