Part 03

227 51 37
                                    

ألم يمر بحياتك شخصاً تتمنى ولو أنك لم تتعرف عليه أو تتقاطع طرقكما معاً؟

وأن حياتك كانت ستكون أفضل وأقل إحراجاً لعدم ظهوره فيها؟

وماذا لو اجتاحك شعوراً بأنك صغيراً بجانبه ولكن ليس عمراً وإنما حجماً؟!

وكأنك فعلاً غير مرئي بالنسبة له! بل هل هذا شيء طبيعي حتى؟

فقط لما على ماريسا الشعور بكل ذلك بهذه اللحظة بالضبط، بينما تجلس بالمدرج التي سقطت منه بضع درجات، لولا أنها تداركت نفسها بسرعة وامسكت بقدم إحدى الكراسي وإلا لكانت أكملت تحيتها للبقية بالاسفل، تتكئ على هيلينا التي حاوطتها بيديها، بينما تمسك بمرفقها الدامي الذي لطخ قميصها الأبيض، وهي تشرد بملامح منصدمة للمقعد الفارغ أمامها، والذي كان صاحبه الجديد السبب في وقوعها وجرح يدها، حقاً لما تشعر وكأنها تحولت لأحد الفيروسات المجهولة والتي لا تُرى بالعين المجردة؟
ولم يتبقى لزملائها حولها إلا أن يجرون عليها البحوث والدراسات ليعرفوا نوعها وخصائصها!


لولا وجود هيلينا القلقة بجانبها الآن لكانت اجزمت فعلاً بأنها لا تُرى! وهي تتفقد جرح يديها بملامح متألمة منكمشة، وكأنها هي من جُرحت وتتألم بدلاً عنها، وخدش ركبتها التي ظهر قليلاً من فتحة صغيرة بالجينز خاصتها بسبب احتكاكه بالأرض من السقوط، زمت شفتيها بحزن على حالة ماريسا وظهر بعض الندم على ملامحها وهي تفكر بأنها السبب في شرودها وعدم تركيزها للطريق أمامها، فقد كانت تحدثها بينما هي غارقة في أحلام اليقظة خاصتها وتشتت رؤيتها وتركيزها وإلا لما تعثرت بقدم ذاك الوسيم!

وعلى ذكره هو الآخر عضت على شفتها السفلى وهي تومىء وتشد على قبضتها بتحدي لنفسها وهي تحدثها بأنها قوية وتستطيع السيطرة على نفسها بلقاءات أخرى معه، فهو بالأخير سيكون أمامها طوال العام الدراسية، وعليها أن تكبح هوسها المريض هذا الذي أفشل حياتها العاطفية البائسة، وإلا لن تستطيع المواعدة أبداً على هذه الحالة، فالعالم مليئ بالمثيرين!

نعود لماريسا الذي تكاوم حظها السيئ وتجمع لليوم، بالصباح كانت ستلقى حتفها بحادث سيارة لمجنون ما!
والان كانت ستكسر عظامها على مهل بتشقلبات بهلوانية فنية!
وهي جالسة على حالها شاردة الذهن بما حدث معها منذ قليل، حقاً مهما حاولت لا تستطيع أن تستوعب! كيف تجاهلها وذهب فقط وكأنه لم يفعل شيئاً بها؟!

وكأنه لم يكن السبب في تعثرها بقدمه ونزيف مرفقها! أعني كيف تجرأ وفعل ذلك معها؟

مهلاً قليلاً، لندعها تستوعب وتدرك ذلك..

هل فعلاً تم معاملتها وكأنها مجرد حشرة تافهة ومقرفة سقطت على الأرض؟!

الجوهرة الأرجوانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن