الفصل الحادي والعشرين

38.9K 1.2K 207
                                    

#آسياد_العشق...
#الفصل_الحادي_والعشرون ...
.......أنشودة كبرياء!!....
أستدار ببطء لتتبدل نظرات "عمر" سريعاً لغضبٍ لا مثيل له ، عاصفة من الماضي إبتلعته دون سابق أنذار لتريه ما فعله هذا اللعين الذي كاد بقتله من قبل ،تذكره "عدي" جيداً فوقف جوار "عمر" هامساً إليه بصوتٍ منخفض حتى لا تستمع إليهم "نور" _أهدى يا "عمر" بلاش عشان "نور" ...
كأن ما قاله كانت كالحبال التى قيدت حركته فتبقى محله ولكن بعينان أكثر حدة ، تركهم "عدي" وأسرع إلى الخلف فأقترب من "نور " قائلاٍ بنظرات فهمها "ياسين وأحمد" جيداً
_"أحمد" خاليك مع "عمر" وأنت يا "ياسين" خد "نور" على أقرب مستشفي ولما تتطمن عليها رجعها القصر...
علم "ياسين" بأن هناك أمراً ما وأن مهامه سحب "نور" حتى لا تعلم ماذا يجرى هنا ؟ ...فأقترب منها قائلاٍ بهدوء_يلا يا "نور" ..
قالت بأستغراب_ "وعمر" !! ..
قاطعها ببسمة هادئة _الشاب اللي أنقذك متصاب ورافض يروح لأى مستشفى فميصحش نسيبه كدا بعد ما أنقذك فعمر هيعالجه وهنحصلكم ..
أشارت إليه بأقتناع ثم صعدت لسيارة "ياسين" الذي أنصاع لنظرات "عدي"  وذهب علي الفور ....
كادت قبضة يديه بالأنفجار من شدة الغضب فما أن غادرت السيارة حتى لكمه بقوة كبيرة أوقعته أرضاً ، دفشه "أحمد" بدهشة _أنت مجنون أيه اللي بتعمله داا ؟؟..
وقف "عدي" أمامهم بهدوء وكأنه راضاً عما فعله أخيه فأقترب منه مجدداً ثم ناوله لكمة أخري أشد قوة وأحمد فى صدمة من أمره فلم يجد سوى أن يتحول من وضع الدفاع إلي الهجوم لذا لكم "عمر" بغضب _دي مكافئة الشخص اللي أنقذ زوجتك ! ..
نهض "عمر" سريعاً ببسمة سخرية _أنقذها !! ..دا إذا كان مكنش السبب فى الحوار دا من الأساس عشان أرجع وأتخدع فيه من جديد ..
ضيق عيناه بعدم فهم _حوار أيه! ..هو أنت تعرفه ؟..
أنغمست النظرات بغضبٍ يطوفه غير عابئ "بأحمد" الذي يحاول جاهداً التداخل لمعرفة ماذا هناك؟ ، نهض "آسلام" بصعوبة فقال بحزن وعيناه أرضاً_مرتبتش لحاجة اللي حصل بالصدفة تصدق أو لا فدا شيء يرجعلك ...
غادر "آسلام" من جوار "عدي" فلحق به "عمر" ولكنه توقف حينما تمسك "عدي" بيديه قائلاٍ بثقة _بيقول الحقيقة ...
تطلع له بنظرة مطولة فكاد بأن يعارضه ولكنه يعلم بأن "عدي" لديه القدرة الكاملة لكشف الكاذب بسبب عمله الشاق فتركهم وتوجه لسيارته بصمت ....
*****************
بالمشفى ...
أخرجت "ملك" هاتفها  بيد مرتجفة والبكاء يكتسح عيناها دون توقف،أنتظرت لثواني  وهى تتفحص الأرقام من أمامها فلم تعلم من ستطلب؟ ، وماذا ستقول؟! ....
