مقدمة
في حياة كل منا حدث فاصل، يحركنا نحو دروب في شخصياتنا لم نطأها من قبل، يدفع خبايا أرواحنا لتظهر إلى العلن..
معلنة أن ذاك الوجه الذي أخفيناه قد آن الأوان ليعلن عن وجوده.ويصرخ للعالم بأسره..
ألا مزيد من الاختباء..
ولا مزيد من الهرب..
وليذهب كل هؤلاء إلى الجحيم
بمعتقداتهم.. وقيودهم.. وحصارهم لنا في هيكل اختاروه، ومسميات أوجدوها لأجل تميزهم، وجعل أنفسهم في مرتبة أسمى وأعلى.
++++++++الفصل الأول
عزيزتي الحكمة..
احتجتك بعض الأحيان فخذلتني، كيف تفعلين ذلك بي وأنا من ظننت أني أملكك كاملة؟!
خذلانك لي يعني الضياع والتيه.
***
ارتفع نداء مستغيث بطوارئ المستشفى المركزي(...) بالعاصمة «أنقذوا أمي» تبعه حركة متوترة وصوت أقدام تعدو ثم نداء مرتفع في مكبرات الصوت (كود بلو، كود بلو «رمز أزرق» على الطبيب رائف غريب الصيرفي الاتجاه إلى الطوارئ)
اتجه الطبيب رائف نحيل البنية طويل القامة إلى الطوارئ على وجه السرعة، فوظيفته كطبيب طوارئ تحتم عليه التواجد بكامل قواه، والنداء الذي سمعه في مكبرات الصوت يخبره أن هناك حالة طارئة سببها توقف عضلة القلب أو الجهاز التنفسي.
حين دخل غرفة الطوارئ شاهد الممرضة المعاونة له قد جهزت الحالة بتوصيل الأقطاب إلى صدرها بينما أهل المريضة ينوحون جوارها ورجل الأمن يحاول جهده لإخراجهم إلى خارج الغرفة دون جدوى. وبكل عملية يمتلكها فرضتها عليه ليالي السهر والتعلم تحدث بصوت واضح ينبض بالحزم: اخرجوا جميعًا، وجودكم سيعيق عملية الإنعاش اللازمة، هيا إلى الخارج الآن.
وكأن كلماته كانت هي التعويذة السحرية التي يحتاجها الأهل كي يستجيبوا لمحاولات رجل الأمن، إذ تقهقروا إلى الخارج بوجل وخوف بينما توجه دكتور رائف نحو المريضة متسائلًا بثقة: ما الحالة؟
وبخبرتها الثمينة التي يحبها كل الأطباء الذين يعملون معها تحدثت الممرضة سميرة: حالة توقف في عضلة القلب، الأهل يقولون منذ عشر دقائق فقط، إذ أن المريضة اشتكت من ضيق مفاجئ بالتنفس طيلة الساعة الماضية مما دفعهم لإحضارها إلى المستشفى، لكنها سقطت منهم حين وصولهم إلى الباب الرئيسي، فحملوها إلى هنا على وجه السرعة. رأها الطبيب محمد ثم طلب تواجدك نظرًا لانشغاله مع حالة إغماءة لرجل عجوز.
بدأ عمله بينما يتحدث باهتمام للممرضة: ولماذا استدعاني بما أنه رأها أولًا، هل..
أنت تقرأ
لا تعبث مع خائف
Mystery / Thrillerتدور الرواية في الحاضر مع طبيب يصارع ماضٍ يطارده ويصر على تنغيص حياته، هل كان هو القاتل أم أن هناك من ورطه في جريمة حدثت في مدرسته، هل الخوف دافع قوي لإنهاء حياة شخص آخر؟ كلها تساؤلات تجيب عنها أحداث الرواية.