(الليلة الثانية عشر)سفاح الكتاب المقدس

18 0 0
                                    

بيتر توبن رجل سجل اسمه في تاريخ المملكة المتحدة كواحد من أخطر القتلة المتسلسلين .هذا الرجل الذي سافر في جميع أنحاء البلاد و استخدم حوالي 40 اسم مستعار لتجنب الكشف عن جرائمه السابقة أدين بقتل ثلاث نساء في جميع أنحاء المملكة المتحدة و مهاجمة اثنتين من الفتيات المراهقات, قبض عليه و هو في الستين من عمره فكان خوف السلطات الأكبر من فرضية واحدة و هي أنه ربما كان يمتهن القتل منذ أكثر من 40 سنة و هو ما يعني وجود العديد من الوفيات التي لم يكتشف أمرها بعد. جرائم بيتر توبن : في عام 1993 قام بيتر توبن بمهاجمة فتاتين في الرابعة عشر من العمر بعد إستدراجهما إلى شقته في هامبشاير قام بتخديرهما ثم اغتصابهما وقبل أن يغادر الشقة طعن واحدة منهما ثم فتح الغاز واحتبسهما داخل الشقة وهرب بعدها إلى كوفنتري لكن لسوء حظه نجت الفتاتين فتمكنت الشرطة من معرفة مواصفات المعتدي . بعد أن عثر عليه اعترف بجريمته في حق المراهقتين فقضى 10 أعوام في السجن. بعد إطلاق سراحه عام 2004 و هو في الثامنة و الخمسين من عمره عاد الى اسكتلندا واستقر في بيزلي . لم يكن يملك مأوى هناك لذلك أعتاد التردد على مائدة الكنيسة في جلاكسو حتى اصبح واحد من العاملين بها تحت اسم زائف و هو بات ماكلولين و هناك تعرف على الطالبة البولندية انجيليكا البالغة من العمر 23 سنة و التي كانت تعيش في المنزل المجاور للكنيسة.في 24 سبتمبر 2006 اختفت انجيليكا وبعد خمسة أيام تم العثور على جثتها موضوعة تحت ألواح الأرضية في كنيسة القديس باتريك. و في التحقيقات أكد الشهود على رؤيتها آخر مرة و هي على قيد الحياة برفقة بات ماكلولين الذي فر مرة أخرى من المنطقة وتتبعته الشرطة حتى عثرت عليه و مع الأدلة الجنائية القوية ضده أدين بقتلها وتلقي حكما بالسجن مدى الحياة .جدير بالذكر أن انجيليكا قد ماتت ميتة عنيفة حيث إنها تعرضت للضرب والاغتصاب وقيدت و تم طعنها 19 مرة قبل أن تدفن تحت الأرض حيث أكد الاطباء الشرعيين على انها دفنت هناك و هي على قيد الحياة .  ماضي بيتر العنيف : علماء النفس و المتخصصون في علم الجريمة أكدوا بعد دراسة جريمة قتل انجيليكا أن هذه الجريمة لم تكن الاولى لبيتر توبن . فكل الادلة تشير إلى انه متمرس في هذه النوعية من الجرائم فمن النادر جدا ان يرتكب رجل في منتصف العمر جريمة قتل وحشية فجأة فهذا النوع من السلوك المتقدم يبدأ في سن أصغر تقريبا أواخر سنوات المراهقة إلى أوائل العشرينات.مما يعني أنه قد مارس القتل بوحشية طوال 40 سنة تقريبا . وبناء على ما صرح به العلماء قامت الشرطة بالرجوع إلى ماضي بيتر و دراسته و قورنت جريمته بباقي الجرائم المشابهة و الغير محلولة في المملكة المتحدة .وأدت التحقيقات إلى أكتشاف جرائم أخرى منها العثور على جثتي فتاتين في سن المراهقة قتلهما بيتر توبن ودفنهما في الحديقة الخلفية لمنزله السابق. كما أعيد فتح التحقيق في قضية اختفاء فيكي هاميلتون عام 1991 و كانت في الخامسة عشر من عمرها وقتها و سجل آخر ظهور لها غرب لوثيان كانت تنتظر الحافلة على مسافة تبعد أقل من ميل واحد عن بيت بيتر , بعد اختفائها مباشرة غادر بيتر المنطقة و اتجه إلى مارجيت في كينت.عندما فتشت الشرطة منزله في مارجيت بعد سنوات وجدوا بقايا فيكي هاميلتون مدفونة في الحديقة الخلفية أي أنه أخذ أجزاء من جسدها معه عندما غادر المنطقة تم العثور ايضا على سكين استخدم لقتل فيكي أيضا و بناء على هذه الادلة الجديدة وجهت إليه مرة أخرى تهم بالقتل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ثانية . في عام 2007 تم العثور على جثة ثانية في حديقة منزل بيتر في مارجيت أكدت الفحوصات أنها جثة دينا ماكنيكول ذات الثامنة عشر التي خرجت في أحد أيام شهر أغسطس عام 1991 لحضور حفل موسيقي ولم تعد .