أخرجت رقم الهاتف المنزلي الخاص بالقصر ثم طلبته بأنتظار من سيجيب  حتى أستمعت لصوت "حمزة" ،كبتت شهقات بكائها لثواني فأستمع لصوتها ليسرع قائلاٍ بفزع _ "ملك" !! ..
تعالت شهقات دموعها شيئاً فشيء ليخرج صوتها أخيراً _ "ياسين" مات يا "حمزة" ...
هوى الخبر على مسماعه كالرعد المزلزل فسقط الهاتف أرضاً ليتهشم لأجزاءاً صغيرة ، أسرع لغرفة المكتب التى تحوى شقيقه و"أدهم وعز"  ليخبرهم بما حدث ليسرعوا جميعاً للمشفى بحالة من الفزع...
****************
وصلت للمقر بعينان تتغمدها الدموع والحسرة على ما رأته ، أسرعت بخطاها لمكتبه لتبوح عن الكارثة التى ستفتك بها ، أسرعت للسكرتارية الخاصة بالمكتب قائلة بصعوبة بالحديث لمجهودها المفرط _عايزة أقابل "أحمد" بيه يا لو سمحتي   .
رفعت عيناها إليها بتذكر الآذن الذي تركه "أحمد" لها بالدخول للمقر فقالت بهدوء_مستر"أحمد"  خرج من ساعة تقريباً ..
أرتخت ملامح وجهها بأستسلام كأنها أصبحت على رضا كامل بما سيحدث لها ، توجهت للمصعد بخطوات شبيهة للموت ، دمعاتها تكتسح وجهها دون توقف ، حياتها أشبه بسراباً يجعلها تختنق شيئاً فشيء! ، دموع ...بكاء...آنين ...أحاسيس متضاربة يختمها الشعور بالدوار وحاجتها بألتقاط الأنفاس ، ضغطت على زر المصعد وهى تجاهد للوقوف ،أستسلمت لمصيرها المؤلم كلما تذكرت هذا الفيديو اللعين ،أنفتح المصعد على مصرعيه ليتفاجأ بها "أحمد" بعدما عاد للمقر بصحبة "عدي" ،أقترب منها بأستغراب فقالت بدموع وجسدها يهوى أرضاً_"أحمد" ...
أغلقت عيناها لتغط بسباق عميق بين الألم وعدم الرغبة بالحياة ....أسرع إليها قائلاٍ بصدمة _"سارة" ! ...
تطلع له "عدي" بغضب وهو يحاول أفاقتها ،فرفع عيناه له قائلاٍ بهدوء_أطلب الأسعاف يا "عدي"  ..
جذب هاتفه بتأفف يملي ما طلبه ،أستدار ليجد حوله عدد لا بأس به من المؤظفين فقال بحدة جعلتهم يهرولون من أمامه بقسماً موحد بأنه شبيهاً من أبيه للغاية  _أنتوا واقفين كدليه ! ..كل واحد على شغله ...
وصلت الأسعاف بوقتاً قياسياً فحملتها للمشفي ليلحق بهما "أحمد" .....
أما "عدي" فولج لمكتب أبيه بهدوء ، وقف يتأمل مقعده ببسمة مكر أزدادت حينما جلس محله ،تأمل كل أنشناً به بنظرةبأعجاب وأعتراف بذوقه الرفيع ،لفحت وجهها نسمة هواء عليلة فأغلق عيناه ببسمة لتذكر معشوقته ؛ فكأنما كانت رسالة عابرة بأشتياقها إليه ! ...
رفع هاتفه ينتظر سماع صوتها المعشوق ،ليترتل بعد دقائق على همس الدفوف
_أيوا يا حبيبي ...
أغلق عيناه ببسمة ساحرة فكم يعشق محادثتها بالهاتف لسماع هذا الجزء المفضل ،طال صمته وهو يتلذذ بما أستمع إليه ليقل بصوتٍ مميز لأجلها فقط
_بتعملي أيه ؟ ..
زمجرت بطفولية _هكون بعمل أيه يعني أكيد شايلة "رحمة وياسين" ...
إبتسم قائلاٍ بهمس_أبتديت أغير مش لقي وقت ليا ...
