1_الظل في الظلام

486 27 6
                                    

أهلا بكم في صفحات هذه الرواية ، على إنظمامكم الى قراءة هذه الرواية .

تذكروا أن كل ما فيها من أحداث وشخصيات هو من خيال المؤلفة. حقوق التأليف محفوظة للكاتبة هديل رابحي. يُمنع نسخ أو توزيع أي جزء من الرواية دون إذن.

استمتعوا بالقراءة.

هديل رابحي

_
مقدمة

"في عالم تتداخل فيه الأضواء والظلال، حيث كل حقيقة تخفي وراءها سراً، قد تكون الحياة أكثر من مجرد قصة تروى. بين سطور الكتب وتحت قسوة الزمن، يمكن للكلمات أن تتحول إلى شفرات تسبر أغوار النفس البشرية. هنا، نكتشف أن المغامرة الحقيقية تكمن في رحلة البحث عن الذات وتحدياتها، فربما تكون الأسرار هي المفتاح لفهم أعمق للحياة، والتغلب على الأنساق المظلمة التي تسيطر علينا."

_______


سويون، ابنة رئيس الوزراء. اسمٌ رنان، يرتج صداه في أروقة السلطة.

لكن خلف هذا الاسم يكمن عالم آخر، عالمٌ لا يعرفه سوى قلبي الذي تتضارب فيه المشاعر.

كان ثقل اللقب يجثم على صدري، يخلق في داخلي مزيجًا متناقضًا من الفخر والغضب. كراهيةٌ شديدةٌ للأوهام التي رُبطت بلقبي هذا، وإحساسٌ بالمسؤولية يكاد يخنقني.

أيامي كانت تمضي بثقل، وأنا أسعى جاهدة لكسر قيد الخوف الذي سلبني راحة البال.

لم أكن سوى شبحٍ من نفسي، أحاول أن أجد طريقي بين ظلال الماضي، وبين أحلامٍ أُجهضت قبل أن ترى النور.

في ذلك اليوم الذي غادرت فيه جامعتي، كان قلبي يخفق بنبضات الفرح.

أحلامي كانت زاهية، وكنت أشعر بأن المستقبل ينتظرني بذراعين مفتوحتين. كنت أعود إلى منزلي، حيث تنتظرني دفء الأسرة .

لكن فجأة، شعرت بشيءٍ يقترب مني. كان هناك شخصٌ يتبعني، ظلُّه يلاحقني .

شعرت بقلبي يتسارع، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة. كانت الصور تمر أمام عيني بسرعة، كأنها تحذير من شيء قادم، من ماضٍ قديم قد يعود ليطاردني.

رغم الخوف الذي سيطر على قلبي، بدأت أشعر بشجاعة تتجدد في داخلي.

لن أسمح لهذا الخوف بأن يتغلب عليّ هذه المرة. قررتُ أن أقاوم، أن أستمر في السير، مهما كانت العواقب.

ركضتُ بأقصى سرعتي، أحاول الابتعاد عن ذلك الشخص المريب.

توجهت نحو زقاق ضيق، حيث شعرت بأن حكايتي بدأت تأخذ منعطفًا جديدًا.

كنت أبحث عن المساعدة، واعتقدتُ أنني قد وجدتها لدى مجموعة من الأشخاص الذين كنت أؤمن بتعاونهم.

لكن سوء حظي كان أكبر مما تخيلت. اكتشفتُ أنني قد وقعت في فخٍ مميت.

كان هؤلاء الأشخاص عصابة مافيا، وكان زعيمهم يُدعى تاي مون. الأمل الذي كان ينبض في قلبي تحول إلى رماد، وكل خيبةٍ انعكست على وجهي كمرآة تعكس حزني.

اقتربتُ من تاي مون، ذلك الزعيم الذي لم يكن يُميزني سوى ضوء القمر المكتمل.

كان هذا الضوء بمثابة منارة ضعيفة تحاول أن ترشدني في تلك الظلمة الحالكة.

في تلك اللحظة، شعرت بأن حياتي قد انقلبت رأسًا على عقب. شعلة الصمود التي اندلعت في داخلي كانت تخبرني بأنني لن أستسلم.

تظاهرت بالخوف والضعف، لكن في داخلي كنت أعلم أنني أقوى من ذلك. كان التمثيل مجرد وسيلة للنجاة، وسيلة لأتمكن من الفرار من هؤلاء الأشرار.

عندما طلبت المساعدة من زعيمهم، كان رده ساخرًا، وكأنما يراني فريسة سهلة.

"هل هذه فتاة ؟" سأل بضحكةٍ ساخرة، وهو يتأملني بنظرةٍ مليئة بالاحتقار.

نعم ، إنه حظي اللعين، كنت شبه مكفوفة، غارقة في تلك الظلمة التي لا تنقضي. لم يكن هناك وجود للأضواء، وكان ضوء القمر الوحيد هو ما ساعدني على رؤية طريقي بصعوبة.

اقترب مني ذلك المنحرف وهددني بكلمات مخيفة: "أخرجي ما عندك والا سأقتلك."

شعرت بالرعب يخيم على ذهني. ما الذي جعله يظن أنني أملك ثروة كون والدي رئيس الوزراء؟

لم يكن في جيبي سوى قطعة نقدية واحدة، وهذا الحقيقة التي أزعجت ذلك المنحرف بشكل كبير.

انفجر غضبه وحاول التقرب مني بشكل مخيف، حتى كاد أن يضربني.

وفي هذه اللحظة الحرجة، ظهر الفارس الذي لم أكن أتوقعه.

ركل زعيم المافيا تاي مون الشخص الذي كان يهاجمني، كان صوته مليئًا بالغضب وهو يقول: "ما الذي تفعله أيها الأحمق؟ من أمرك بضربها؟"

لكن سرعان ما شعرت بيدٍ قاسية تمسك بشعري، وصوتٌ بارد يتردد في أذني، "وأنتِ، تطلبين المستحيل..." كانت كلمات الزعيم تاي مون تشعرني بالخوف، لكن في نفس الوقت كانت تثير فضولي.

"هل أنتَ معي أم ضدي؟" سألت بتوتر، وجدت نفسي محاطة بجدارٍ مظلم كُتبت عليه كلمات قذرة. كان فضولي يدفعني للسؤال، لكنني كنت أعلم أنني قد وقعت في فخٍ آخر.

همس في أذني قائلاً: "إذهبي من هنا، هذا المكان ليس لكِ." كانت كلماته غامضة، لكن قبل أن أفهم ما كان يحدث، سحبني بسرعة في اتجاهٍ آخر. حاولت رؤية وجهه، لكنه اختفى قبل أن أتأكد من ملامحه.

ما تبقى في ذهني كان ظله، ظلٌّ وسيم، هو ظله الوسيم. إنه وسامة لا تصدق، ولكن بقيت محاطة بالتساؤلات والغموض حول هذا الرجل الغامض الذي ظهر في حياتي بشكل مفاجئ.

يتبع...




أحببت صاحب الظل الوسيم /  Handsome shadow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن