10_ بداية الرحلة

32 7 6
                                    

"يجب أن يكون هناك دليل قوي لإثبات كل جرائمه"، قالت بوك جو بوجه عابس يعكس عمق القلق الذي تعيشه.

نظرتُ حولي إلى الوجوه التي تجمعت للاستماع، ثم قلت، "صحيح، تذكرت أن لدى والدي مكتبًا في منزلنا، ولا يُسمح لأحد بالدخول إليه."

سأل جويون بفضول، "لماذا لا تحاولين الدخول إليه خفية؟"

"هل أنت مجنون؟ هذا شبه مستحيل"، أجبتُ، وقد ارتسمت على وجهي علامات الاستسلام.

"ألم تجرّبي الدخول إليه من قبل؟" أصرّ جويون.

أغمضتُ عينيّ للحظة، مسترجعةً ذكرى مزعجة. "لا أريد تذكر ذلك. في أحد الأيام، انتابني فضول شديد حول المكتب الذي كان والدي يخفيه عنا. ظننتُ أن هناك امرأة مختبئة هناك. توجهت إلى المكتب، ولم ألاحظ وجود والدي. أذكر ذلك اليوم جيدًا، فقد بقيت محبوسة في غرفتي لمدة أسبوعين كاملين، لولا أن أمي أقنعت والدي بأن يتركني أخرج."

أنهيتُ كلامي، وكنت أشعر بنظرات الشفقة تتجمع عليّ. لطالما ظن الجميع أن والدي شخص مسؤول وجدير بالثقة، لكن الحقيقة أنه كان مجرد وحش يسعى للسلطة والمال.

"إذاً، من المحتمل أن نجد كاميرات مراقبة في مكتب والدك"، أضاف تاي مون، مع إشارة إلى أهمية ما قال.

"صحيح، بعد هذا الحادث، وضع أبي كاميرات مراقبة في كل مكان. إذا لم يكن شكي صحيحًا بشأن وجود امرأة، فهذا يعني أن والدي يخفي شيئًا مهمًا يجعله يتصرف بهذه الطريقة."

كان اليوم مخصصًا لمناقشات الفريق فقط. بعد أن تخلى تاي مون عن عصاباته، أدرك تمامًا أن تلك العصابات لم تكن تفيده بشيء.

"لماذا لا نذهب لتناول شيء أو نشرب القهوة؟" اقترح تاي مون، وهو يبدو أكثر استرخاءً من المعتاد.

كان التغيير في سلوك تاي مون واضحًا جدًا. لم أكن أعرف السبب الحقيقي، لكن ربما كان ذلك بسبب بدءه في بناء الثقة بالناس من حوله بعد أن فقد ثقته في الجميع. كانت هذه المرة الأولى التي يدعونا فيها لشرب القهوة. لم نود إخباره بما نخطط له، فتركناه ليكتشف الأمر بنفسه.

وصلنا إلى المقهى، حيث قالت بوك جو، "جويون، لدي عمل أقوم به، هل يمكنك مرافقتي؟"

"لا، شكرًا، أريد شرب القهوة"، أجاب جويون، وهو يرفع كوبه.

"اخرس، أيها الأحمق، اتبعني"، أمرت بوك جو، بإصرار لا يقبل الجدل.

"ألا تفهم؟ أريدهما أن يبقيا معًا"، قالت بوك جو، كأنها توصي بشيء ثمين.

"آه، هكذا إذن."

"كوبان من الأمريكانو المثلج، من فضلك"، طلب تاي مون من النادل، بينما استقرت النظرات على ملامحه المرتبكة.

ثم تقدم رجل نحوي، قائلًا، "عذرًا، هل أنتِ الآنسة بارك؟"

"نعم، ومن أنت؟" سألت، وقد تساءلت عن سبب اهتمام هذا الرجل.

"عجبًا، هذه أنتِ؟ لا أصدق أنني أصادفك هنا. هذا مذهل."

"هل تعرفني؟"

"بالطبع، أنا معجب بك منذ وقت طويل. أنتِ ابنة الرئيس بارك، وأنتِ جميلة جدًا. لحظة، تفضلي، هذه بطاقة عملي."

جلس تاي مون أمامي، واضعًا قدميه فوق بعضهما، وبدأت ملامحه تعكس القلق.

"الرئيس التنفيذي؟" سأل تاي مون، وهو يقرأ بطاقة الرجل.

"عذرًا، هل هو حبيبك...؟"

"لا، إنه مجرد شخص أعرفه"، قاطعته بسرعة، مفسحة المجال لتفكير تاي مون في حديتنا.

نظر تاي مون إليّ باستغراب، وملامحه لم تكن توحي بالراحة.

"من الجيد سماع ذلك"، قال الرجل، وجلس بجواري، بينما كانت الغيرة في عيني تاي مون واضحة كالشمس في منتصف النهار.

"الصيف الماضي رأيتك من بعيد بجوار والدك. أراهن أنك لا تتذكرين، لكنني رأيتك عن قرب وزاد جمالك. لا أصدق أننا نلتقي هنا."

"هذا ما ندعوه بالقدر"، أردت أن أقول ذلك لأرى رد فعل تاي مون.

"القدر؟" تعجب تاي مون، كما توقعت.

"آمل أن يسمح لنا القدر بالبقاء على تواصل. إذا كان لديك وقت، يجب أن نلتقي لتناول الطعام."

"بالطبع يمكننا."

نظر إليّ الرجل بنظرة غير مفهومة، ولكنه أصرّ على تجاهلي واستمر في النظر حوله كأنه غير مهتم.

"تفضلي، أنستي، هل تكتبين لي رقم هاتفك؟"

"هل ستكتبينه حقًا؟" سأل تاي مون، وكنت أرى كيف كاد الكأس الذي في يده أن ينكسر من شدة غضبه.

أردت أن أستفز تاي مون قليلًا، لذا كتبت رقمًا مزيفًا دون أن يلاحظ ذلك بسبب غضبه.

"عذرًا، سيدي"، قال الرجل لتاي مون، "هل يمكنك أن تلتقط صورة لنا معًا؟"

"آسف، لا يمكنني التقاط الصورة. هل يمكنك تركنا وحدنا من فضلك؟" رد تاي مون بغضب.

"أنا آسف، سأنصرف الآن، سنتحدث لاحقًا."

لم أكن أريد أن تتصاعد الأمور، لذا تركته يغادر.

"هل أنت مشهورة أم ماذا؟" سأل تاي مون، وهو يبدو متجهم الوجه.

"نعم."

"يجب عليك أن تهتمي بدراستك الآن. ولماذا تعطيه رقمك وأنت لا تعرفينه جيدًا؟ وأيضًا، هو يكبرك كثيرًا في العمر."

"ما الخطب؟"

"لا شيء. اذهبي إلى المنزل، يجب أن أذهب الآن."

ذهب، ولكنني وقفت في وجهه، قائلةً، "هل تشعر بالغيرة؟"

"لا تكوني سخيفة. القدر... هراء." دفعني بعيدًا واستمر في طريقه.

"لماذا هو غاضب؟ ما الخطأ الذي ارتكبته؟"

"لماذا يجب أن تكوني ودودة أكثر من اللازم؟ هذا غير ضروري. أنت تعرفين كيف  تصفي أي شخص بالوسيم وتخرجين لتناول الطعام مع شخص لا تعرفينه حتى"، قال تاي مون وكأنه يتحدث إلى نفسه.

أحببت صاحب الظل الوسيم /  Handsome shadow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن