بؤرة الظلام ᵛᵏ

2

انيروا النجمه فضلاً ☆
.
.
.

مرّ النهار في غمضه عين ...

تناولت فطوري ثم ذهبت سريعاً إلى الخيمه كي احضر المزيد من السهام وبعد ذلك مضيت الى المرفأ الجاف الذي يعج بالجنود

وقفت مع بقيه صُناع السهام وانتظرت ان يأتي دورنا كي نصعد على متن سفينه رمليه ضمت سفن الاسطول الصغير

بدت من خلفنا مدينه دونترسك وقد استيقظ اهلها وأنشغلوا في اعمالهم

ومن امامنا امتد ظلام البؤره الهائل والغريب حتى سد الافق باكمله

وفجأه علا صخب الحيوانات وازداد خوفهم من عبورنا ذلك البحر

يتم عبور الطيه على سفن شرعيه تمشي على رمال مثل الزلاجات
وتدفعها اشرعه ضخمه تمكنها من التزلج على الرمال الرماديه الساكنه دون ان تحدث اي صوت

تُحمل عليها في الرحله الذهاب اخشاب وقمح وقطن خام اما في الإياب تُخزن فيها البنادق و السُكر وجميع انواع البضائع الجاهزه التي توجد في موانئ كورنا

نظرت الى سطح السفينه فوجدت شراعها قد شغل حيزاً كبيراً

جال في ذهني وقتها امرّ وحيد
وهو أنه ليس ثمه مكان للأختباء

لاحظت ايضاً وجود جنود مدججين بالسلاح يرافق كل مجموعه اثنين من المستحضرين يرتدون الزي باللون الفضي كما ان التطاريز البيضاء التي تزين اكمامهم وحواف ارديتهم تُشير إلى كونهم مستحضرين الرياح

وهم مجموعه من المستحضرين يمكنهم رفع او خفض ضغط الهواء
وبهذا يمكنهم تحريك اشرعه السفينه بحيث تمضي بنا عبر البؤره لاميال طويله

اصطف الجنود المسلحون بالبنادق ويشرف عليهم ضابط عابس الوجه، بمحاذاة حاجز السفينه
وبينهم كان ثمه العديد من افارد المستحضرين ولكن الاكمام القرمزيه لارديتهم الذهبيه تشير إلى انهم يستحضرون النيران

اعطى رُبّان السفينه إشاره لكبير صُناع السهام
فقادني مع كاسيوس وبقيه المساعدين إلى متن السفينه كي ننضم إلى الركاب الاخرين

ثم اتخذ موقعه بجانب مستحضرين الرياح عند صاري السفينه كي يساعده في التنقل عبر الظلام وكان يحمل بوصله بيده .. ولكنها لن تجدي نفعاً عندما نشق ثنايا البؤره

احتشدنا على سطح السفينه فلمحت اورفيوس واقفاً بين الجنود على الجانب الاخر من السفينه وكل منهم يحمل بندقيه بيده ومن خلفهم اصطف الرُماة يحملون على ظهورهم مجموعه من السهام التي صنعناها لهم من فولاذ المستحضرين

تحسست مقبض خنجري المُستغر في غمده
ولكنه لم يمنحني الثقه التي اردتها

صاح كبير العاملين بالميناء فشرع عدد من الرجال الغلاظ في دفع السفينه فوق رمالً لا لون لها التي تشير إلى ان السفينه قد اقتربت من حدود البؤره فتراجع الرجال فجاه وكأن تلك الرمال المُنطفئه الساكنه ستحرق اقدامهم