قالت بخجل _بس أنا أغلب الوقت بكون معاك ..
ضيق عيناه بسخرية ._أزاي وأنا برجع نص الليل ؟..
قالت والبسمة تلاحقها _ساكنة بقلبك ومعاك بكل وقت وكل ثانية ، بحس بزعلك وبسمع ضحكتك ...بكون معاك بأغلب اليوم ولما بصحى بلاقي نفسي فى حضنك يعني تقريباً بتكون معايا فى كل نفس ...
إبتسم بعشق_غالبتيني بالكلمتين دول أو بمعنى الأصح ضحكتي عليا بس برضو بعشقك ....
حاولت أن تتحدث بصعوبة وخاصة بعد أن توج وجهها حمرة الخجل _وأنا .......كمان .......
بين كل كلمة وقتاً مطولاٍ لتتشكل صورة خجلها أمامه فأبتسم بمكر مطالباً المزيد _وأنتِ كمان أيه؟ ..
لوت فمها بتهكم لمعرفتها بما يود فعله ولكن لا تنكر رغبتها بنطقها فقالت بعد مدة طويلة من صمتها _ ...بحبك ...
ثم قالت سريعاً_أنا هقفل عشان "ياسين" بيبكي ..
وأغلقت الهاتف سريعاً فأبتسم على خجلها الملحوظ ، واضح هاتفه جواره بهياماً بصوتها ليستيقظ من شرودها على ولوج "رائد" الغريب دون أن يطرق باب مكتبه ، تطلع له بأستغراب
_فى حاجة يا "رائد"؟...
أجابه بعد مدة من الصمت كأنه يستجمع شجاعته _خسرنا المناقصة ضد شركات "جون" .
سقط الخبر على مسمعه كالصاعقة فرغم بأنه لا يعرف هذا الرجل ولكن بات على معرفة كاملة بالعداء الذي بينه وبين "ياسين الجارحي"    ....
*******،************
بالمشفى ..
فتح عيناه بصعوبة كبيرة كأنه فقد وعيه لسنوات لاحصى لها! ،جاهد لرفع جفن عيناه فكان يشعر بثقلهما مثلما يشعر بثقل قلبه المنفطر على رفيقه ،حالته ساءت فى دقائق فجعلت الأطباء بصدمة من أمره! ...
جاهد بفتحهما وهو يردد بصوتٍ خافت للطبيب الذي يقف جواره _"ياسين" ...عايز أشوفه ...وديني له ...
كاد الطبيب بالحديث ولكنه أمتنع على أشارة خافتة تأتي من خلفه ومن ثم تشير له بالخروج فأنصاع على الفور ، كان "يحيى" يغلق عيناه لثواني ثم يعاود فتحهما ليعتاد على أضاءة الغرفة فحينما فتح عيناها للمرة الثانية وجده يجلس على مقربة من فراشه لا يفصلهما سوى مسافة صغيرة ، جحظت عيناه لوهلة فتطلع له بصدمة ليتأمله الأخر بسخرية _لما عمي توفى مشفتكش بالحالة دي ؟؟ ..
أنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت ...نعم يعلم بأنه ينبوع أسرار وثبات لا يضاهيه أحداً ولكن بأن يدعي الموت لينهي حياته! ،كأن المرض خشي من الحالة التى وصل إليها "يحيى" فتخلي عنه على الفور ، أستند يجذعه على الفراش ليكون على مستواه ليرفع يديه ويقوم بما لم يفعله منذ ثلاثون عاماً ، رفع "ياسين" يديه على وجهه بصدمة من أنه تلقي لكمة من "يحيى" لتو !! ..فكاد بالحديث ولكن سبقه "يحيى" حينما صاح به بأشد درجات الغضب _فاكر أن موضوع موتك دا موضوع  سخرية بالنسبالك ، متفكرتش أيه اللي كان ممكن يجرالي لما أعرف ...بجد معتش فاهمك يا "ياسين" ولا عارف أنت عايز تثبت أيه باللي بتعمله دا! ..
