كسر قواعد الماضي

9 3 0
                                    

حلّت لحظة سكون عيناي لم تبتعد بها عن تلك اليد التي أحكمت إمساكي ثم رفعتها لوجهه، الجميع صُدم من حركته الجريئة وانا صُدمت من مدى إصراره على إعتراضي بكُل خطوة.

" ليون ماذا تفعل " تقدّمت صوفيا لتمسك بيده لتبعده عني ففعل ولكن وقف أمامي غير مكترثاً.

" كيف تتركينها تذهب بتلك الطريقة!، تبدو كمن تعرّض للإختطاف أو التعنيف " ابتسمت بينما أضغط على شفتاي محاولة ألا أقتله هنا.

" حياة المريض الشخصية لا تُعنينا، من يرفض المساعدة لا نجبره عليها " تحدّثت بذات الجملة التي كررتها للفريق منذ عدة أشهر ومن وقتها أصبح الأمر معتاداً، ولكن لم يتجرأ أحد على إعتراض طريقي بتلك الطريقة من قبل.

" بالطبع هي مهددة، كيف تكونين بذلك الجحود لا أفهم " وضع يده بين خصلات شعره الطويلة وهو يحدق للمخرج حيث ذهبت المرأة.

توقّع الجميع مني رد فعل معاكس ولكن كل ما فعلته النظر ببرود والعودة لمكتبي، غير صحيح .. هي من ترفض المساعدة هل سأجبرها على ذلك؟ بالطبع أنا على صواب.

لم يترك الأمر خاطري من وقتها وانا أفكر بكثرة عن إذا كان تصرّفي خاطئ، أجل هي تتعرض للعنف ولكن سبق وأن عرضت المساعدة، كيف سأجبر المرء على الإعتراف.

" كيف جعل ضميري يتحرك بتلك السهولة! " تحدّثت لنفسي بعدما انتهى اليوم لحين موعد الرحيل، لم يسبق لأحد وأن وقف أمامي وصرّح أنني على خطأ، البعض يهاب قساوة لساني والآخر يهاب أنني ابنة المدير في القانون.

لا يمكنني البقاء مع ذلك الفتى مرة أخرى، غداً سأعرض على جاك أن يتولّى أمر تدريبه وبالمنزل لا أراه على كُل حال، بعد موقف الصباح لم أره مجدداً ولكن علمت من تيا أنه يساعد بالطابق بالأعلى ومن دون أن أسأل بالطبع.

وقفت بعد انتهاء دوامي كانت الساعة قرابة السادسة وذهب البعض وجاء الآخرون، أثناء خروجي وجدت جاك واقفاً يستند على سيّارته وبيده زجاجة مياة أشار لي بها بالإقتراب.

" خُذي " مدّ تجاهي حبوباً للصداع وزجاجة المياة فعقدت حاجباي.

" كيف عرفت أنني أعاني من ألم الرأس؟ " أخذتها منه وابتلعتُها.

" رأيتك تمسكين برأسك طوال اليوم، هيا سأوصلك " وافقت فأنا لا أرفض توصيلة على الإطلاق، يجب عليّ الذهاب وتفحص سيارتي حقّاً لقد مرّت عشرة أيام، أثناء صعودي رأيت سيارة ليون بالأمام متوقفة ولكن بعد أن صعدت لسيارة جاك انطلق فوراً.

لم أُدقق واغمضت عيناي وانا أستمع لحديث جاك وأحياناً أجيبه وأحياناً لا حتّى وصلنا، ودّعته بشكراً ثم دلفت لمنزلي، أعلم أنه يكترث لأمري ولكن لم يفصح قط ومن الأفضل له ألا يفعل، إذا وقع بحبي لن ينجو المسكين.

⟨ عَزيزي ليو ⟩حيث تعيش القصص. اكتشف الآن