كما يجب أن أكون

5 1 0
                                    

فتح الطارق الباب دون إذن ودلف، لم أرفع رأسي لأتفقّد من هو، خُصلات شعري تنسدل يميناً ويساراً فلا أرى سوى الأرضية، شعرت بخطواته تقترب حتّى وقف مجاوراً لي وهمس.

" ڤيولا؟ " آه لما هو بالتحديد.. كان أكثر من أود التخلّص منه وكنت أكثر من يشعر بالفضول حولها.

شعرت به يرفع خصلات شعري عن الجانب ليضعها بالخلف ورفع رأسي بيده فبت أُحدق بوجهه بدون تعابير تذكر ولكن راقبت تعابيره جيّداً، كان مُشتتاً ويحاول قراءتي، إن كُنت سأوبخه على اقتحام غرفتي أم فقط سأصمت كما الآن.

تركني وذهب يبحث بخزانتي ثم عاد بيده منشفة، جلس جواري على السرير ثم وضعها على رأسي وبدأ يجفف لي شعري، كان هذا غريباً وجديداً أعطاني شعوراً لم يسبق لي معرفته، أن يهتم بي شخصاً آخر غيري...

" درجة الحرارة أسفل الصفر ما الذي تفعلينه بحق؟ " وبّخني كطفلة بالخامسة ولم أُجبه بل جلست أستمع بسكون، بعد أن أنهي التجفيف وقف مجدداً وأخذ يحدّق بي، زفر ثم توجه للخزانة مرّة أخرى ولم يدرِ ما الذي يفعله ولكن أخرج لي ملابساً ثقيلة منزلية ووضعها على السرير بجواري.

" ماذا حدث لكِ! ستتجمدين بتلك الطريقة هيا ارتديهم " حثّني على الوقوف ولكن كان عقلي مغيّب بشكل أو بآخر، لم أود الاستماع إليه ولم أرغب بأن أتجمد كذلك.

" أتركني وشأني " هذا ما استطعت التفوه به ولكنه لم يُصغِ لي بل أمسك بكلتا يداي وجعلني أقف عنوة فقابلني صدره لأنني أُحني رأسي، لما اقتحمت وحدتي أيُها الفتى؟!

" سأضطر أن أفعلها بنفسي! " هل هذا يُسمّى تحذيراً؟ ، أيظُن أن أكبر مخاوفي أن يراني عارية؟ ، كان لديّ تحفظ بشأن صورتي عند الغرباء وهو كسر ذلك لذا ما عاد هناك ما يُخيفني بعد الآن، لقد كُشفت أمامه.

" سأستدير، إفعليها بسرعة " تركني ومشى بعض الخطوات للخلف ثم أدار ظهره لي، لا يجب أن يطول هذا لذا سحبت حزام ثوبي فسقط أرضاً، ببطء شديد إرتديت ما قابلني من ملابس على السرير حتّى بدأت بالإسراع لأن شعور الدّفئ لمَسني وتعطّشت إليه.

عدت أجلس مرة أخرى على السرير وشعر هو بذلك فإستدار بحذر للتأكد، تقدّم مرة أخرى وجلس على رُكبتيه أمامي، أمسك بيدي فشعرت بالقشعريرة لذلك التلامس.

" هل هناك خطب ما؟ هل أساعدك بشيء؟ " كرّر التساؤل فتنفست عميقاً.

إن كُنت تستطيع .. إجعلني أبكي.

كانت هذه رغبتي الوحيدة ولكنها مستحيلة، لم تذرف عيناي دموعاً منذ ثماني سنوات ومنذ ذلك الحين فقدت أثمن شعور.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 28, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

⟨ عَزيزي ليو ⟩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن