الفصل الخامس: شهامة إمرأة

30 3 0
                                    


كان أول ما لفت إنتباهه تلك الندبة الغريبة،ثم تدارك الوضع قائلاً"آسف،كنت شارد الذهن".
إضطربت نبضاته عندما رآها تغلق الباب خلفها،فهو في مكان لا يعرف فيه أحداً،و لا يعلم إن كانت عدوة أم لا.
مشت ناحيته بخطوات هادئة،كانت نحيلة الجسد،حيث إرتدت ثوباً ريفياً دلّ على بساطتها.
إبتسمت قليلاً"لا تخف،أُدعى"كايّينا"،و أنا أعمل في هذا النزل لأكسب قوت يومي".
شعر بارتياح غريب عندما عرفت عن نفسها،و عندما فتح فاهه ليعرف عن نفسه سبقته بكلامها:"أنت إيان كورنر..أعرفك!".
تفاجأ بشدة عندما قالت اسمه،فبات الجميع هنا يعرفه بإسم"بيتر".

لم يستطع كبح فضوله و سألها"المعذرة .. و لكن كيف تعرفينني؟".
لاح شبح إبتسامة على وجهها قائلة"كيف لي ألا أعرف الشخص الذي أحضرته يداي؟".

سرت رعدة مزعجة في معدته عندما أمعن في نبرتها"مستحيل!" همس.

أصبحت تعابير وجهها مختالة جلست على السرير واضعة ساق فوق الأخرى"إن تجولت في المملكة و تلك العباءة تغطيني سيمسكون بي الحرس الملكي و سيُقطع رأسي بلا شك!".
كان لا يزال في لحظة إستيعاب أن المرأة التي جاء برفقتها هي ذاتها التي أمامه الآن،كان عليه أن يعترف أنها ممثلة بارعة!

كانت لا تزال ترمقه بنظرات غريبة و سمعها"إن هذا وجهي الحقيقي،و تلك اللطافة ما هي إلا وسيلة لإبعاد الشك عني".

وقفت على الأرض مجدداً و سارت نحو الباب و هي تقول:"المهم..الطعام جاهز،أنت لم تأكل بشيء بالتأكيد أحتاجك حياً لمهتك .. إتبعني".

تنهد إيان و نظر إلى النافذة" هل سيسوء وضعي أكثر؟"

نزلا عبر الدرج الخشبي متجهان لقاعة الطعام التي إكتسحها النزلاء،شعر بأعينهم تراقبه بهدوء،جعله ذلك يشعر بعدم الإرتياح.

"هل الآنسة كايينا ستخدمنا اليوم؟" ، قال أحد الزبائن.
ألقى إيان نظرة على الرجل، كان يشبه الوحش عضلات مخيفة و ندوب على وجهه.

لم يكن وحده بل جميعهم،شعر إيان بأنه كالقطة التي دخلت عرين الأسد.

ظهرت ملامح الضيق على وجه كايينا و أجابت"أعتذر يا سيدي!...أنا في خدمة هذا الشاب في الوقت الراهن!".

نظر الرجال إلى إيان و انفجروا ضاحكين كأنها القت دعابة ما.

جفل إيان عندما شعر الرجل يخطو باتجاهه،"هووه،هل تقصدين هذا الطفل؟!".

لم تجبه و بقيت صامتة،و تراقب ما الذي سيفعله.

و فجأة لم يعي إيان إلا قبضة قوية أمسكت بعنقه نحيفة.
انفجر الرجال بالضحك من جديد.

شعر إيان بأن روحه تخرج من جسده، لم يستطع التنفس،حاول إبعاد قبضته بيديه النحيلتين لكنه لم يفلح،نظر إلى كايينا التي بقيت ولم تحرك ساكنناً.

أزوريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن