وقف إيان متسمراً قبالة تلك المخفية لهويتها،بالرغم من أنه أراد أن يسأل كيف اختلف الجنس فجأة،لكنه حبذ ألا يفعل ذلك.
"إيان كورنر..تدرك ما طُلب منك و أنه سيأتي يوم لا محالة تنفذه فيه"،قالت بصوت صارم و ثابت.أشاح بوجهه قليلاً ثم قال" خمسة أرواح مقابل حياة والدتي..كيف لي أن أنسى طلباً كهذ؟"
خيّم الصمت عليهما لفترة من الوقت و قالت" إتبعني.."بدا شعور القلق و الخوف يزداد في صدره شيئاً فشيئاً لكنه وجب عليه تنفيذ ما تريده.
غربت الشمس و اكتست السماء بالسواد الحالك.
وقفت أليس أمام المرآة في غرفتها تصفف شعرها الطويل بوجهٍ جامد قد امتلأ بالشحوب حتى نال كفايته.لمحت عيناها الذابلتين و جهها الهزيل،قد مضى ٣ أيام لم تنم فيها و لم تأكل أو تشرب شيء، بدت وحيدة بلا والدتها،ماتت الحيوية التي كانت تملأ منزلها.
خرجت من دوامة أفكارها عندما سمعت الباب يُطرق،أجبرت نفسها على المشي نحوه،حتى انها لم تسأل من كان الطارق،كانت كالجسد بلا روح.
عندما فتحت الباب تفاجأت بشخص يعانقها بشدّة،رمشت مرات متتالية لتستوعب ما يجري فتلاحظ أن ذلك الشخص كان إيان.
"إيان"قالت بنفس مخطوف.
فضّ عناقهما و كوّر كلتا وجنتيها بيديه" هل أنتِ بخير أليس؟"،قال بنبرة قلقة.
لم تصدق أنه أمامها بالفعل،لم تتمالك نفسها أمامه حتى انفجرت باكية"كلّا إيان.. كلا...أنا كل شيء عدا أنني بخير!"
شعر بالذنب ينهشه من الداخل لأنه لم يكن عوناً كافياً لها،كان كل شيء يزداد تعقيداً و تصبح الأمور أسوأ،لم يعلم ماذا يفعل.
هسهس باللعنات ثم عانقها مرة أخرى،لعل و عسى أن تشعر ببعض الأمان.
"هووه يا لها من صدفة!..أنا أيضاً كنت قادماً للإطمئنان على أليس"
نظر كلاهما إلى الباب إذ به هيدريت يستند على المدخل،رفع يده يحيهما مع إبتسامته البلهاء المعتادة.
إبتسم له إيان" ذهبت إلى منزل معلمك و لم أجدك هناك ..أين كنت؟".
ضحك هيدريت و وضع ذراعه على كتف إيان" كنت أبحث عنك أيضاً"
تنهد إيان مع إبتسامة صغيرة ثم عانق هيدريت هامساً في أذنه"هل يمكنني إبقاء أليس في عهدتك؟".
تفاجأ هيدريت من كلام إيان و قال"نعم".
بادل إيان العناق ثم لمح أليس بنظرة غريبة و ابتسم"إنها بيد آمنة".
ابتعد إيان عن هيدريت و اتجه نحو أليس مجدداً و قال" لا أعلم كم سيمضي من الوقت لكنني حتماً سأعود و ستكونين أمهر طبيبة في روهيم"
"إلى أين؟" قالت بنبرة راجفة.
إبتسم لها أكثر"إلى الجحيم!".
رسم هيدريت على وجهه إبتسامة من الشدق إلى الشدق.عكس أليس التي أزداد خوفها من الذي سمعته.
أمسكت يده" لن أسمح لكَ بالرحيل"
أبعد يدها بلطف و دس يده في جيبه يتناول شيئاً.
أنت تقرأ
أزوريا
Боевикنتبع دائماً ما تؤمن به قلوبنا و نثق به ، لكن هل سيتحتم عليّ أن أخوض بكل ذلك؟! ... مهلاً .... أنا بالفعل أسير بطريق مجهولة ! بدأت أعيش حياة لا منطقية منذ ذلك الحين... كيف لا و هي أزوريا....