لفصل الاول
دخلت داليا الشقة التى كانت تقع في الدور السابع من العمارة وهي تلهث ، رمت قبعتها حقيبتها و الصفراء التى كانت مزينة بزهرة ذات لون زهري على الطاولة التى كانت تتوسط غرفة المعيشة ، واسرعت للمطبخ ،عندما فتحت الثلاجة لاخذ قارورة الماء جاءت والدتها خديجة وهي تحمل ظرفا في يدها ،شربت داليا من القارورة ،قبل ان تنزعها منها والدتها وهي
تقول "هذا منهي عنه الم اعلمك اداب شرب الماء ؟"
تنهدت داليا وهي تمسح عرق جبينها وقالت "امي رجاء لا تبدئي ،اني اذوب من الحر ،درجة الحرارة في الخارج 45 في الظل ،هل تدركين معني ان اسير نصف ساعة من المكتبة الى هنا تحت اشعة الشمس اللاهبة ،هل سيبقى لمثلي صبر للتفكير في اداب شرب الماء "،وجلست على كرسي في المطبخ اين كانت اطباق الغذاء معدة لها ، نزعت الغطاء عن الطبق فوجدت البطاطا المقلية بالبيض ،سمت باسم الله وبدات بالاكل بسرعة ،وهي تقول "لا تحدثيني عن اداب الاكل معي ربع ساعة للغذاء والاغتسال والعودة للعمل " قال امها " لو انهم لا يقفلون المكتبة في فترة الاستراحة " ردت داليا "انهم لا يفعلون ،جميع الموظفين يغادرون المكتبة مثلي انه القانون " قالت الام وهي تتنهد "على كل حال جاءتك هذه الدعوة" نظرت داليا بطرف عينها وقالت وهي تمضغ الطعام "ما شانها ؟" ردت "هل تذكرين عمتك حليمة ؟" فكرت داليا قليلا ،فصححت لها والدتها "عمة والدك " ردت وقد تذكرتها "نعم طبعا اتذكرها الارملة العجوز ما بها هل ماتت ؟" ردت والدتها ببرود "لا ،وعليك ان لاتتكلمي عنها بهذا الشكل " قالت داليا بعد ان انهت الطبق " ما بها اذن ؟ " ردت الام "ارسلت دعوى للاقامة عندها اسبوعا " وقفت داليا وقصدت الحمام لتغسل وجهها وتنعش خصلات شعرها الكسثنائي الداكن المتومج ،لحقت بها والدتها وهي تقول "الن تذهبي ؟" ردت داليا بعد ان انهت غسل وجهها "امي ما بك لقد قطعت صلتها بنا بعد ان توفي والدي مباشرة ،حضرت الجنازة واختفت اي منذ كان عمري 15 سنة ،مرت 15 سنة ولم تحاول الاتصال بنا مرة ،كيف تتوقعين ان اقبل دعوتها بسهولة " ردت "من يدري ماذا تريد ؟ربما انبها ضميرها وارادت اعادة صلة الرحم " ،اعطت داليا المنشفة لامها ونظرت لساعتها وقالت "اذهبي انت اذن " ردت الام ببرود "الدعوى موجهة لك فقط " قطبت البنت جبينها وفكرت وقالت "تدعوني انا بالاسم دون دعوتك انت ؟ هذا غريب جدا " اعطت الام الظرف لابنتها وقالت "هذا ما يثير فضولي " سارت داليا التقطت القبعة و الحقيبة وقالت "امي انا مرتبطة بالعمل ليس لدي تلك الرفاهية التى تمكني من طلب اجازة " ووضعت الظرف في الحقيبة وغادرت الشقة .وضع رياض يده على المنبه الذي كان يرن بقوة ،ونهض من السرير كانت الساعة تقترب من الواحدة ظهرا ،قصد الحمام اخذ حماما باردا منعشا وارتدى سروالا خفيفا وقميصا رمادي انيقا وقصد المطبخ كان يعج بالاطباق المتسخة وقد امتلا بروائح الطعام ،منظره كان كابتا للشهية ،اخذ الهاتف واتصل بمنقذته اخته اسيا ،ردت مباشرة قال بكلمات مقتضبة