في مساء اليوم التالي تسللت مو كونغ عبر باحة القصر، تنكرت في زي أحد المُشرفين على الحسابات، هانبوك ازرق وقبعة نبلاء مكللة بالخرز في شكل طوق. و عداد الخرز استقر في حضنها بهدوء، وقفت خلف حائط المدخل عندما رأت خادمات البلاط يخرجن من القصر.
عند عبورها جسر الحديقة تفاجئت بما يجري في ساحةِ تدريب الجنودِ قرب الإسطبل.
هُنالك نزال، الحماسُ دفع مو كونغ للذهاب نحو الساحة دون تفكير، حتى ترى ما يجري.
إنها أمسية تخص جنود القلعة مما يعني نزالاً و منافسة من أجل المتعة. كان الجنرال تشانغ ووك حاضراً، تسللت مو كونغ بين الحشود ثم حاولت الوصول الى المقدمة حتى تحظى برؤية جيدة فهولاء الجنود كانوا كالأشجار، يعيقون رؤيتها.
عند وصولها للمقدمة رأت النزال بين إثنين تعرفهما، الأمير شودو، المعروف بمحارب الظل.
ابن حاكم الشمال، و مينغ مك الذي عُرف بأكثر الأمراء اليافعين جسارةً في الإمبراطورية، وريث المملكة الغربية.القائد كي تونغ يان و الجنرال جي تشانغ ووك، و الوزراء و الشامان و آخرون لا يقلِّون هيبةً كانوا حاضرين و قد كان الخصمان يتنازلان بطريقةٍ مبهرة مباشرةً أمامهما.
هما لا يقلان خبرة عن بعضهما البعض.
والنزال كان مشوقاً، حتى أن مو كونغ نسيت الوقت و نفسها.. ارتفع القمر ولا زال النزال في أوجه، مينغ مك ثبَّت شودو على الارض بينما اعطاه الآخر ركلة تسبب في إبعاده و سقوطه قرب اقدام الجنود المشاهدين والذي جعل مو كونغ تتراجع بتفاجؤ للخلف، باقي الجنود الذين دفعوه للعودة إلى الملعب لم ينتبهوا لوجه مو كونغ. رغم أن ذلك كان مباشرة قرب قدميّها، مينغ مك اعطى مو كونغ نظرة متعجبة لكسرٍ من الثانية قبل عودته للحلبة، الأميرةُ كانت تركز بشدة على التحركاتِ المبهرة التي يقوم بها الإثنان لكنها لم تنسى انزال قبعتها أكثر نحو وجهها.
رأها تشانغ ووك فجأةً بين الحشود، هذا الوجه لا يمكن أن لا يُلحظ من قِبله.
لكن مو كونغ لم تنتبه له.
تشانغ ووك ابتسم عندما وضعت مو كونغ يديها على رأسها حينما تم إسقاط مينغ مك وتذكر عندما كانت تحضر تدريباته لتراقبه عن كثب و إنفعال.
و كيف كانت متعلقةً به و تذهب أينما ذهب.
ذلك جعل شيئاً ما بداخله يتحرك. هو لم يظن أن الأمور قد تسير على هذا النحو، أو أنه سيُجبر على الرحيل.
لم يكن يعلم ان الذهاب بعيداً سيأخذ منه كل هذا الوقت، نصف عُمر مو كونغ، لكنه على الأقل عندما كان بعيد عنها تأكد مما كان يحتاج لتأكيده، لم يعهد الجنرال حياةً عاطفيةً حافلة لكنه سعيداً بوجود مشاعرٍ إتجاه الزهرة.
انتهى النزال بفوز مينغ مك وتذكرت أميرتنا أخيراً هدفها الأساسي من الخروج هذه الليلة، تباً!
غادرت مو كونغ الساحة متجهةً نحو مجلس الحرب... بعد ملاحظتها أن أغلب الحُراس مجتمعون هنا للعشاء.
يجب التجسس على خططهم، فالاجتماع هذا الأسبوع وعليها معرفة ما سيجري قبل أي أحد. إن لم تعرف الآن لن تعرف ابداً.
مو كونغ حقاً تريد الإنضمام للمجلس و مستعدةٌ لفعل أي شيء للانضمام، لكن يستحيل أعطائها فرصة من قبل الأمناء. تنهدت بينما تدخل مكتبة المجلس... عليها معرفةُ ما يدور حوله المجلس هذه المرة بحق، هم يخفون شيئاً بما أن والد مو كونغ سافر إلى الجبهة الغربية، فجناح الاجتماع سيكون محروساً الآن ولن تستطيع الدخول. ستكتفي بالبحث في المكتبة قد تجد بعض الملفات المهمة...
والد مو كونغ وفّر لها تغطية لإهتماماتها السياسية و العسكرية حتى بلوغ الثامنة عشرة.. لكنه واجه ضغوطاً منعته من إثارة البلبلة في المجلس بعد ذلك لمُعارضتهم تواجد الإناث في الشؤون السياسية.. خصوصاً بعد حرب جينجو و التمرد الذي طال هُناك و ادى لتدمير الولاية والتسبب في خسائر دامت حتى وقفت الولاية على اقدامها مجدداً.

أنت تقرأ
مـو كـونغ هـوا «الزهرةُ الأبدية»
أدب تاريخيالتصنيفات: تاريخية، رومانسية، ما وراء الطبيعة. جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٣ ©