ظل ثابتٍ للحظات فلأول مرة يرى "يحيى" غاضباً لهذا الحد! ، رُسمت بسمة فرح على وجهه لعلمه الآن بأن علاقتهم لن يقوى سلسال البشر بأكملهم على فهمها ، خرج عن صمته قائلاٍ والثبات رفيقه المقرب_ بغض النظر عن اللي عملته دا بس هجاوبك على سؤالك ..
حاول أن يتصنع عدم اللامبالة ولكنه أستدار ليستمع إليه
فقال والغموض يرافق صوته_كالعادة أول ما حد بيتوهم أن "ياسين الجارحي" وقع بيحاول ينهش فى دمه .
رمقه ينظرة مطولة مازالت بها لمحات من الغضب _المرادي مين ؟ .
تطلع له ببسمة مكبوتة فبدا كأنه طفلاٍ صغير يخاصم والده ولكنه يحاول أن ينسى لأجل الشوكلا التى يحملها! ، أسترسل "ياسين" حديثه بهدوء_"جون" بعت ناس عشان تخلص عليا بس مكنوش عارفين يدخلوا الغرفة من الحراسة ولأنك معايا فى نفس الغرفة عشان كدا سهلتهاله المهمة وخاليت الدكاترة تتدعى أن حالتي خطيرة ولازم أنتقل بغرفة لوحدي عشان يبان أن مخططه ماشي صح ..
ضيق عيناه بذهول _طب وليه تدعى أنك مت وتساعده يحقق اللي هو عايزه ؟!! ..
أستند بظهره على المقعد ببسمة مكر _هو اللي هيساعدني باللي أنا عايزه مش أنا  .
رمقه بنظرة غضب _أنا حقيقي مش فاهم حاجة ...
شفق عليه فقرر ولأول مرة البوح عن مكنونات صدره
_حلم "جون" أن ما يبقاش في شركات عربية تنافسه وطبعاً أنت عارف أننا أكبر تهديد له وحاول كذا مرة عشان يحقق أهدافه بس بوجودي كان بيتراجع ...
أشار له بتأييد فأسترسل كلامه بسؤالاٍ مباشر _أمته يحس أن الدنيا أمان عشان خطوته الجاية ؟ ..
أجابه "يحيى" دون تردد_بدون وجودك ..
إبتسم "ياسين" بأنتصار _ودا اللي عملته شلت نفسي من طريقه وبالتالي هكون بفتحله بوابة تحدي جديد مع اللي أستلم منصبي بالمقر وأهو أشوف "عدي" هيقدر يقف أدامه ولا لا ...
أكمل "يحيى" بذهول _أنت بتفكر أزاي ؟؟؟؟! ..
أكتفى لبسمة بسيطة فقال "يحيى" بغضب _ساعات بحس أنك بتعامل "عدي" كعدو ليك مش إبنك ..
إبتسم قائلاٍ بلهجة يستمع لها يحيى لأول مرة فأرتباه الذهول _أنك تواجه شخص بنفس مستوى ذكائك شيء ممتع يا "يحيى" و"عدي" خصم مش سهل ..
ثم تناول العصير بتلذذ قائلاٍ بجدية لا تحتمل نقاش _"عدي" الوحيد اللي يقدر يقوي علاقة الشباب ببعضهم بحيث يكونوا زينا وأفضل كمان ودا السبب اللي بيخليني أضغط عليه وبكل قوتي لأني واثق ومتأكد من النتيجة ...
إبتسم "يحيى" بأقتناع فقال بضحكة مسموعة_نسخة منك ..
وضع العصير على الكوماد بغضب مصنطع_هو أعند مني  ..
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث _فى دي عندك حق ...
لمعت عيناه بخبث_وترويضه كان الأصعب ...
ثم إبتسم بمكر _هانت يا "عدي" ....
ولمعت نظراته بمجهول مخطط بحرافية بمعركة العند بين الشبل وأبيه ترى من سيتمكن من ربح هذة المعادلة الصعبة ؟!! ....

اسياد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن