مَفقُود

2.6K 113 259
                                    

°°°

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

°°°

فتحت عيوني بصعوبة بسبب الشمس ..
حسيت بحرارة فضيعة بجسمي والعرق مغرقني ..

بعض التراب كان بين ظهري وملابسي وراسي ينبض بألم وحاس بسائل يابس على جلدي ، قسم بالله يا إن أحداث ليلة أمس مرت على بالي فجأة في ثواني وفزيت بقوة وقمت متجاهل قد إيش جسمي مكسر ! حلقي جاف وثوبي وصخ ومقطع وبالقوة أمشي أصعد التل اللي طحت منه قدها الشمس بوسط السماء وحاارة تحرق ! حتى صوتي راح ! طلعت بصعوبة فوق التل وطحت على الأرض أتنفس بصعوبة وأحس إني بدأت أهوجس ! كتمة وحر وتعبان وكلي تراب ودم ولي فوق عشر ساعات منسدح والشمس تضربني وراسي ينزف ! أقسم بالله إني سمعت صوت نزار !

" تذكر لو أنمسكت إنت محد بينقذنا "
" وأسرع عشان ما يلحقون يسوون فيني شي "

توسعت عيوني لما تذكرت إني تأخرت عليه حيييل !! حفشت الثوب وركضت بسرعة لمكان المخيم وطحت وتقلبت ورجعت قمت أركض أرركض لين بدأت أشوفه ! بسرعة أسرعت لين وقفت قدام المدخل بخوف وما كان في أي شيء حرفيًا غير أثار مضاربتنا و .. دم بكل مكان ! إقتربت عاقد حواجبي فعلًا دم دم ! حلف بالله إن اللي نزف هالكمية ميت يعني ميت ! يدي ترجف وكل ما أتخيل إيش ممكن صار له تدمع عيوني ! مسحت الدموع بخشم أحمر وخرجت أدور على أي شيء يوصلني للبيت ! مافي أثار سيارات قده الهواء محى كل شيء كنت أدور وألف زي المجنون وأنادي بصوت بالقوة أسمعه أنا

" نزاار .. نزاار "

الجو كئيب والريح حارة وتجيب المرض ، تجيب لك شعور باليأس والحرارة والرمال اللي على مد البصر ! كنت أمشي بلا وجهة أو طريق بس أتمشى وأنادي بإسم نزار وأتلفت لعل ألمح طيفه من بعيد ، الدم والذباب اللي كانوا متجمعين حول الدم إنعادوا براسي وزفرت بيأس وأنفاسي ثقيلة وناديت وناديت ولا أحد لبى نداي ، ناظرت للسماء وطيحت نفسي على الأرض وغمضت عيوني بتعب وهمست

" يا رب ساعدني "

تذكرت قبل أعرف نزار وقبل يتوفى أبوي الله يرحمه ، لما أختي ملاك كانت تبكي لأنها حلمت فيني وإكتشفت بعدها إن كل أهلي حلموا فيني ، هذا هو تفسيره ؟ معقول حلمهم تحقق ؟ سبحانك ربي ! غربت الشمس وأنا من تل لتل من منحدر لمنحدر تعبان وعطشان وجوعان وحرّان ، كم صار لي أتمشى ؟ من الظهر إلى أن غربت الشمس وأرجع أطيح على الأرض وأفقد وعيي من التعب وأنا ظنيت وقتها إني بموت خلاص ! المخيم إختفى وضاع ولا دريت وين أروح ووين أغدي ! لكني صحيت ! صحيت مو عشاني ، عشان نزار ، جسمي يتحرك من وحده وأنا عيوني تدور لأي شيء ممكن يفيدني !

أُحـجِـيَـة | puzzleحيث تعيش القصص. اكتشف الآن