أشارت ميرا لسيارة الأجرة حتي توقفت ونزل السائق قائلا باستهلال
"سنيورا اسمحي لي "
تراجعت للخلف تاركة له حرية توضيب حقائبها في صندوق السيارة و صعدت بها برفقة خوان الذي لم تمر عليه أكثر من عشرة دقائق لتجده غافيا علي فخذيها.
"سنيورا هل لديك عنوان محدد آخذك إليه سنيورا "
سألها السائق وهو يركز عينيه علي الطريق، لتجيبه بابتسامة مصطنعة
"أجل أنه بحي لاكالسا "
سألها السائق متعجبا
"لاكالسا اقدم الأحياء بباليرمو ،غالبا السياح الأمريكيون لا يفضلونه في الإقامة هل لديك حجز في فندق أم اخذ الي واحد من معرفتي "
ربما يعتقد الكثيرون أنه بسبب تحدث خوان معها بالإنجليزية ظن السائق أنها أمريكية لكن لمواجتها مثل هذا الموقف مرارا وتكرار من أناس مختلفين هنا بباليرمو قبل خمس سنوات هذا جعلها تضعك بحق ، هل في جبينها شيء مختلف عن الإيطاليون حتي يعرف السكان هنا جنسية والدتها التي تشبهها بالحرف بمجرد النظر إليها .
"أنا إيطالية ولست أمريكية ، وباليرمو كانت في يوم ما منزلي ،وأنا آتية لزيارة عائلية ولست سائحة"
"حقا ،وما إسم عائلتك أنا مقيم قديم في باليرمو وأعرف كل سكانهم الأصليين "
"هم كانوا عائلة زوجي في الحقيقة أظنك تعرفهم أيضا ،آل دمينوفيسكي مشهورن أيضا بي إسكاليني دي مارينيز "
تغيرت نظرت السائق لها 180درجة بمجرد ذكرها الإسم وبدأت عينيها تجولان بذهول في تعابير وجهها والطفل الصغير الذي برفقتها ،ويبدو أن عقله بدأ في ربط الأحداث مع بعضها حتي صاح بها.
"أنت هي العروس الهاربة ، سنيورا ميرا دون خوان "
لم يكن بحاجة إلي أكثر من ايمائتها حتي ضغط علي المكابح واوقف السيارة بعنف جعل خوان النائم يستقيظ فزعا
"ماما ،ماذا هناك "
ضمته لتهدئه قائلة
"لاشيء حبيبي فقط توقفت السيارة "
"سنيورا ، اعذريني لكن غير مسموح لي بالتقدم أكثر من هذا "
سيقطع رأسه وربما ينفي من صقلية للأبد ان علم السكان بأن سيارته استخدمت لنقلها ،فعلي ما يبدو ان سمعتها لا تكاد تمييز من الوحل هنا ،خصوصا وهي حاولت قتل زعيهم الذي يعبدوه وهربت لخمس سنوات دون أن تترك خلفها أثرا ، لذا كل ما فعلته هو الإبتسام في وجهه قائلة.
"حسنا شكرا لك سنيور فقط انزل لي الحقائب وهذا أجرك "
أخرجت رزمة من الأوراق النقدية وضعها في المكان المخصص قبل أن تترجل برفقة خوان وخلال دقائق وجدت نفسها وحيدة بالشارع تحاول جر ثلاثة حقائق سفر مع طفل كسول يبكي معترضا علي سيره علي قدميه
أنت تقرأ
أهلا بك في جحيمي
Romance" أرحلي إن شئت ، اهربي إلي أقصي أصقاع الأرض ولن أبحث عنك ،سأدعك تعيشي بالطريقة التي تريحك لكن ، إياك أن تسمحي للقدر بأن يعيدك إلي ميرا " كفكفت دموعها التي اختلطت بدمائه لترسم علي شفتيها إبتسامة بشعه قبل ردها الذي أتاه في نبرة خافته وعيناها الدامعت...