part 1

693 34 4
                                    

مملكة البنفسج


تستيقظ تلك الفاتنة على إثر الشمس التي تداعب وجهها الملائكي مما جعلها تبتسم
قبل أن تفتح جوهرتيها لتستنشق أكبر كمية من الهواء في رئتيها وتزفره بقوه
مستعدةً لتبدأ يومها وهي تمدد أطرافها
رمت غطاء سريرها لتقف بحماس
تضع قدميها على الأرضية الرخامية الباردة وابتسامة بلهاء على وجهها فهي قررت زيارة حيواناتها في الغابة خفية اليوم
دون أن تخبر أمها لأنها ستخاف عليها بالتأكيد
و تجعل تلك المتعجرفة المغرورة تأتي معها
كشرت وجهها وهي تتذكر اختها الصغيرة متبلدة المشاعر التي تكره الحيوانات
لترفع يدها تلوح به أمام وجهها تنفي تلك الأفكار
لتعود لها ابتسامتها التي جعلها تبدو لطيفة
تفكر كيف ستكذب على والدتها لتذهب للغابة
و هي ما تزال تقف حيث استقامت أمام سريرها
نفخت خدها بضجر فـ عقلها لم
يساعدها بتاتاً
تنهدت للمرة الألف ليخيم الحزن عليها
فوالدتها تخاف عليها كثيراً هي وأختها بعد فِقدان والدِها
وتمنعهم من الكثير لكن بالطبع لم تستمعتا لكلامها ولو لمرة حتى
تفعلان ما تشئان دائماً رغم اعتراض والدتها
فقط لأغضابها فهي وجيلانا تحبان ذلك
لتخرج قهقه خفيفه من بين شفتيها
تتخيل وجه والدتها عندما تعلم أنها تجاهلت زيارة جدتها التي تذكرتها فجأة

"هيا بيلا حظاً موفقاً"
هذا ماصرخت به داخل غرفتها
لتشجيع نفسها والأن يجب أن تتحضر للقاء
اصدقائها من الحيوانات اللطيفة
لتذهب نحو المرآة المعلقة في غرفتها
حالما وصلت إلى المرآة شعرت بقشعرية على طول عمودها الفقري بسبب شكل شعرها المزري
الذي يبدو كعش لعصفور هجره منذ سنين
و برودة الأرضية جعلتها تتدارك أمرها

"أيتها المقرفة"
هذا ما ردفت به أمام المرآة
لتحرك قدميها نحو باب الحمام تفكر في رأسها
يجب عليها الاستحمام ساعتان بالتأكيد
نعم فهي بدت ابشع من أي وقت مضى
في نضرها فهي تحب أن تبدو بمظهر جيد دائما

ابتسمت تلقائياً عندما فتحت الباب لترى الحمام جاهزاً لاستقبالها جهزت أمها المياة الساخنة لها في الحوض ووضعت العطور مع الورد من أجلها نعم فهي ابنتها المدللة

لتردف بيلا بهمس ناعم
"احبكِ"
لتذهب للاستحمام ساعتان كما قالت

تحب الاهتمام بها ومن يهتمون بها أيضاً

انتهت من حمامها بعد وقت طويل لتخرج لغرفتها ترتدي روب استحمام قصير يصل لفخدها
لتذهب لتختار ثيابها
وهي تدندن بأغنيتها المفضلة
لتجد فستاناً جميلاً بلونها المفضل
لترتديه و تترك شعرها منسدلاً

رفيقتي المفقـــــودة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن