_بقولك طلقني ...
تطلع لها بعينيه الهائمة بفيض من النيران المتأججة فصاح بصوتٍ كالسهام _واضح أن صبري عليكِ بقى ضعف بالنسبالك فأسمعيني بقى كويس لو فاكرة أن ممكن حد من القصر يتدخل فى حياتنا تبقى غلطانه ولا حتى أخوكِ نفسه ...
أستدارت بوجهها لأخيها فرمقها بنظرة غامضة ثم توجه للمغادرة فأسرعت إليه بذهول _"رائد" !..
سحب يديها الملتفة حول معصمه قائلاٍ بغضب _أنسي أني أكون جانبك فى الغلط ...
وتركها وغادر على الفور ، وقفت محلها تتطلع للفراغ بصدمة من تخليه عنها ،ظنت بأنه سيحاربه لأجلها ولكن أنقلب الأمر .
_لسه عندك شك بكلامي ! ..
قالها "جاسم" بسخرية فأقترب ليقف أمام عيناها الباكيتان ....قالت من وسط دموعها بصوتٍ مرتجف للغاية _متفكرش أن دا ممكن يغير قراري حتى لو بابا وأخويا أتخلوا عني ...
تسلل الغضب لعيناه شيئاً فشيء فزداد أضعافاً حينما قالت بثقة _ومصممه على الطلاق ....
ثم صمتت قليلاٍ لتعاود الحديث مجدداً _طلقني يا "جاسم" لو عندك ذرة دم ..
لم يحتمل ما قالته فلم يشعر بذاته الا ويديه تهوى على وجهها بصفعة قوية للغاية أسقطتها أرضاً تحت أقدام أبيه ، أحتضنت جنينها بألم على أثر وقوعها القوي ،تطلع له "أدهم" بنظرات كاللهيب فعاونها على الوقوف دون التطلع لها ! ...فعيناه بصراع مميت للغاية ...
عاونها على الجلوس على أقرب مقعد ثم أقترب ليقف أمام إبنه بصمتٍ قاتل ....فقط النظرات الغاضبة هى الحائل بينهما ...
أنهى فيض غضبه بصفعته التى هوت على وجه إبنه لأول مرة قائلاٍ بصوتٍ رج أرجاء قصر "الجارحي" _أخرج من هنا ومتحاولش ترجع فى يوم من الأيام عقاب اللي يتخطى قانون من قوانين القصر دا لكن أنت أتخطت الأصعب بأنك ترفع أيدك القذرة دي على بنت من بناتي ...
تطلعت لهم "داليا" بصدمة فنهضت بألم يحاوطها قائلة برجاء ودموع _لا يا عمي متعملش كدا أنا اللي غلطانة أستفزيته بالكلام ..
تركه "جاسم" وخطى للخارج سريعاً فتطلعت له "داليا" بدموع لتسرع بالحديث _عشان خاطري يا عمي وقفه ...
لم يجيبها وظل كما هو يتأمله وهو يبتعد بصمت ، وقفت عاجزة عن التفكير بين قرار "أدهم" الحازم ومعشوقها الذي يغادر شيئاً فشيء ، ربما جرحها بالفعل ولكنها كانت تود معاقبته حتى ولو بالطلاق ففكرة عدم رؤيته مجدداً لم تحتملها ، أسرعت خلفه دون أن تعبئ بحملها ، وقفت أمامه وأمام أخر خطوة للرحيل من باب القصر الداخلي ،رفع عيناه ليجدها تعترض طريقه لا يعلم أيشعر بالسعادة أم بالحزن أم بالغضب عليها ،شعوراً مختلفة تدور به ،أنهت الصمت بدموع وأرتباك فقالت بألم لتذكر حديثه
_خدني معاك ...
صعق "أدهم" لما أستمع إليه وتخشب "جاسم" محله من الصدمة ، جذبها "ادهم" بغضب ساخر _ ياخدك معاه فين ! والكلام اللي قاله عنك وطلبك للطلاق اللي مكملش دقيقتين ! ..
وضعت عيناها أرضاً بخزي فرفع يديه على وجهه ليحجر صداع رأسه فهمس بسخط وهو يغادر من أمامهم_الوقتي عرفت ليه "رعد" متدخلش ..
بنات أخر زمن...
ورحل من أمامهم قبل أن يفقد أعصابه عليهما معاً ، وضعت عيناها أرضاً بدموع لا تعلم لما فعلت ذلك ؟ ..
ربما لأيقافه أو لأسقاط أحدى قوانين ذلك القصر ...وربما لعدم وصول الأمر "لياسين الجارحي" بأن هناك من أهان قوانينه برفع يديه على نساء قصره ...
ولكنها لم تنفي ألم قلبها على ما فعله بها ، رفع يديه بندم على ما قاله وفعله كاد بأن يجفف دمعها ولكنها تراجعت للخلف دون النظر إليه ثم تحملت على ذاتها بالصعود بمفردها أما هو فشدد على خصلات شعره المتمردة بغضب جامح لما فعله ! ..
فالان صارت الهزيلة أكثر قوة للمحاربة من جديد ....
#آسياد_العشق
#القادم_أقوى ...
#Aya