Part 05

179 36 20
                                    


«على الحدود السويسرية لمدينة ميلانو الإيطالية وتحديداً بأراضي آل دي ستيفانو_ 10:56PM»

داخل غابةً مظلمةً مليئة بالأشجار العملاقة والكثيفة بأوراق باهتة تجردت الروح منها، كان يتوسطها شئ لا يتناسب أبداً مع ظلمة وخلو المكان هنا.

قصراً ذهبياً كبيراً ينطق بالفخامة والرقي، تلمع الحياة بجمال فيه، مناقضاً بشكل كارثي لما حوله من ظلام مخيف، حيث امتزج نمط بنايته المعمارية الثقافية لدولته مع النمط العصري ببراعة وبشكل يلفت الأنظار بذهول من جماله.

بأبه الأسود الحديدي فتح على مصراعيه بسرعة كبيرة، بمجرد رؤية أربع سيارات سوداء معتمة تقترب منهم، تحمل لوحات من حرفين فقط D.S، كما تفعل جميع السيارة هنا.

الكثير والكثير من الرجال المسلحين، كانوا يحاوطون المكان من كل الاتجاهات، رغم أنه لم يتجرأ أحد من قبل لمحاولة الدخول لهذا الغابة، حيث يتم حراس كل زاوية وحتى كل ركن فيها، لا يسمحون لحشرة صغيرة تدخل بدون إذنه، فما بالك بغريب.

إلا بحالة واحدة.. مثلاً من كان يريد الانتحار بدون ما يقتل نفسه بيده، وجوده هنا ستكون وجهته الصائبة تماماً!

تجاوزت السيارات البوابة الحديدية الضخمة، لتدخل بهدوء عبر الطريق المخصصة لها، والتي كانت تحفها من الجهتين شجيرات متوسطة الحجم مقصوصة بشكل متساوي الحواف، ومضاءة بأضواء ذهبية متفرقة على طول الطريق أيضاً.

توقفوا وسط مساحة واسعة، ترجل منها رجال بأجسام ضخمة وأسلحة رشاشة بأيديهم، وأحزمة الذخيرة تلتف كاوشحة على أكتافهم وصدروهم فوق بذلاتهم السوداء، خرجوا بسرعة منتشرين كلاً إلى موقعه، متاهبين لأي شيء ممكن أن يحدث، على الرغم من هيئتهم المدمية والتي تبدو وكأنهم عائدين من حرب ما!!

فقط إثنان منهم من تقدموا نحو السيارة الأولى، فتح أحدهم بأبها الخلفي وتقدم يأخذ ما بداخلها بتقزز بدأ على ملامحه القاسية المشابه لجسده الصلب، وكأنه يحمل كيس قمامة متعفنة وليس جسداً مدمي وشبه مشوة.

سحبه من جهه والآخر من جهته الأخرى، يجرونه بينهم متجاهلين بذلك أصوات أنينه المتألم، وهو يتمتم بكلمات خافتة بلغته الألمانية الأم بدون شعور منه بين كل آنه والأخرى، وبتلك اللحظة بدأ وكأنه نسي كيف يتحدث الإيطالية والتي هي بالفعل يجيدها، التجاهل فقط كان ردهم على الطلاسم الي يتمتم بها، على الرغم إنهم لم يفهمون ماذا يقول أصلاً؟ ولكنهم تجاهلوا ذلك ببرود.

والذي كان بدوره يهمس بكلمات متفرقة وبصعوبة بالغة تخرج من شفتيه المتورمة الدامية والتي تلونت بالأزرق البنفسجي وهو يترجاهم بيأس 'اقتلوني، أنا فقط. دعوهم، لا شأن لهم. لا، لا تأخذوني إليه، أرجوكم، فقط اقتلوني!'

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الجوهرة الأرجوانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن