part eight

6 3 0
                                    

استيقظ دانيال كعادته مبكرا ، قام بتجهيز نفسه و اتجه الى الجامعة ، لكن هذه المرة بقي واقفا عند المدخل ليتأكد ان نهى لن تهرب مثلما فعلت ليلة امس .
بعد مرور حوالي نصف ساعة من وصوله وصلت نهى هي الاخرى ليستقبلها عند المدخل مازحا :" خشيت ان تهرب ساندريلا مثلما فعلتي الامس "
ضحكة نهى ضحكة ساخرة و ضربت ذراعه ممازحة له و واصلت طريقها الى المكتبة :" لكن بنهاية المطاف ، الامير دائما يعثر على سنديرلا "
-" هه ، بالطبع "
                              "..........."
جلس كل منهما في المكتبة كعادتهما يقرآن كتابا ، كانت نهى غارقة في احداث الرواية التي تحملها بين يديها بينما كان دانيال غارقا في التفكير بشأن ما تحدث عن والده عليه الامس ، كان يتأمل السماء المغيمة تارة ثم يحدق بنهى و كأنه يريد ان يقول لها شيئا لكن الخوف يمنعه .
لاحظت نهى ان دانيال شارد اليوم عن غير عادته " هل يفكر الامير بشأن حذاء الاميرة التي لم يجدها ام ماذا ؟"
ضحك دانيال ساخرا من كلامها :" ماذا تفعلين عندما يصعب عليك الاختيار بين شيئين ، شيئين مهمين جدا ، حائرة ولا تدرين اي الخيارين صائب ولا يمكنك التحرك في احد المسارين "
"انصحك بأن تصلي الاستخارة ، اطلب من الله ان يرشدك الى الخيار الصحيح ، و ان يسير لك الامور في هاذا الطريق "
-" اه .. اجل .. شكرا على النصيحة "
"على الرحب ...؟"
"انا .. أظن اني سأغادر اليوم باكرا قليلا ، لدي اعمال مع .. والدي .. "
" لا بأس يمكنك ذلك!"
                              ".........."
عاد دانيال الى المنزل قبل فترة الغداء لتبقى نهى لوحدها في المكتبة ، تناولت وجبتها و غادرت بعد ساعة من شدة الملل.
                          "................."
عاد دانيال الى المنزل و لاحظت والدته انه عاد مبكرا اليوم
"لما عدت اليوم مبكرا ؟"
"اليس من حقي ان اعود مبكرا ام ماذا ؟"
" لا تتحدث معي بهذه الطريقة الوقحة! "
" ليست اول مرة ..."
" انت تماما مثل والدك ، لهاذا السبب لا اطيق رؤيتكما" ارتفع صوت صراخ الام و واصلت :" على الأقل اختك تسمع كلامي رغم انها عصتني و اتبعت والدها في مسألة ما ، الا انك و رغم أني حرصت على اربيك بأحسن طريقة ، لم اكن اسمح لك بإضاعة وقتك باللعب مع الاطفال عديمي الفائدة كما علمتك كل ما يجب ان تتعلمه حول دينك و حرصت على ان لا تسلك طريقا غيره"
قاطعها دانيال و هو يصرخ قبل أن يغلق الباب بقوة في وجهها :" تسمين هذه تربية مثالية ؟ حرمتني من طفولتي كبقية الاطفال انا و اختي فقط من اجل مفاهيمك الغبية هو النتائج الجيدة ، كنتي تضربينني لأتفه الاشياء بحجة ان الخطأ محرم علي و كأني لست بشرا ، اخطأت خطأ كبيرا حين اتبعتك و بقيت معك خوفا منك و لم اسافر مع ابي الى الخارج لأعيش الحياة التي لطالما حلمت بها كأي طفل عادي ، لهاذا السبب تخلى عنكي ابي عقليتك الفاسدة و عنادك هاذا و تربيتك الفاشلة ، اي ام تسمي نفسها مثالية و هي مثلك ؟ اختي تسكت لصراخك لأنها تظن أنه عليها ان تكون بارة بوالدتها الفاسدة لكي تكسب رضى الله و خوفا من ان تضربيها كما كنتي تفعلين بها عندما كانت طفلة ، لكني لست مثلها ، انا لا اتبع أي شيء بل مصلحتي ، و سأغادر بيتك الذي سلبتيه من والدي و أذهب للعيش معه ، لن امكث يوما آخر مع مريضة تظن نفسها أما مثالية ، اما اختي ندى فسوف ترتاح منك بعد ان تتزوج "
تسمرت الام مكانها و لم تعرف ما ترد على كلام ابنها ، قال دانيال كل ما أراد قوله منذ سنوات ، تكلم دون توقف و دون تردد و كأنه يخرج ما كان يضيق صدره منذ كان طفلا ، جمع ملابسه و كل ما يحتاجه لدراسته و غادر بعد ان تمنى لأخته الصبر و أنه سيتواصل معها عبر رقمها ثم اغلق الباب بقوة و خرج .
" أظن أنه فعل القرار الصائب " قالتها ندى بهدوء و هي تغلق باب غرفتها بسرعة قبل أن تضربها امها كعادتها :" لا اطيق حتى يحل الصيف و اخرج من هاذا المنزل ايضا ".
أتصل دانيال بوالده الذي اتى فورا ليأخذه الى منزله الذي ليس ببعيد ، استقبله بحرارة في منزله الجديد و دله على غرفته.
كان المنزل واسعا و جميلا ، كانت غرفة دانيال تماما كما حلم بها من قبل ، شعر أنه حقا يتنفس هواءا جديدا بعيدا عن دخان منزل والدته .
القى بنفسه على سريره و غط في نوم عميق محاولا نسيان كل ما حدث .

الكتاب الاخيرWhere stories live. Discover now