صبيحة اليوم الموالي أيقظني هاتفي لأنني ضبطت منبهاً لأذهب قبل الجميع، بالبارحة أخبرت ديميتري أنني سأتغيب ولكن تراجعت قبل خلودي للنوم، كان هناك قراراً برأسي ولكن مازلت غير مستعدة بعد.أصدرت معدتي أصواتاً صاخبة فحاولت التذكر متى آخر مرة تناولت بها الطعام وادركت أن لا شيء دلف معدتي سوى كوب القهوة الخاص بالبارحة عند مجيء الضيف.
شعرت بالسوء من نفسي لأنني أُهمِل حقّ جسدي لذلك عزمت تعويضي، اخرجت بنطالاً من القماش أسود وكذلك سترة بنية من الصوف بداخله واسعة الرقبة، هناك زي رسمي للأطباء ولكن لا ألتزم به، أكتفي فقط بالمعطف الأبيض.
صففت شعري الأسود القصير الذي طال بضع سنتيمترات حتّى تعدّى كتفي، وضعت تبرّجي المعتاد وأهمه الكحل المناسب لعيناي الزرقاء، وملمع شفاة ذو لون خافت.
كانت الساعة السابعة والنصف عندما انتهيت ونزلت للأسفل وشدّتني رائحة الطعام الذكية القادمة من المطبخ، أمي تجيد الطبخ ولكن ليس لتلك الدرجة وهي أيضاً متعبة وديميتري فاشل بالطبخ كما هو في كل شيء.
توجّهت لهناك بفضول فقابلني ظهر الضيف صاحب الأكتاف العريضة وهو يرتدي مئزراً للطبخ ويبدو مندمجاً حتّى عدم ملاحظة وجودي.
" لا أعِدُه لكِ " قال فجأة فعلمت أنه أدرك وجودي من البداية ولكن تجاهلني فقط، لم أشأ مجادلته لذا ابتسمت واستدرت للذهاب وسط أصوات معدتي المزعجة والتي بالتأكيد سمعها لأن السكون عارم هنا بالمنزل ولكن لم يستدر قط وهذا أراحني، لا أوده أن يشفق عليّ.
ذهبت للمشفى سيراً على الأقدام فباتت تلك هوايتي منذ أن صدمت سيارتي ولم يعد بإمكاني ركوبها، دلفت أولاً للمقهى المجاور وطلبت لي فطوراً وقهوة ساخنة.
جلست على طاولتي بجوار الحائط الزجاجي وراقبت قطرات الندى تسقط من السماء وتسقط ببطء على الزجاج أمامي، هذا مظهراً يجعلني أبتسم أحياناً ويمكنني مراقبته لساعات طويلة، أحد صفاتي عدم الملل إطلاقاً من ممارسة نشاط واحد لمدة طويلة.
جائني الفطور وكذلك القهوة فبدأت بالتلذذ بهما وأنا أشاهد الخارج بفضول كبير، ليس لديّ حياة لذا أراقب حيوات الآخرين.
أنهيته بعد نصف ساعة ومع ذلك ترددت بالوقوف والذهاب، أشعر برغبة بالبقاء أكثر والتحديق فقط حتّى أثير ريبة المارة، وقفت بعد ترك الحساب وتوجهت لجحيمي الأكبر، أكره كل شيء هنا .. الأطباء والمرضى والدواء ولا أعلم لما ارتدت كلية الطب .. لا بل أعلم ولكن فقدت اللذة.
الجميع هنا يبتسم لي بتحية ولكن أكثرهم لا يطيق النظر بوجهي لأكثر من ثانيتين، بعضهم يود اقتلاع خصلات شعري، توجهت لمكتبي ثم أخذت معطفي المعلّق وارتديته وتوالى بعد ذلك طرق على بابي ودخول أحد المتدربين لديّ.
![](https://img.wattpad.com/cover/351268359-288-k449176.jpg)
أنت تقرأ
⟨ عَزيزي ليو ⟩
Romance' عَزيزي ليو، لقد انقضى الرّبيع وانقضت معه أدفئ آمالي بين ذراعيك الحُلوة '