مملكة جوسون، بعيداً جداً عن قصور كيونغ بوك و ضريح جونغ ميو، مروراً بمحاصيل جيونجو الذهبية المُشعة المُشرقة. و حَسب مبادئ فينغ شوي، يعيش الناس في ثاني أكثر المُدن ازدهارا حالياً هَــانْ غِيـــلْ.
و التي تبعُد نصف يومٍ عن مركز الدولة، العاصمةِ «هان يانغ» نظراً لموقعها في مركز شبه الجزيرة الكورية تتنامى فيها إمكانيات التبادلات الداخلية والخارجية بسهولة عن طريق نهر الـ«هان».
يحكمها الـملك أيون كينغ المسمى بالقاطور الأبيض، و الذي تمسك بالحُكم العادل طوال الخمسين عاماً الماضية و ذلك بعد توليه الحُكم عن الملك الأسبق ابن حفيدِ ملك حقبة كوريو.
عُرف أيون كينغ ببطشه الشديد تجاه اعداءه، و بشِدته إتجاه جنوده، فكان من أكثر الحُكام التابعين للإمبراطورية إخلاصاً.
و قام بفتح مساحاتٍ شاسعةٍ و ضمها لأراضي جوسون على مدى سنين حُكمه الطويلة.
يَلحقُ الفخر بإسمه إذا نُطق في أي مكان.كأي حاكمٍ آخر على أراضي جوسون، أعتنى أيون كينغ بخليفته الذي سيواصل تعمير الأرض من بعده و جعله نجلاً يمكن الفخرُ و الإعتماد والاعتزاز به دون مجهود، لقد كان خليفتهُ فريداً من نوعه جداً.
حدود هـان غيل
العام الخامس بعد المئة من التحريرالكتيبة العاشرة تدخلُ أسوار القصر، أشار جُندي الحراسة من برج المُراقبة؛ ليُسرع حُراس البوابة برفع الأسوار الحديدية في سُرعة مبهرة مستخدمين ايديهم لرفع ترسانة جدار البوابات الضخم المتصل بسلسلة من التروس المعقدة و الموصولة بنظام فتحٍ صلد، لتدخل خيول كتيبة الجنرال تشانغ ووك الأعظم، وسط هتاف الحشود في الممرات الأمامية من القصر و تمُر الكتيبة محتفلةً بنصرٍ آخر للجنرال و جنوده الذين لا يعرفون الخوف.
إنهم جنودٌ مثل حاكمهم تماماً لا يعرفون سوى النصر، أو الموت في سبيل ملِكِهمْ.الفتاة الصغيرة المتلهَّفة تركضُ بأقصى سرعتها في الممرات المرصوفة بعنايةٍ و نعومة، ترفع الهانبوك الطويل جداً عن قدميها حتى لا تتعثر، و تركض بخفة كأن حياتها بالكامل تعتمد على الركض، بينما تلحقُ بها فتاة أكبر سناً بسرعة كبيرة مغمضةً عينيها و تلهثُ بتعب.
توقفت الفتاةُ أمام شرفة القصر العملاقة؛ لتصعد أعلى الحواف الُرخامية في سلاسة غريبة قد تبدو كأنها سوف تسقط في أي لحظةٍ من ذلك العُلو...
صرخت الأكبر سناً و قالت بفزع: جلالتك!
ثُم أمسكتهَا بقوةٍ من الخلف.
نظرت الفتاةُ بهدوء من بين الحوافِ الرخامية متمسكة بيديَّ وصِيفتها التي التفّت حولها بإحكام من الخلف و هي تراقب الموكب من بعيد.
لا أصدق قالت الفتاة و هي ترفع يديها في الهواء:
لقد عادو بهذه السُرعة!
ثم التفتت نحو خادمتها الشابة و قالت: لقد انتصروا!
ثم افلتتها بالقوة و توجهت ركضاً للداخل، تبِعتها الخادمةُ الشابة بسرعةٍ و بتعب: على رِسلِك أصيلة النسب!

أنت تقرأ
مـو كـونغ هـوا «الزهرةُ الأبدية»
Historical Fictionالتصنيفات: تاريخية، رومانسية، ما وراء الطبيعة. جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٣ ©