٣|~إحساس~|

718 80 48
                                    

_

بعد مرور خمس أيام

التنهيدات الحارة، الزفير الخارج من الأنف بصعوبة
الصدر المضطرب نفسًا وحركة، والقلب النابض بخفوت
أشياء كانت مُعتادة ومُكررة بالنسبة لسالار الذي أعتاد
أعتاد على نوبات غضب أخيه، وصراخه، وجنونه
ولكن في كل مرة يعود منها من غرفة الآخر
أو ينام إيليوت بعد نوبة تفقده طاقته وتهلك البقية معه
كان يشعر سالار وكأن جبال الدُنيا تجثم على صدره
وحيدًا يحارب كُل مشاعره، وكُل أحاسيسه بالغُربة
رغم أنه وسط بيته إلا إنه لايشعر بالأنتماء لأي شيء.

والآن في هذا الصباح الباكر، قبل أن يلحق سالار أن يستوعب أنه بـدأ يوم جديد قابله صراخ وفوضىٰ
وطرقات على باب غرفته، ليعرف أن الأمر ذاته يُعاد
خرج بثياب نومه الحبرية حريرية القماش مفتوحة أزرار قميصه العليا، ومبعثر الشعر وبالكاد يفتح عينيه.

فتح الباب وتوقع ما سيسمعه

«سيدي أعتذر لأيقاظك، ولكن السيد الصغير يرفض أن يستجيب لطبيبه، ورفض أخذ حقنة المهدئ  وبات..»

«غادر»
نطق سالار بهدوء متنهدًا بحرارة بعد أن غادر الآخر من أمامه، ودخل سالار للحمام، يغسل وجهه ثم جففه وخرج يسير بخطوات ثقيلة كما لو أنه يتوسل أقدامه لتسير.

دخل المصعد، ولمس أحد الازرار ليأخذه للطابق الأسفل
هناك حيث جناح إيليوت، أنتظر بأنفاس مسلوبة منه
وعندما خرج من المصعد أتجه مباشرةً لغرفة أخيه
ووجد العديد من المساعدين يقفون عند الباب
وكذلك زوجة أبيه وأبنتها.

«من الجيد أنك أتيت، أسمع صراخه! يرفض أن يدخل أحد عليه، أردت أن أساعده، ولم يرضا»
نطقت زوجة ابيه مميلة شفتيها وتنهد سالار يتجاهلها
ثم دخل الغرفة واغلق الباب، وأستقبله صراخ الآخر والغرفة التي كانت عبارة عن فوضى، مقعده المتحرك كان يتحرك هنا وهناك ولايزال الأصغر يأخذ كل ما تلتقطه يداه ويرميه على الارض.

«إيليوت!»
ناداه وهو يقترب منه بهدوء بينما باغته الشمعدان الذي أرتطم بوجهه، متسببًا بجرح طولي وسط وجنتـه
حل صمت بعد ذلك، حالما رآه إيليوت، وسرعان ما خبأ وجهه بين كفيه، محرجًا من انهياره وفعله وهشاشته.

«تعال لحضني»
أخبره سالار بينما أنحنىٰ ناحيته وحمله من مقعده
بحضنه، يشابك أيليوت يداه حول رقبته، بينما خبأ وجهه بكتف الآخر، سالار الذي فتح الباب وعاد محيطًا أياه.

يخرج من بين المساعدين، والبقية متجهًا للمصعد
ولمس أحد أزراره، ينتظر أن يصلا لجناحه العلوي
بينما شهقات خافتة كانت قد هربت من أيليوت
متمسكًا برقبة اخيه بقوة، مرتعشًا جسده ومنتفضًا

أفاك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن