بتعابير مليئة بالأسى و الحزن راقب إيان بقايا منزله المحترق،لمن الصعب أن ترى البيت الذي عشت فيه رماداً!
إنحنى ملتقطاً حفنة من الرماد،أغمض عينيه و راح يتذكر حياته مع والدته فيه، فتح عينيه وهمس"كورنر ليبيرت...انت السبب و لن أسامحك!"."هل لي بدقيقة من وقتك يا بني؟".
نهض إيان ملتفتاً إذ بعجوزٍ وقفت وراءه.بعينيه البنيتين الحادتين،راقب كورنر الممرضة و هي تبدل ضمادات ليونهارت،ثم علق:"من الغريب أن يحصل معك ذلك الحادث..".
فرغت الممرضة من عملها،فأجابه ليون"لم أتوقع أن يحصل الأمر فقد كان سقوط العربة ضعيف الإحتمال".
صمت لبعض الوقت ثم أردف"قُذف بي بعيداً لم أعلم شيئاً عن أختي و لا عن رينا،بالكاد تمكنت من المشي حتى وجدت رينا تحاول إنقاذها".لم يقل كورنر شيء،فاستتبع ليون" كانت إحدى قطع العربة الحديدية مغروزة في صدرها،لم أتوقع نجاتها،حتى صدمتني رينا بأنها أبرمت تلك الصفقة اللعينة".
كانت نبرته كفيلة بأن يعرف كورنر من خلالها كم كان ليون غاضباً و محبطاً.
"لا أظن أننا سنعيش حياة هادئة من الآن و صاعداً!"،قال كورنر بضيق.نفث ليون بحنق و قال"على كلٍ،يبدو أننا مقبلين على معركة مميتة"، ابتسم بشكل مفاجئ و نظر إلى كورنر" ما رأيك؟ هل ستقامر معي كما كنا في الأيام الخوالي؟".
لم تكن لدى كورنر أي رغبة بالضحك و مع ذلك إستطاعت ان تفلت منه ضحكة خفيفة على جنون الأخير، و قال" حتى إن لم أرغب..هل سأترك ولي عهد مملكتنا يموت؟".
نهض ليون متحمساً" ممتاز!.. إذا سنركل مؤخرة ذلك المشعوذ و نعرّفه على أسياده!"."لكنكما لن تفعلا شيئاً قبل أن تلتئم جراحكما"،قالت رينا و هي تعدّل نظارتها.إلتفت إليها ليون"أنتِ حقاً أسوء مساعدة حصلت عليها".
مشى إيان برفقة العجوز و كان يحمل أمتعة كثيرة.
"أعتذر لأنني جعلتك تحمل كل هذا رغم إصابتك"،قالت العجوز.قهقهة إيان بمرح"لا تقولي ذلك!..ما كنت لأقبل بأن تحمليها لوحدكِ" .
توقفت العجوز و ابتسمت له"أنت حقاً فتى طيب..بوركت جهودك".
وضع الأمتعة أرضاً فقد وصلا إلى منزلها و قال" سعيدٌ لأنني خففت عنك ِ و الآن اسمحي لي".
عندما أدار وجهه يستعد للرحيل تفاجأ أنها أمسكت بساعده بلطف" ستكون وقاحة مني إن جعلتك تغادر هكذا ، هل تسمح لي باستضفاتك؟".حاول رفض طلبها و لكنها كانت أعند منه فاستسلم و دخل منزلها.
كان منزلها ذو تصميم بسيط،ملأته أعشاب غريبة هنا و هناك و كتب متناثرة في كل مكان،أدرك إيان بأنها ليست أي عجوز!"أهلاً بعودتك عزيزتي!".
صدر صوت من الغرفة المجاورة إلتفت إيان فقد كان عجوزاً آخر ...
"رائع... ياله من يوم مليء بالعجائز!" ، قال إيان في نفسه.
أنت تقرأ
أزوريا
Actionنتبع دائماً ما تؤمن به قلوبنا و نثق به ، لكن هل سيتحتم عليّ أن أخوض بكل ذلك؟! ... مهلاً .... أنا بالفعل أسير بطريق مجهولة ! بدأت أعيش حياة لا منطقية منذ ذلك الحين... كيف لا و هي أزوريا....