11 _ وضع الخطة

26 8 1
                                    

كان الليل قد غمر المدينة بالظلام العميق، كقبلة وداع للنهار.

أنقذني تاي مون، بطلي الشجاع، من مأساة قريبة. شعرت أن الأمور بدأت تتحسن تدريجيًا بيننا ، لطالما  ظل يقدم تضحيات من أجلي ، وهذا ما جعلني أشعر بالأمان بجواره ...

استفقت صباحاً على صوت طائر الروبين الذي كان يُحيي الصباح الهادئ. رفعت يدي بتمدد لكي أمحي أثر النوم من عيني، وتوجهت نحو نافذتي المفتوحة. تأملت شمس الصباح التي شعرت أنها تبتسم لي بدفء، وكأنها تهمس لي ببداية يوم جديد.

بعد سرعة الاستحمام والتجهيز، انطلقت إلى المطبخ لأجد ما أتناوله. ليس من عادتي الأكل في الصباح، لكنني أردت أن يكون هذا اليوم مختلفاً. احتضنت فنجان القهوة الذي أعدته لي الخادمة وتوجهت إلى الشرفة، أخذت نفساً عميقاً من الهواء النقي.

خرجت من بيتي متأملة بأنني سألتقي بتاي مون، لكن لم أجده. ذهبت إلى جامعتي ودخلت القاعة، لم أجده هناك أيضاً. تساءلت بقلق: "لماذا هو ليس هنا؟ أتمنى ألا يصيبه أي مكروه."

جلست في مقعدي وفتحت كتابي المفضل لقراءة بعض صفحاته إلى حين دخول المعلم. لم يكن هناك أحد في القاعة لأنني وصلت باكرًا. فجأة، سمعت صوت أقدام تتجه نحو باب صفي. فتح الباب وكان تاي مون، كدت لا أتعرف عليه. كانت تبدو ملامح التعب والإجهاد بوضوح على وجهه. عيناه باهتتان وتحتهما حقائب صغيرة، وانزياح طفيف في ملامح وجهه وعلامات الإرهاق، يظهر بمظهر أقل نشاطًا وحيوية من المعتاد.

"ما الذي يحدث له بحق؟" تعجبت حقاً من مظهره، لم أره هكذا من قبل. "ما الذي يحدث لك؟" لم أستطع منع نفسي من سؤاله.

"لا شيء."

"هل تعاني من الكذب المرضي؟ وجهك يقول عكس كلامك."

"لا تقلقي كثيراً، كانت الأمور صعبة قليلاً البارحة."

"لماذا تتحدث بألغاز هكذا؟ هل أنا محققة كونان أم ماذا؟ أوضح كلامك."

"تعرضت لهجوم من قبل العصابة، بعد سماعهم لخبر انسحابي وأن جميع خططنا ألغيت."

لم أتوقع الأفضل من هذه العصابة منذ البداية، رغم أن تاي مون قوي بما فيه الكفاية، إلا أنه لن يستطيع التغلب عليهم وحده.

"لا تقلق، أنت قوي وشجاع بالقدر الكافي، سنمر بمواقف صعبة ويمكننا تجاوزها معاً."

ألقى بصره في عيني وتأمل فيها. كانت عينيه مشتعلة بلمعة خاصة من الحب والتأثر، كما لو كان يرى داخل قلبي ويشعر بكل كلمة قلتها. جعلتني هذه النظرات محط ثقتي بأننا سنتجاوز كل هذا معاً.

"صحيح، هل ستضع الخطة اليوم؟"

"نعم، لقد حضرت مخططاً لهذا."

"هذا جيد."

بعد انتهاء الدوام، اتصلت بوالدتي: "مرحبا أمي، سأتأخر الليلة. سأتوجه إلى بيت بوك جو من أجل المشروع. لا تنتظروني."

أحببت صاحب الظل الوسيم /  Handsome shadow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن