قبل عامِين في ذات هذا اليُوم كان للِقائي الأول معه، لقد ملك قلبِي بل إن كُل ضِلعٍ من قلبي تلبس بِه و أستقبلتُه مِرارًا بيدي ممدوتًا لتنتشل جّسده من ثِقُل الحياة ليتوسد صدّري وينعم في راحة حُضنِي وفي كُل مره آجر اذيل خيبتي وأعودُ محملًا بالآسى على ذاتِي
"عبد الإله"2021 oct 6
يتوسط شُعاع الشمس الدافئ مُعلنًا حلول الخرِيف على ملامح النائِم بعمق لتُشكل دفئ غير مُحبب لعينيه ونور أقوى من إضائة غُرفته ، يلتف للجهة الأُخرى مُنزعج قبل أن يرن المُنبه مشكلًا إزعاجًا أشد
"صالح"
يرفع الوساده عن رآسه ويستقيم مُتأفِفًا ويتمتم بصوت يغلُبه النعاس"للعنه ماقدر انوم حتى ساعتين كل شوي شي مصحيني!"
يلتقط الهاتف ليتصل بصديقه
"ياسر "
ارحبببب يالغالي وش عندك متصل علي ؟
"صالح"
تعال مرنّي ماقدر انتظر التاكسي لين يجيني وبتأخر على أول يوم دوام"ياسر"
آبشر بس.. للحظات وجايك اخلص من معيوفي
قهقة نهاية جملته خجلًا"صالح"
يلا عاد لاتفلونها وراي داوم اناوبعد انتهائه من جُملته يغلق الهاتف ويذهب للحمام
ليخلع ملابسه واحدًا تلو الأخر ويتجاهل النظّر للمرآه،
مرت خمس سنوات مُنذ حادثة التحرش تلك لكن من بعدها لم يستطع تقبل جسده حاول مِرارًا وتِكرارًا ان ينسى ويتناسى وفي كل مرة تأتيه عاصفة من ذكريات ذاك اليوم المُوحش تجعله ينتكس ، يظن صالح لولا وجود ياسر بجانِبه لآستئناف حياته منذ تلك الليلة..وبِوسط غرقة بالأفكار جلس تحت الماء الدافئ لم يشعر بأنه بداء يميل للساخن أطلق تاؤهه من تلك الحراره التي سقطت على جسده وثم استقام مسرعًا ليطفئ الماء...
"غارِقًا مره أخرى في خطيئه لم يكُن مذنبًا بها "
سحب المنشِفه من على الكُرسي واحاط بها خصره خارجًا للغرفه يقشعر جسده مُشكلًا رجفه خفيفه للهواء البارد الساقط على صدره العاري ، يرفع شعره للأعلى بيديه ويُخرج بدلة سوداء رسميه مع قميص أبيض وحِذاء جلد رسمي اسود بعد أن أنتهى من التجهيز وضع عطره المُفضل هدية من أحد أصدِقائه القُدامى والأعز
وقبل أن يذهب ليعد قهوته السوداء قاطعه إتصال ياسر بأنه وصل للمنزل ليقله ، أخذ مفاتيحه على عجله وهاتفه و سكب القهوة في كوب ورقي مُغلق كي لاتنسكب اثناء طريق وصعد للسيارة ، منظر مُلفت
"ياسر"
هاه بشرني ياحبيبي صلحي مستعد لأول يوم ؟
التفت الأخر لياسر رافِعًا أحدى حاجبيه ويحدق بطرف عينيه ثم يتمتم
"منب رايح اول يوم تمهيدي يا ياسر "ضحك ياسر على ملامح صالح والتف مره اخرى للنظر للطريق ثم تنهد تنهيده طويله تشرح كم حاول تمالك الكلام في صدره والأن لايحتمل
"صالح أسمعني مابيك تنسى اعرف انه اصعب من محاولتك تكمل حياتك لكن مو ذنبك لاتغرق نفسك بتكفير ذنب مو لك ! انت ضحيه انت مو جاني ارجوك اوعدني هالبداية تكون بداية خير لك ومهما صارلك بشغلك الجديد انا عندك متى مابغيتني " ربت على كتف الأخر متزامنًا مع انهائه للحديث
بينما صالح غارق في دوامة التفكير التي لاتنتهي وفي احتمالية عدم قدرته على التأقلم وعودته لأحضان العزله الطويله.. خوفًا من تكرار تلك الحادِثه الشنيعة....
يهتف صالح بخفه على الجالس بجانبه مع ابتسامه خفيفه
"وصلنا"نظر صالح لعيني صديقه ومشاعره تذهب به ايابًا وذهابًا
يتخبط وتتلئلئ عينيه خوفًا وقلقًا ليُنزل عينيه للأسفل ويلتقط لنفاسه محاولًا كبح نفسه وينزل مودعًا ياسر الذي بدوره صاح عليه قائلًا"أعتن بنفسك صلوحي"
ذهب مرتجل للداخل يلقي التحيه على كُل من يمر أمامه كأول ظهور له في تلك الشركه لقد أستطاع وبِشده لفت الآنتباه اليه كان جذابًا لدرجه تلقي الاطرائات مِن كُل الجنسين...
حتى وصل لِمكتب مُدير الموارد البشريه والذي سيعمل لديه كا مُساعد
طرق الباب ليتمكن مِن سماع صوت الجالس بداخل المكتب ، جفل لوهلة من خشونة الصوت وقوته ثم بلع ريقه مع رد الجالس قائِلًا
"تفضل استاذ صالح اجلس هنا "
دخل للمكتب المطلي بالون الأسود والسراميك المايل للبيج والمكتب الزجاجي المليئ بالملفات المُبعثره في كل أنحأه و رائحة الاسبريسو القويه....
جلس صالح مُقابِل المُدير الذي ظل يُحدق في ملامحه وتحديدًا عيني صالح بداخلهما مع إبتسامه جانبيه عاقد حاجبيه ولم يبعد اناظره لحظه حتى استند صالح ثم قال بصوت خشن رجولِي
"يامرحبا وسهلا فيك انا مديرك عبدالإله العمري"
مد يده مصافحًا لصالح الي بدوره رد"تشرفت والله فيك استاذ عبدالإلة"
ومد يديه لمصافحة الأخر ليشد عليها جاعلًا صالح يرتعش المًا بخفه...
أنت تقرأ
Gravity of love |صالعبود
Short Story"أعرفك كشيء قديم تألفه الروح، و تنحاز له في كل مرة" -عبدالإله