و تبين أنها قتلت بعد فيكي هاميلتون كما تم اكتشاف آثار أميتريبتيلين المخدر في بقابا جثتها وهو نفس مخدرات الذي استخدمه بيتر في الهجوم على الفتاتين عام 1993. عام 2009 قدم بيتر للمحاكمة بتهمة قتل دينا و في 15 دقيقة فقط ادين بالتهمة و حكم عليه بالسجن مدى الحياة مع توصية بعدم إطلاق سراحه ..... "مرة أخرى أظهرت لنفسك أنك غير لائق للعيش في مجتمع صالح. انه لمن الصعب بالنسبة لي أن أبين لك حجم الكراهية والاشمئزاز الذي يشعر به الناس تجاه ما قمت به" -القاضي لـ بيتر توينزوجة بيتر السابقة كانت إحدى ضاحاياه فقد قام بطعنها ذات مرة و تركها لتموت لكنها تمكنت من طلب المساعدة و جاءت إلى المحكمة بعد سنوات لتشهد ضده , في عام 2010 حضرت إلى قسم الشرطة سيدة تدعى باتريشيا مدعية أنه تم الاعتداء عليها واغتصابها في جلاسكو عام 1968 عندما كان عمرها 15 عاما و قالت باتريشيا انها التقت برجل في ملهى بارولاند في غلاسكو قدم نفسه على انه جيم ماكلولين في نهاية السهرة طلب منها تحديد موعد آخر لمقابلته لكنها رفضت و غادرت فتبعها الرجل المدعو جيم و في شارع يخلو من المارة قام بالهجوم عليها واغتصابها و كاد ان يقتلها لكنها خاضت معه معركة قوية فهرب قبل أن يأتي احدهم على صوت صراخها , في تلك الليلة نجت باتريشيا بحياتها لكن المعركة تركت آثار جروح على وجهها , باتريشيا كانت متأكدة من كون بيتر هو من هاجمها و انها كانت اولى ضحاياه,لكن هذه المرة لم تثبت التهمة على بيتر لعدم وجود دليلا قويا ضده حتى مع وجود اسم ماكلولين الذي استخدمه بيتر أكثر من مرة في الماضي و كانت هذه آخر القضايا المقدمة ضد بيتر رغم تباهيه في إحدى المرات داخل السجن و امام المسجونين بقول أنه قام بقتل 48 فتاة, بيتر يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة مع ثلاثة توصيات بعدم أطلاق سراحه ابدا تحت أي ظرف.   ضحايا بيتر توبن من اليمين إلى اليسار دينا ماكنيكول 18 عام - انجيليكا كلوك 23 عام - فيكي هاميلتون 15 عام Bible John : لقب أطلق على قاتل ارتكب جرائم وحشية في منطقة جلاكسو بين عامي 1968 و 1969 لكن لم تعرف هويته أبدا أطلق عليه هذا اللقب بناء على مواصفات شقيقة إحدى ضحاياه حيث قالت أنه شاب في الخامسة والعشرين من عمره تقريبا حسن الهندام مهذب و فصيح طويل القامة نحيل شعره أحمر. وقالت أنه قدم لهما نفسه باسم "جون تمبلتون" قالت ايضا انه متدين فق كان يقتبس كثيرا من الكتاب المقدس أثناء حديثه معها و اخبرها انه لا يشرب الخمر ويصلي وهذا ما جعلها تطلق عليه اسم "يوحنا الكتاب المقدس" ,يعتقد أن أول ضحية له هي باتريشيا الممرضة ذات 25 عام يوم مقتلها في فبراير 1968 خرجت مع صديقتها قاصدة ملهى بارولاند لتمرح قليلا لكنها لم تعد تلك الليلة و في صباح اليوم التالي عثر على جثتها عمال كانوا في طريقهم إلى عملهم , عندما عثر عليها كانت عارية و ملابسها وحقيبتها لم تعثر عليهم الشرطة ابدا. بعد عام ونصف من تلك الحادثة قام يوحنا بقتل جميما ماكدونالد البالغة من العمر 32 عام و كانت قد خرجت لقضاء سهرتها في بارولاند و لم تعد . عثرت عليها في وقت لاحق شقيقتها التي شعرت بالقلق عندما سمعت أولاد الجيران يتحدثون عن جثة عثر عليها في منزل مهجور مقتولة بالطريقة نفسها التي قتلت بها باتريشيا و كانت هي بالفعل الجثة التي سمعت عنها شقيقتها و تبين بعد الفحص أنها تعرضت لضرب مبرح قبل أن يتم خنقها و كسابقتها اختفت ايضا ملابسها و أغراضها , بعد شهرين فقط كانت هيلين البالغة من العمر 29 سنة من العمر تقضي السهرة برفقة شقيقتها في الطرف الشرقي من غلاسكو في أكتوبر 1969. وقد التقتا رجلين في تلك الليلة و غادروا معا في سيارة