" كيف يضل المرء طريقه؟ " طرحت السؤال بغتة حتّى تحوّلت أنظار الجميع من الأوراق إلى وجهي ، أنا أدير ذلك الإجتماع ، على الرغم من أن عدم الرضا والتّعجب بدا على وجوه البعض إلا أنهم مجبرون على الإجابة." أنت " وجّهت قلمي لذلك المتدرب الجديد الذي سرعان ما تعرق لتحدّثي إليه مباشرةً.
" أعتقد أنه يفعل ذلك عندما يفقد داعمه العاطفي الأكبر " همهمت بينما أحدق به عن كثب ، شردت للحظات بعد ما قاله ذلك المتدرب ، بل شردت لبقية الإجتماع حتّى بطريقي للعودة.
لم يكن لديّ قط داعم أكبر؟ كيف ذلك الشعور .. أود أن أختبره حقاً ، حدّقت بهاتفي وأنا أسير بالطريق الخالي تماماً أسفل إضاءة المصابيح البرتقالية وأسرعت أكتب في محرك البحث.
" ما هو الدعم العاطفي "
جائني الرد الذي أشعل فضولي أكثر فوقفت بمنتصف الطريق أقرأ بصوت خافت.
" الدعم العاطفي له أشكالاً متعددة ، تتمثل بأشخاص أم كائنات حية وهو عبارة عن عبارات تشجيعية أو تضامن جسدي ونفسي كالعناق والقبلات يبث الطمأنينة والراحة ومن أشكاله أيضاً الطقوس الدينية والروحية "
حسناً يا جوجل لم يكُن هذا مُرضياً ، تنهدت ووضعت الهاتف بجيب معطفي وأكملت السير للمنزل ، لديّ سيارة ولكنّها بالصيانة لأنني أفتعلت حادثاً وانا ثملة ، نجوت بأعجوبة من أن أُعتقل بفضل زوج والدتي.
لا أحبذ قول بفضله ولكنه من فضّل التدخل بشأني ، دائماً ما يفعل ذلك أمام والدتي ولكنه بالمشفى يحظى بالفرصة الذهبية لتعنيفي بكلماته السامة وانا أكتفي بإبتسامة ، لأنه يفعل ذلك عندما نكون بمفردنا وليس أمام مرضاي أو متدربيني.
وصلت لأمام المنزل ووقفت أحدق به من الخارج ، تنتابني نزعة يومية بأن أترك ذلك المنزل نهائياً ، لا أحد به يعنيني على كل حال ، ولكن لم أجمع الكم الكافي من الأموال بعد ال تؤهلني للإستقلال ، هنا كل شيء مجّاني .. وبدون جهد.
بالنهاية تقدمت ودخلت بمفتاحي الخاص ، سمعت والدتي صوت قدومي فنادتني ولكن تجاهلتها وصعدت إلى أعلى ، ستثرثر إن كان يومي جيداً وهل تناولت غدائي أم لا ، من منظوري هذة عناية فارغة أضاعت جوهرها منذ زمن.
لم تتركني وتبعتني إلى غرفتي وأخذت تطرق الباب فذهبت إلى مرحاض غرفتي وفتحت الصنبور على آخره كي تفهم أنني أستحم ، ثوانٍ وتوقف الطرق فتنهدت وأغلقته مرّة ثانية ، آسفة لأنني أهدر المياة كل مرة- حدّثت الصنبور-.
نزعت المعطف وألقيته أرضاً وجلست على طرف السرير ، لم يتثنّي لي تفقّد صندوق رسائلي اليوم بسبب ديميتري السّافل الذي يضع عبء المشفى بالكامل على كاهلي متحججاً بأنه يجعلني طبيبة أقوى.
أنت تقرأ
⟨ عَزيزي ليو ⟩
Romance' عَزيزي ليو، لقد انقضى الرّبيع وانقضت معه أدفئ آمالي بين ذراعيك الحُلوة '