♠المُقامرة العاشِرة ♠
عنوان الفصل |" تهويدة الأحد٢"
" يؤذيني البلاء القدري، ملعقة المُر التي نتذوقها حتى نستمتِع بحلوى العوض، مع ذلِك لا يستطيعُ الإنسان إغلاق فمهُ إمتناعًا عن تناولها، وبِرغم الإختلاف ما بين المُر والحلوى، تجِدنا باهتين في لحظات سعادة من المُفترض أن نقفِز فرحًا عِندما تمُر بِنا.. يبدو أن أرواحنا قد شابت " _بقلمي.المكان: منزل السيدة روفيدة/المنطِقة٩٠ ♦
طالع شفتيها وكأنهُ، يعرِفهُما مِن مكان ما.
ثُم.. أغمض عينيه وتنهد تنهيدة عميقة، على أثرِها إرتجفت كادي وهي تُحاول إستجماع قوتها لتتوازن..
قال إياس بِصوت خرج رسميًا: يلا عشان الغدا.
خرج مِن الغُرفة تارِكًا كادي قلبها يهوى بين قدميها مِن فرط التوتُر، وإستغرقت دقيقة حتى تستجمع ما تبقى لها من ثبات تخرُج مِن غُرفتهُ مُحاوِلة تجاهُل كُل ما حدث وإبقاء شفتيها مُنطبقتين كي لا تضحك كالمُهرج، خرجت السيدة روفيدة مِن المطبخ حامِلة أواني الطعام وهي تقول: يلا بقى يارب يعجبكُم.
إياس وهو ينظُر في هاتفهُ النظرة الأخيرة قبل أن يترُكهُ ليبدأ تناول الطعام: تسلم إيدك.
روفيدة بإبتسامة راضية: بالهنا على قلبك يا حبيبي، كُلي يا كادي متتكسفيش هاتي طبقك أحُطلك.
وضعت لها في صحنِها ثُم إلتقطت صحن إياس لتضع بِه الطعام وقالت بهدوء: عاوزة أطلُب منك طلب بعد ما تتغدى بس خايفة تكون مُرهق من مشاويرك.
إلتقط إياس صحن الطعام مِن والِدتهُ وقال بهدوء: قولي متخافيش.
بدأت في تناول الطعام وقالت: عمك إسماعيل اللي برا المنطقة اللي كان هنا وقرر يسيبها عشان يموت وسط عيالُه وأحفادُه.
إياس عقد حاجبيه مُتذكِرًا وقال: أيوة مالُه دا؟
السيدة روفيدة قالت: في ظرف أمانة توصلهولُه، هو مُتعسِر في فلوس الأيام دي ولازم نساعدُه دا عاش هنا في المنطِقة كتير من أيام أبوك الله يرحمُه.
إياس وهو يُكمِل تناول طعامُه: تمام هبقى أخلي وصيف يوصلهولُه.
تركت السيدة روفيدة المِلعقة وقالت بأعيُن مُتسِعة: لا! توصلهوله بنفسك! عشان خاطري دي أمانة حباها توصلُه منك عشان يبان قدر إهتمامنا بيه.
تنهد إياس وقال بإرهاق: تمام حاضِر.
نظرت كادي إلى السيدة روفيدة وقالت بدون مُقدمات أو تفكير مُسبق: هو أنا ينفع أروح معاه!
نظر إياس لها بصدمة ونظرت لها روفيدة قليلًا، شعرت كادي بالتسرُع وبدأ التوتُر يظهر عليها فقالت روفيدة بإبتسامة: ومالُه، خلصي طبقِك وإلبسي وروحي مع إياس وأهو بالمرة تغيري جو، ولما مامتك ترجع نشرب أنا وهي فنجانين قهوة على ما ترجعوا.
نظر إياس لوالدتهُ شرزًا وحتى لا يقوم بإحراج كادي قال لوالدتهُ: طب تعالي وريني فين مكان الظرف عشان ألبس وأروح.
روفيدة بصدمة: مش هتكمل غدا؟
إياس وهو يُجفف يديه قال وهو يضع المنشفة الصغيرة: الحمدُلله شبعت.
إبتسمت روفيدة إلى كادي قائِلة: ملكيش دعوة بينا كملي إنتِ أكلك هو أكلتُه ضعيفة ومغلبني.
قالت كادي بهدوء: حاضر
قامت روفيدة خلف إياس ووجدتهُ يقِف في مُنتصف غُرفتها، دخلت الغُرفة واغلقت الباب فقال إياس من بين اسنانُه: أخُدها معايا فين أنا مُش فاهِم؟؟
نظرت روفيدة إلى باب الغُرفة ثُم أعادت نظرها مُجددًا إلى إياس وقالت بهمس: البنت نفسيتها تعبانة مبتخرجش مبتروحش غير المدرسة وغلبانة ملهاش غيرنا هي وأمها، عشان خاطري متكسرش بنِفسها بعد ما إتحمسِت تروح معاك.
وضع إياس يد فوق الأخرى وقال مُحاولًا التماسُك: دلوقتي كُنت عاوز أروح أجيب هدوم ليا أخُدها معايا إزاي يعني وأنا بعمل كدا.
إبتسمت روفيدة وقالت بحنان: ومالُه يا حبيبي أهي تساعدك تمسكلك الهدوم تناولك مقاس أكبر وكِدا.
تأفف إياس فقالت روفيدة وهي تربُت على ذِراعُه: يلا الظرف عندك على التسريحة غير هدوك وسمي الله مش هتحِس بيها.
خرجت مِن الغُرفة لِتجد كادي قد أنهت طعامها ووقفت وهي تقول بإبتسامة واسِعة: أنا خلصت يا طنط وحطيت الأطباق في المطبخ هروح أغير هدومي بِسُرعة.
ضحكت روفيدة بِخفة وقالت: ماشي يا دودو يلا مستنيينك.
ركضت كادي بحماس إلى الخارج ولكنها عادت بعد ما تذكرت شيئًا.
نظرت لها روفيدة وقالت: مالك مروحتيش ليه؟
رفعت كادي أكتافها وقالت: عشان المُفتاح بتاع الشقة مع ماما، مُش مُشكِلة يا طنط هروح كِدا!.
_________________________________________
أنت تقرأ
♦ مُقامِــر المحبة ♦
Storie d'amoreالحرب الشنعاء داخلي تثور ولا تهدأ، لدي غُرفة نافذتها تطُل على الجحيم، لكن الشياطين سُكان ذلك الجحيم تركوه فارغًا ليستقروا داخل عقلي الساحر الذي يُنزل قُبعته من فوق رأسه ليُريك داخلها مدينة كاملة! هو في الأساس شيطان كذلك أنا، أريك ما أريدك أن ت...