أجرة نزلت شقيقة هيلين من السيارة امام منزلها ثم لوحت لهيلين على انها ستقابلها غدا , لكن هيلين لم تصل بيتها ابدا و عثر عليها في صباح اليوم التالي مقتولة بنفس الطريقة التي قتلت بها باتريشيا و جميماو كان قاتلها هو يوحنا . ضحايا يوحنا من اليمين اليمين إلى اليمين هيلينا بوتوك 29 عام - جيميما ماكدونالد 32 عام - باتريشيا دوكير 25 عامفرضيات حول هوية يوحنا الحقيقية :  كانت النظرية المقترحة هو أن يوحنا ضابط شرطة كان في الخدمة وقت بدء جرائم يوحنا . وفقا لما جاء في كتاب الرقص مع الشيطان الذي كتبه ضابط الشرطة المتقاعد بول هاريسون فإند الادلة أشارت إلى ضابط شرطة بجلاكسو لاذ بالفرار واختفى دون سبب معروف لكن التحقيقات في هذا الاتجاه توقفت بناء على أوامر سيادية , الشرطي بول هاريسون مؤلف الكتاب كان أحد ضباط الشرطة الأمهر في المملكة المتحدة قدم معلومات هامة في كتابه منها شهادة أخت هيلين الضحية الأخيرة ليوحنا و التي كانت متأكدة من كون الرجل الذي قابلته تلك الليلة و غادرت شقيقتها برفقته كان يعمل ضابط شرطة . و الدليل الذي أعتبره بول حاسما هو شهادة العاملين في الملهى الذين أكدوا بعد رؤيتهم لبطاقة هوية الشرطي المتهم أنه الشخص نفسه الذي كان يجلس برفقة الضحية الاخيرة وشقيقتها و قالوا أنه من رواد الملهى الدائمين لهذا يتذكرون وجهه جيدا. لكن كما سبق و ذكرنا توقفت التحقيقات عن هوية يوحنا الحقيقية في ذلك الوقت , لكن بعد سنوات طوال ظهر بيتر توبن و بناء على شهادة علماء الاجرام و الاطباء النفسيين و شكوى باتريشيا خرجت الشرطة بأدلة ظرفية تشير كلها إلى أن بيتر هو نفسه القاتل يوحنا و في محاولة الشرطة إثبات صحة هذه الفرضية تم الاستعانة بالضابط جو جاكسون الذي كان مسؤولا عن قضية يوحنا قبل سنوات و قد اكد جو على أن هناك فعلا ما يجمع بين بيتر و يوحنا وهي أمور يصعب القول بأنها محض مصادفة و منها .... - مقابلة بيتر لزوجته في ملهى باروولاند الملهى نفسه الذي عثر فيه يوحنا على ضحاياه - صور بيتر وهو شاب في 21 تتشابه إلى حد بعيد و بصورة لافتة للنظر مع الرسومات التي رسمها فنانو الشرطة للقاتل يوحنا بناء على مواصفات من رأوه - يحتفظ بيتر بتذكارات من ضحاياه و كذلك كان يفعل يوحنا - بدأت جرائم يوحنا في منطقة جلاسكو في الوقت نفسه الذي انتقل فيه بيتر للمنطقة و الاغرب هو توقف الجرائم خلال السنوات التي قضاها بيتر في السجن بتهمة التزوير والسرقة . من اليمين صورة لبيتر توبن في الستين من عمره في الوسط بيتر و هو سن 27 عام على اليسار رسم للقاتل المدعو يوحنا لكن أستاذ علم الإجرام ديفيد ويلسون و الذي درس جرائم بيتر و جرائم يوحنا و قام بكتابة كتاب كامل حول المجرمين كان له رأي آخر و قد ذكر في كتابه أن هناك تشابه واضح بين بيتر و يوحنا في عدة أشياء لكن هناك أيضا اختلافات بينهما كما فند دليل التشابه بين صور بيتر و وصف أخت إحدى الضحايا قائلا أن هذا ربما يعني إرتكاب بيتر للجريمة الاخيرة لكن ليس هناك ما يؤكد على ارتكابه للجريمتين السابقتين و قال ايضا أن الجزم بالامر مستحيل تقريبا و قدم إقتراح مفاده وجود قاتلين شخص لقب بيوحنا و الآخر هو بيتر الذي كان يقلد يوحنا في جرائمه ربما بدافع الإعجاب أو محاولة لإلصاق التهم به . حتى يومنا هذا لا يعرف العدد الحقيقي لضحايا يوحنا و كذلك ضحايا بيتر و هل بيتر هو القاتل المسلسل يوحنا أم لا حتى الآن و رغم مرور اكثر من 40 سنة ما تزال الادلة التي تربط بين القاتلين ظرفية و غير حاسمة شخص واحد يستطيع الاجابة على كل هذه الأسئلة و هو بيتر توبن الذي فضل أن يبقى صامتا إلى الأبد .....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مجمعات ليالي مع شمعتي|+16|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن