part ten

11 2 0
                                    

عادت نهى الى منزلها بعد ان اوصلها دانيال ، غيرت ملابسها و جلست تتأمل الكتاب الذي اعارها دانيال و كلها فضول لتعرف مالذي أراد أن يخبرها في نهاية هذه الصفحات .
تجتاز نهى امتحان لثلاث مواد فقط لأن تخصصها سهل و لا يتضمن الكثير من المواد ، و كانت بالفعل قد راجعت جميع دروسها لذا جلست تقرأ كتاب دانيال بدلا عن ذلك .
"رواية maybe in another lifetime ، تصنيفها رومانسي على الارجح ، لم اكن اعلم ان دانيال يحب مثل هذه التصنيفات مثلي ، لكنه رغم ذلك ، و انا واثقة كل الثقة بأنه يخفي شيئا عني ، ليس ما يريد ان يخبرني به داخل هذا الكتاب ، بل شيء اخر ، اكبر بكثير ، كما أنه لم يتحدث اطلاقا عن عائلته من قبل حتى عندما أحاول ان اسأله عن سبب خلاف والديه يرفض ان يجيب ، ربما لا يحب التحدث في هذه الامور الشخصية فحسب ، ايا يكن سأبدأ بقراءة كتابه هاذا . "
                            ".............."
خلال اسبوع الامتحانات لم تلتقي نهى بدانيال أبدا ، بل اكتفت بالإطمئنان عليه عبر الرسائل الالكترونية كما كانت تؤكد له انها تقرأ كتابه .
انتهى اسبوع الامتحانات الا ان نهى لم تنتهي من قراءة الكتاب بعد بسبب كثرة الدروس في الجامعة ، اعتذرت من دانيال و طلبت منه ان يمهلها ثلاثة ايام اخرى او اربع لكي تنتهي منه كونه طويلا نوعا ما .
اصبر دانيال خلال تلك الفترة ان لا يلتقي نهى لسبب لم يرد ان يفصح عنه ، الا انهما اتفقا ان يلتقيا فور ان تنتهي منه .
                              ".............."
*الثانية زوالا*
" آخر صفحة .. أمل ان اكتشف مالذي يريد دانيال قوله لي ، لأني .. اخشى اني لم اكتشف شيئا حقا و هاذا سيكون مخيبا له و محرجا لي "
تابع نهى قراءة آخر صفحة من الرواية في توتر و تركيز محاولة معرفة الشيء المهم ، ابتلعت ريقها بصعوبة بعد ان وصلت لآخر فقرة و لم تجد شيئا بعد ، لكن اوه !
" تنهد و كأنه مختنقا بكلام كثير و اضاف : maybe in another lifetime , I'll make you mine "
                                "............"
"مالذي .. مهلا .. لا تقل لي ... هاااا!"
مدت نهى يدها التي ترجف من التوتر و اتصلت بدانيال .
" هل انتهيت من قراءته أخيرا ؟"
"اجل .. "
" لنتقابل عند الحديقة "
"أراك هناك اذا "
                                "..........."
اتجهت نهى بخطوات مسرعة لا تجد تفسيرا لها الى الحديقة التي اعتادت ان تقابل دانيال فيها ، كانت تشعر بسعادة مختلطة بتوتر او قلق مع شيء من الحيرة في آن واحد ، لم تكن تعرف مالموقف الذي تتخذه ، فتاة في العشرين من عمرها تتلقى اعترافا لطيفا من صديقها ذي ال21 عاما ، نهى المتمسكة بدينها لا تريد ان تكون في علاقة محرمة مع صديقها العزيز عليها! صديقها الذي لا يمكنها امضاء يومها دون مقابلته و الحديث معه ، صديقها الشخص الوحيد الذي تشعر معه بأنها بأمان و تثق به في أي موقف كان ، صديقها الشخص الوحيد الذي تتصرف معه على طبيعتها ، دانيال .. الشخص الوحيد الذي يفهمها دون ان تتكلم حتى ، يفهمها من رسالة نصية واحدة او من تعبير وجهها ، هاذا الشخص الذي عرفته منذ حوالي شهرين و اصبح كل اشخاصها و اصدقائها دانيال الذي كلما نضرت اليه او سمعت صوته تشعر و كأن الدنيا لازالت بخير تشعر و كأنه هدية من الله إليها ليواسيها ، الشخص الذي بمجرد رؤيته يتحول كل اضطرابها الى سعادة و راحة و الذي لا تريد مفارقته عند حلول المساء ، الشخص الوحيد الذي احتواها بين ذراعيه عندما انهارت و وجدها رغم اختفائها عن العالم ، الشخص الذي لطالما تجاهل مشاكله فقط ليسعدها ... هل هاذا هو ما يسميه الناس حبا ؟
                            "................"
وصلت نهى الى مدخل الحديقة ، تسمرت في مكانها عندما لمحت دانيال واقفا مستندا على شجرته المفضلة بإنتظارها ، اضطربت نهى بشدة و اخذ كل جسدها يرجف ، تقدم بخطوات بطيئة مرتعشة نحوه و ما إن احس بقدومها التفت ليرى كم تبدو خجلة و متوترة على غير عادتها ، هل اكتشفت أخيرا مالذي يريد ان يخبرها به ؟
" مساء الخير"
"ممم مساء الخير"
" هل ضربك احدهم على وجهك ؟ لانك محمرة للغاية " اطلق دانيال ضحكة مرحة ليجعلها تنسى توترها قليلا " تفضلي بالجلوس لما تقفين مثل الاشجار " .
لم تستطع نهى اخفاء ضحكتها من كلام دانيال و تقدمت لتجلس بجانبه تحت ظل الشجرة
" انا .. " اخرجت نهى الكتاب من حقيبتها و مدتها الى دانيال " انتهيت من قراءته للتو"
اخذ دانيال الكتاب من يدها و رماه بهدوء على حجره ، ساد الصمت بينهما للحظات حتى قاطعه دانيال :" مالذي اخبرك الكتاب به ؟"
"لست .. لست متأكدة مما علمت"
"اخبريني لكي اصحح معلوماتك ان كانت خاطئة "
احمرت نهى اكثر و بدأت تتلعثم في الكلام ، لم تعرف كيف تخبره بما تظنه .
" هل تتلعثمين أثناء تفكيرك بصوت غير مسموع ايضا ؟ اريد أن تقولي ما يدور ببالك بغض النظر عن ما يكون ، اريد ان اعرف "
"انا .. لا أدري كيف .. انا .. "
" في أي صفحة ؟"
" الاخيرة "
" اي سطر ؟ "
"آخر جملة "
" هه ، وجدتيها بالفعل "
"مم..."
"ربما لم تكن جملة واضحة تماما لكي اوصل لك ما اريد قوله "
"اجل .. نوعا ما "
" الصفحة 125 ، السطر السابع "
" لطالما .."
"احببتك ."

الكتاب الاخيرWhere stories live. Discover now