2.قربانا للنقاء

211 31 261
                                    

And then i met you...

_______________________________________

عادت تحمل كوبين بيدها يخرج منهما البخار، فتأمل الكوب الساخن الذي وضع أمامه، «هذا شاي بالأعشاب، الطقس بارد لذا سيساعدك لتشعر بالدفء.» قالت تشرب رشفة من كوبها تنظر له بثبات و حاجبين معقودين، كانت تجلس أمامه على الكرسي الخشبي بينما اخذ الأريكة، تفصل بينهما الطاولة.

لم يتحرك لثوان، يتذكر رؤية البشر يشربون و يأكلون اشياء كهذه، جسده لا يحتاج للطعام بل للمشاعر ، لاحظ نظراتها المثبتة عليه ليعيد بصره لها.

أمالت رأسها باستغراب، فقام بالمثل، لتزيد عقدة حاجبيها،  فأشارت للكوب ثم له تخبره أن يشربه، حرك نفسه يرفع الكوب ليقوم بما طلبت.

رمشت عدة مرات تستوعب الآن ماذا يحصل، «انت ألا يمكنك الكلام أو فهم لغتي؟» نطقت باستغراب تقرب كرسيها منه أكثر، حتى باتت قداماها تلمس خاصته، لينظر لها بملامح مبهمة يحاول ايجاد ما يجيبه بها.

فنبرتها بدت كمن يطالب بجواب شافي، لم تعطه الوقت الكافي ليفكر لتعيد سؤالها بطريقة مختلفة، أشارت له ثم رفعت يدها لفمها تحركها بشكل دائري كمن يتكلم، ثم قامت بالنفي بإصبعها دليلا على كلمة لا.

ففهم وأخيرا أنها تسأله إن كان يتكلم، ليستعمل الكلمة التي يعرف معناها «لا» كلمة قصيرة وحيدة ينطق بها كلما وجه أحدٌ ما كلامه له.

نظرت له بملامحه مصدومة وفم مفتوح، «انت لا تبدو اجنبيا حتى، كيف أعني-» تحدثتْ بضياع تنظر له، إذا لم يتلقى التعليم فهذا يعني انه لا يجيد القراءة و لكن الكلام أمر بديهي للجميع، هذا غريب.

غريبٌ حقا.

بالنسبة له عقله لايزال قيد التطور، عقله كطفل صغير بدأ للتو باكتشاف العالم، لديه لغته الخاصة وهي الصمت و الهدوء، لو تعلم كيفية الكلام فهو ليفهم ما يتحدث به البشر و ليس ليجيبهم، كي يفهم مَن  الجيد بينهم ومن السيء .

حمحمت الفتاة تنظر له، فرفعت يدها تشير لنفسها ثم قالت «أنا هيلين.» عرفته على اسمها، وبقي صامتًا ينظر لها بدون أي حركة، فظنت أنه لم يفهم ما قالته لتشعر ببعض الحزن لهذا.

وجوده بالخارج وهو لا يجيد التحدث أمر سيء، سيقع بالعديد من المتاعب بسبب صمته، فنظراته الخاويةعند التحديق بك مريبة ،لاحظتْ أن الثلج بدأ يذوب و يقطرُ عليه بعض الماء، فنهضت تأخذه من يده فتركه لها لتحمله بيدها.

نهض يهم بالرحيل، يتجه للباب، فشعرت بإرتباك شديد، كيف ستخبره أن يبقى هنا، ستشعر بالذنب لو تركته يرحل قد يقتله أحدهم بسبب سوء الفهم، لا يمكنه الذهاب هكذا.

اسرعت تتبعه تمسك قميصه تحاول التفكير بطريقة لإيصال المعلومة له،« إبقى هنا.» نطقت بإستعجال تشير لارضية المنزل ثم تحرك يديها بعشوائية أمام الباب كأنها تقول لا.

Personator| بيرسونايتر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن