15_ النهاية

53 7 2
                                    

عندما وقفت أمام باب المستشفى، كان قلبي ينبض بسرعة وأنفاسي تتقطع.

لم أكن أدري كيف سأواجه والدتي. هل أعود أدراجي وأختبئ أم أكون قوية وأواجه الواقع؟ وفي تلك اللحظة، علمت أن والدي حكم عليه بالسجن الأبدي، مما جعل الخوف يجتاح جسدي ويشوش أفكاري. لم أعرف إن كانت مشاعري فرحًا أم حزنًا، اكتفيت فقط بالاستماع إلى قلبي وما يدلني عليه.

رغم كل ما حدث، سيبقى والدي في قلبي وذكرياتي. لكن في النهاية، سينال الجميع جزاء جرائمهم.

_"مابك سويون؟" قاطع تفكيري صوت تاي مون. 
_"لا أشعر أنني أريد الدخول، أنا خائفة." 
_"لماذا؟ لا تقلقي، أنا بجانبك. عليك مواجهتها." 
_"أخشى أن تأبى التحدث إلي." 
_"وما أدراك؟" 
_"لا أعرف، أخشى هذا فحسب." 
_"يجب عليك التحدث مع والدتك." 
_"وماذا لو رفضت التحدث معي؟" 
_"ستعرفين حينها، وعندها يمكنك الكف عن القلق بشأنها ولن يكون عليك الخوف بعدها." 
_"لا أدري؟" 
_"حاولي، أنا واثق بأنها تفتقدك كثيرًا."

منحت لنفسي بعض الوقت لأهدأ، أخذت نفسًا عميقًا، وقررت أخيرًا مواجهة الموقف. فور دخولي، وجدت نفسي أمام والدتي التي نظرت إلي بعيون حادة. 
أمي: "ما الذي تفعلين هنا؟ لماذا جئتِ؟" 
شعرت بالصدمة، مما زاد توتري: "أمي، أنا هنا لأكون بجانبك." 
بقيت عبوسة ورفضت النظر إلي: "أنتِ لم تكوني هنا في اللحظات الصعبة، والآن تأتي لتظهري دعمك؟ لن تغيِّري شيئًا بقدومك هذا."

عندما بدأت أخاطب أمي، شعرت بأن هناك شيئًا قد تغير فيها. لا أعرف ماهو، لكنها دائمًا ما تظهر نفسها صعبة المراس. بدا وكأن جبلًا ضخمًا من الهموم والمشكلات قد زال ببطء من على ظهرها.

شعرت بأنني رأيت جانبًا جديدًا من أمي. كانت هذه اللحظة تذكيرًا بأن خلف القناع الصعب الذي قد تظهره الأمهات يكمن قلب رقيق ومشاعر عميقة.

شعرت بأنني لا أستطيع مواصلة الجدال معها. لذا قررت أن أمنحها قليلًا من الهدوء والاستراحة. تركتها تتنفس وأبتعدت لأعيد ترتيب أفكاري ومشاعري، ولأعطيها المساحة التي تحتاجها لأن تفعل الشيء نفسه.

عدتُ أدراجي، وها هو تاي مون ينتظرني في الخارج. لم أتمالك نفسي، فركضت مسرعة نحوه. حينما وصلت إليه، حضنته بقوة، لا لأعبر عن شكري فقط بل حبي له أيضًا، لطالما بقي إلى جانبي.

_"هل أنت بخير؟ أخبريني كيف سار الأمر." 
_"سأخبرك لاحقًا، هل يمكننا البقاء هكذا قليلاً؟"

لم تمر سوى دقائق، وجدت نفسي في أروقة منزلي، تتجول أفكاري بين زواياه المختلفة. تفحصت غرفتي بتأنٍ، كأنني أقرأ كتابًا يحكي عن حياتي. هنا، حيث تسكن ذكريات طفولتي المكسورة، وهناك، حيث ازدهرت قوتي وشجاعتي من خلال كل هذه المصاعب التي واجهتها.

تسللت الهدوء وسط صمت اللحظة، وأدركت أنني أترك ورائي لحظات مؤلمة وأنني سأفتقد قفصي هذا بشدة.

أحببت صاحب الظل الوسيم /  Handsome shadow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن