1| يـوم سـيــئ

643 54 64
                                    

«خـذ نـفـسـاً عـمـيـقـاً . . إنـه مـجـرد يـوم سـيــئ»

•••••••••••

في ليلة باردة يتخلل فيها صوت عزيف الرياح بين فُتحات النوافذ الضيقة يَبُث الرعب في كيان تلك الفتاة المتكورة على نفسها فوق السرير وتتلحف إضاءة مصباح غرفتها الاصفر.

نهضت كارين نحو خزانتها و مدت جسدها لتقف على اطراف اصابعها وسحبت حقيبة سفرها الوردية من فوق الخزانة الخاصة بها.

وضعت الحقيبة على السرير ثم فتحتها وأخذت تحشوها بملابسها الشتوية التي كانت تخرجها من الخزانة وتلقيها على السرير باهمال وقامت بعدها من نقل كل اغراضها الخاصة والضرورية ك وفرشاة أسنان، مشط وغيرها من الأشياء وتأكدت من وضعها داخل الحقيبة استعداداً للسفر.

تنهدت كارين بتعب وهي تجلس على السرير قرب حقيبتها ثم رفعت نظرها بإرهاق إلى جدران الغرفة.. لم يكن يرهقها توضيب اغراضها أو فكرة السفر بحد ذاتها بل كل ما كان يثقل كاهلها هو موت آخر فرد من عائلتها… وهي والدتها.

استقامت كارين واتجهت نحو أحد الجدران المعلق عليه العديد من الصور ومنها صورة عائلية وحيدة لأب و أم و طفلة .. كانت الطفلة تبدو سعيدة ومرحة عكس كارين الحالية تماماً.

اخذت كارين الصورة العائلية وعلى شفتيها ابتسامة حب واشتياق مختلطة بمرارة ودموع تنهمر على خديها وتسقط على الصورة..

لمست الصورة واوجه من طبعت وجوههم عليها ثم قالت بحزن"أتمنى لو انتما معي"

مات والد كارين منذ سنوات عديدة وتولت امها تربيتها لكن قبل أشهر قليلة ماتت هي الأخرى في حادث سير مروع مما جعل كارين ذات الثالثة و العشرين من عمرها تواجه الحياة القاسية في الخارج بين الوحوش كما تسميهم هي وكذلك لتألف العيش وحدها في ذلك المنزل الدافئ والذي سرعان ما أصبح بارداً كئيباً بعد رحيل والدتها.

مسحت كارين دموعها من على الصورة بكم كنزتها وعادت الى السرير وهي تحملها بين يديها باهتمام بالغ ثم وضعتها داخل الحقيبة وأحكمت إغلاقها.

رن أحدهم جرس المنزل ليرجف جسد كارين وتساءلت بوجه صامت وملامح مرتعبة عن من الطارق في هذا الوقت المتأخر من الليل.. ألقت نظرة إلى الساعة التي تتوسط جدار البهو لتتفاجأ أنها الساعة الثانية عشر ليلا.

دب الخوف في جسدها وترددت في فتح الباب بينما نبضات قلبها تزداد وتيرة سرعتها كل ما اقتربت نحو المدخل لتنظر في العين السحرية..

رِحْــلَــة غَــيْــر عَــابِــرَة |JJK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن