♦ المُقامرة الثانية ♦- أجواء باردة-

2.2K 222 14
                                    

♠ المُقامرة الثانية ♠ 2

_ أجواء بارِدة

المكان: المنطقة ٩٠♦
التوقيت: التاسِعة ليلًا

وقفت چيهان بـ جانبها إبنتها كادي وهي تنظُر لـ إياس الغاضِب وقالت: خير يابني حصل حاجة؟
نظر لها إياس بـ غضب وقال: وحتى لو حصل هو..
قبل أن يُكمِل جُملته التي تناثرت من أحرُفها ألـ|هِبة النيـ|ران، قام مهد بـِ كتم فم إياس عن طريق يده وقال بـ لباقة: معلش هو مش في أفضل حال للكلام، إتفضلي حضرتك فوق في شقِة السِت رُفيدة إستريحي عندها، هنتكلم كلمتين مع إياس وهيفتحلك شقِتك
نظرت كادي لـ إياس وهو يُبعِد يد مهد عن فمهُ بـ قسوة، وهندم من ملابسه وهو يسيرُ غاضِبًا إلى معرض السيارات الخاص به
نسمة الهواء حركت خُصلات شعر كادي للخلف، لما لا تستطيع إبعاد عينيها عن ملامحهُ!
أفاقت على نكز والدتها لها بـ يدِها وهي تقول: يلا يا ماما نطلع، ظهري وجعني من السفر
صعدت كادي بـِ رِفقة والدتها إلى البناية، رائِحة المُطـ|هِر الشهير يُمكنهُم إستنشاقها من الأرضية، كأنهُم داخِل ممرات مشفى مُعقمة، الدرچ نظيف ولامع، حتى وصلوا إلى الطابِق المقصود
وضعت چيهان يدها على چرس الباب وضغطت عليه مرة واحدة حتى أصدر صوته، ثُم عادت خطوتين للخلف وهي تنتظِر
مرت ثوانِ قبل أن تفتح رُفيدة باب شقتِها، ومن الداخل رائحة المُعطِر الكهـ|ربائي خرجت من الشقة تُصافحهُم قبل روفيدة
إبتسمت چيهان وقالت بـ حرج: إزيك يا روفيدة؟
صمتت روفيدة قليلًا قبل أن تبتسِم بـِ هدوء وقالت: يا أهلًا وسهلًا، إتفضلوا جوة دفا..
قامت چيهان بـِ خلع حِذائها وأمرت كادي بـِ ذلِك، عِندما إنتهوا خطوا داخِل الشقة وأغلقت روفيدة خلفهُم الباب، ضمت المِعطف الثمين الذي أهداها إياه إياس في عيد الأم وقالت بـ نبرة دافئة كـ شقتِها: نورتوا المنطقة ٩٠، بيتهيألي أول مرة تزوروها، لإنها جديدة.
جلست چيهان وبـ جانبها كادي وقالت وهي تلتقط أنفاسها: أه بس راقية جِدًا الحقيقة ونظيفة، والناس مُعاملتهُم حلوة.
جلست روفيدة على مِقعدها أمامهُم وقالت بـِ ذات الإبتسامة: وهادية، يعني اللهُم بارك لو حصل فيها صوت خِنـ|اقة أو مُشكِلة بعرف إن إياس إبني كـ العادة خرج عن شعوره، تحبوا تشربوا إيه؟
كانت كادي شاردة في تفاصيل الشقة، الألوان الهادئة، المقاعِد المُريحة كـ القُطن، ورائِحة المُعطِر بـ الفراولة
أجابت چيهان: لا نشرب إيه دا كفاية أزعجناكُم في الوقت دا..
روفيدة بـ هدوء: فين الإزعاج بـ العكس شرفتوني، أنا على طول قاعدة لوحدي عشان إياس في شُغله طول الوقت.
چيهان بـ إعجاب وإطراء: ربنا يحميه ويبارك فيه ويخليه ليكِ، تربيتك إنتِ وعلي الله يرحمُه كُلها أثمرِت في إياس.
نظرت روفيدة بـ حُزن لـ ذِكر زوجها الراحل وتنهدت بـِ رقة ثُم قالت: إياس كُل حياتي من ساعة ما علي ربنا توفاه، راجلي بـ معنى الكلِمة، العُمارات دي والمنطِقة دي هو سعى كتير عشان يكون لينا أنا وهو مكان هادي من بعد ما تعافيت من صدمتي النفسية بعد وفاة علي، وِرث أبوه وجِدُه، وورثي من والدي كبرُه إياس وعمل معرض العربيات وبقى بـ يصدر لـِ برا، دا غير حنيتُه وإهتمامُه.
چيهان بـ إعجاب: ماشاء الله تبارك الله، ونعم التربية.
نظرت روفيدة لـ كادي الشارِدة بـ صورة إياس ووالدتُه داخل البرواز وقالت حتى تُفيق إنتباهها: الأمورة دي بنتِك؟
إبتسمت چيهان وهي تحتضن كادي وتُقبِل رأسها وقالت: أه كادي، بنتي الوحيدة، مش عاوزة أقول الكِلمة بس جت غلطة.. وكُنت متضايقة إن في حاجة هتربُطني بـ جوزي الله يرحمُه، لكن طلعِت أحلى غلطة في حياتي.
روفيدة قامت من مقعدِها وقالت: في كُل أنواع المشروبات اللي مُمكِن تتخيليها، وفي عصير للحلوة دي.
چيهان بـ حرج: مش عاوزين نتعِبك
روفيدة وهي تتجه إلى المطبخ: مفيش أي تعب حقيقي، عن إذنُكم ثوانِ
ما أن دخلت روفيدة إلى مطبخِها حتى قالت كادي بـ همس لوالدتها: إيه يا ماما النظافة دي بجد هُما مش عايشين في الشقة ولا إيه
چيهان بـ همس من بين أسنانها: لا عايشين بس ناس نظيفة، مبيرجعوش من المدرسة يرموا الشنطة على الأرض والجزمة يحدفوها ورا الكنبة، أهي طنطك روفيدة زي ما إنت شايفة لو لقت إنك مش نظيفة هترميكِ في الشارع
حضرت روفيدة وهي تحمل صينية بها كوبان من العصير وصحنين بِهُما قِطعتان من الكيك
وضعته أمامهُما وهي تقول بـ لُطف لـ كادي: جبتلِك إنتِ جاتوه شوكولاتة
كادي بـ جوع شديد لإنها لم تضع الطعام في فمِها مُنذ الصباح: شُكرًا يا طنط
إلتقطت الصحن وبدأت في تناول الحلوى بـِ نهم، تحدثت روفيدة مع چيهان في عِدة مواضيع مُختلفة قبل أن تقع عينيها على كادي التي بدت وكإنها تحتضر جوعًا
شعرت بـِ الشفقة عليها وقالت: إيه رأيكُم، أنا متبلة بانيه وحطاه في الحافظة في الثلاجة، أقليه ومعاه بطاطس؟ ولا تحبوا إيه؟
چيهان بـ هدوء: لا لا أبدًا إحنا مش جعانين خالص
روفيدة: ولا إستنوا هتصِل على إياس يجبلنا كباب وكُفتة من المطعم بتاع المنطِقة، مطعم نظيف وشيك وأكله رائع.

♦ مُقامِــر المحبة ♦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن