أَمطَارٌ

1.5K 190 99
                                    

‏جلستُ في مكانٍ مختلفٍ كل يومٍ ، لم أرغب أن يلاحظني أحد ، كلما حطتْ علي انظارٌ كنتُ أطفو ، و كأن من لمحني سيتذكرني للأبد ، ليس ذنبي أن ساقي لا تهدأ ، ليس ذنبي أني لستُ هنا ، بينما أنا موجود منذ الأمد .




إنها بالأشياءِ الصغيرةِ التي لا يلقي لها أحدًا بالًا، إنها بعناقٍ لحظةَ هلعٍ، ابتسامةٌ بين أشواكٍ حادة، بغداءٍ معدٍ بحب ، بشطيرةِ دجاجٍ عاديةٍ على مطلٍّ اعتيادي،

ما يملكهُ يونغي كان أكثر من مجردِ كلماتهِ المُراعية بنظرِ جيمين ، يونغي يحتويهِ من كل المنافذِ غير سامحٍ لأي سلبيةِ أن تتسللَ إلى عقلهِ ، و هذا أكثرَ ما تاقَ إليهِ جيمين في أوقاتهِ العصيبةِ،

لقد نامَ الأصغرُ تلك الليلةَ على الأريكةِ كالعادةِ و لكنهُ حلمَ بالسماءِ،

بسببِ يونغي هو أمسى يحبُ القمرِ كثيرًا، هادئ و يتغيرُ ببطئ ، بكلّ أطوارهِ ترى جانبًا فريدًا منهُ، لا يعقلُ كم أن يونغي يشبهُ القمرَ !

جعدَ حاجبيهِ بانزعاجٍ بسببِ الضجةِ التي أفسدتْ هدوءَ نومهِ، فتحَ جفنيهِ تدريجيًا و شعرَ بها تكادَ تُغلقُ من تلقاءِ نفسها ،

الشمسُ بالكادِ شرقت ، ما الذي يجري في الخارج؟

نهضَ عن الأريكةِ و بالكادِ يرى أمامهُ ليفتحَ النافذةَ ينظرُ إلى الخارجِ ،

حدقَ قليلًا ثم فتحَ عينيهِ على مصرعيها حين أدركَ ما يجري.

" أنا في ورطة ."

زم شفتيهِ يلتفتُ يمينًا و يسارًا حائرًا بما عليهِ فعلهُ، ليتجهُ إلى البابِ يفتحها ثم يخرجُ ملوحًا .

" مهلًا هناك شخصٌ في الداخل."

توقفتِ شاحنةُ الكرة الحديدةِ عن الحركةِ ، لينزلَ منها رجلُ كبيرٌ في السن.

" من أنت؟ ما الذي تفعله هنا ؟"

ارتبكَ جيمين إثرَ سؤالِ الرجلِ ليقولَ بثقةٍ شبهِ معدومة :

" هذا منزلي."

تنهدَ الرجلُ لينفثُ انفاسهُ بقلةِ حيلةٍ، فيدعكَ رأسهُ شبهِ الأصلعِ ثمَ ينظرَ إلى البناءِ المهترئ.

" مالك الأرضِ طلبَ هدمَ منزلهِ القديمِ ليبني مجمعًا سكنيًا ، اجمع امتعتك و اخرج ، و أنا لن أقولَ للمالك أنكَ كنتَ تسكنُ هنا. "

قالَ الرجل بنبرةٍ منخفضةٍ ،

لقد شعرَ بالحزنِ على جيمين إلى حد ما ، و لكن ما باليدِ حيلةٍ، جيمين يسكنُ في منزلٍ ليسَ ملكهُ و هذا لا يصح من الأساس،

Under control | تحتَ السَيطرة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن