اقتباس

2.9K 201 40
                                    

#اقتباس_ناري_من_الفصل_٢٣
_رحمة اتفضلي قدمي عرضك بنفسك.
جحظت عينيها صدمة وهي تستمع لياسين يطالبها بالصعود بالمايك، لتنوب عن شرح فكرتها بنفسها بناء على طلب ياسين الجارحي منه، فقد اخبره سابقًا بأن يجعلها هي من تقدم العرض بنفسها، أمام كبار رجال الأعمال، اتجهت جميع الأعين إليها، فشحب وجهها المتعرق وهي تتمسك بنور التي تدفعها بدهشةٍ:
_يلا يا رحمة، قومي الناس بتبص علينا!
تمسكت بها بكلتا يديها وهي تهمس بارتجاف:
_لا مش عايزة أطلع.. انا عايزة ارجع القصر.
تعالت الصفقات المحمسة لها والجميع ينتظر لحظة هبوطها للصعود للمنصة الرئيسية المقابلة للجمع الغفير، وعلى رأسهم بالصف الأول ياسين الجارحي، ويحيى ورعد وباقي أفراد كبار عائلة الجارحي، أما الصف الثاني كان يخص الشباب ومن خلفهم كبار رجال الأعمال أما الفتيات فكن بالصف الاخير بناء على طلب الشباب حتى لا يجرح جلوسهم أحدٌ، شعر ياسين بالحرج وهو يناديها للمرة الثانية، فانحنى أحمد تجاه الميكرفون وقال بصوته الرخيم:
_اتفضلي  يا رحمة على الاستيدج من فضلك.
انطلقت الهمسات الجانبية بين كبار رجال الاعمال، وأغلبهم يهمس بأنه من المستحيل لتلك الفتاة الخجولة بوضع عرضًا جريء هكذا، انطلقت الاحاديث الهامسة بين الصفوف، ومن بينهم عدي المذهول مما يحدث، وفجأة انقطع الهمس مع هبوط رحمة بصحبة نور التي تتعلق بها بخوف هزم قلب عدي وجبروته المصون، صعدت رحمة الدرج القصير المؤدي للمنصة التي يحتلها ياسين وأحمد مقدمي عرض الفتيات، فاصفر وجهها وتبدل بصورة ملحوظة فور عودة نور لمقعدها بالخلف، توترت قدميها بمنتصف الدرج، فكادت بالعودة من خلفها هي الاخرى، لولا وجود ياسين جوارها يحثها على استكمال صعودها، فتطلعت تجاه ياسين الجارحي بارتباكٍ، منحها بسمة صغيرة جعلتها تتحمل جزء من قوة مجهولة، فلحقت بياسين حتى وصلت لاحمد الذي أشار لها بالوقوف محله، قدمت خطوة وسحبت الاخرى، والوقت ليس في صالحها، وقفت رحمة محل أحمد أمام الميكرفون الضخم، فانتقل الضوء الابيض ليحاصرها، برقت بعينيها وهي تتأمل هذا الحشد المخيف بتوترٍ جعلها تكاد تفقد وعيها، وزعت نظراتها بينهم بهلعٍ، جعلها تخفض رأسها للأسفل وتبكي بصمت جعل الجميع في ريبة من امرها، كل ذلك وعدي منعزل عن الجميع، يحاول مجابهة تلك الصدمة القاتلة، تراه لم يكن ليعلم ما الذي تمر به رحمة بالتحديد الا الآن، ريثما رأى ذاته قوة وعظمة تضاف اليها، والآن يرى حبيبته الهاشة الضعيفة التي اختبأت خلف قناعه المخادع، هي دونه لا تقوى حتى على محاربة ذاتها، ليته قتل ولم يرى تلك اللحظة التي اتنزعت قلبه من صدره لتمزقه بكل قسوة، التفت ياسين الجارحي ليقابل عدي بنظرة جعلته يعلم ما الذي دفعه لتظل رحمة بالمقر وتحتل الصدارة بتقديم عرضها الناجح، كان يود ان تهزم خوفها وتواجه هواجسها، ما فعله ياسين جعل به عدي عاجزًا، عاونه ليكتشف جانب رحمة المعتم الذي تحاربه بمفردها بعيدًا عنه..
بكائها جعل الفتيات تشاركها البكاء، فكادت نور بالصعود لاجبارها على الهبوط دون حاجة منها لتنوب العرض بذاتها، وحينما كانت بطريقها للصعود، توقفت حينما اعتلى عدي المنصة بذاته، فانطلقت صفقات الجمع ترحبيًا بوريث امبراطورية الجارحي الأول، دنى عدى من المكتب الخشبي الحامل للميكوفون الضخم، فتراجع أحمد للخلف ببسمة ترحيب، وترك له حل تلك المعضلة.
تمنت الأرض تنشق وتبتلعها رحمة لها من الحرج القاتل التي تتعرض له حتى تلك اللحظة، أطبقت اصابعها على فستانها ومازالت عينيها ارضًا عسى لا يرى أحدٌ دمعاتها، وفجأة وجدت يد رجولية تشدد على يدها المختبئ جسدها خلف المكتب فلم يرى الجميع الا وقوفهما جوار بعضهما البعض، أبعد عدي يدها عن فستانها ودمس أصابعه بين اصابعها، دبلتها التي تزين يده جعلتها تعلم من يقف جواره قبل أن تلتفت اليه، تلقائيًا رسمت ابتسامة صغيرة، ورفعت عينيها اليه فوجدته يتطلع للامام بثقة ولسانه يهمس لها حتى ان لم يكن يتطلع تجاهها:
_ارفعى رأسك يا رحمة.
وتلك المرة استدار ليشملها بنظرةٍ حملتها بين جفنه وارسلت اليها سلام نفسي، وخاصة حينما ردد وعسليته تتوجهها:
_واثق إنك هتنجحي مرة تانية زي ما عملتيها قبل كده..قدمي عرضك.. أنا جنبك!
................. يتبع............ 
جهزوا نفسكم للملحمة الجاية، هانت والاحتفالية تنتهي ونرجع نستكمل الحلقات النارية ❤

اسياد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن